الحديث الثاني حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في المعنى ، ذكره مقتصرا على قصة رؤيا المرأة إلى جانب القصر وزاد فيه قالوا : لعمر ، فذكرت غيرته فوليت مدبرا . وفيه ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من مراعاة الصحبة ، وفيه فضيلة ظاهرة لعمر . وقوله فيه " تتوضأ " يحتمل أن يكون على ظاهره ولا ينكر كونها تتوضأ حقيقة لأن الرؤيا وقعت في زمن التكليف ، والجنة وإن كان لا تكليف فيها فذاك في زمن الاستقرار بل ظاهر قوله : " تتوضأ إلى جانب قصر " أنها تتوضأ خارجة منه ، أو هو على غير الحقيقة . ورؤيا المنام لا تحمل دائما على الحقيقة بل تحتمل التأويل ، فيكون معنى كونها تتوضأ أنها تحافظ في الدنيا على العبادة ، أو المراد بقوله : تتوضأ ؛ أي : تستعمل الماء لأجل الوضاءة على مدلوله اللغوي وفيه بعد .
وأغرب nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي فزعم أن قوله تتوضأ تصحيف وتغيير من الناسخ ، وإنما الصواب امرأة شوهاء ، ولم يستند في هذه الدعوى إلا إلى استبعاد أن يقع في الجنة وضوء لأنه لا عمل فيها ، وعدم الاطلاع على المراد من الخبر لا يقتضي تغليط الحفاظ . ثم أخذ nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في نقل كلام أهل اللغة في تفسير الشوهاء فقيل : هي الحسناء ونقله عن أبي عبيدة ، وإنما تكون حسناء إذا وصفت بها الفرس ، قال الجوهري : فرس شوهاء صفة محمودة و " الشوهاء " الواسعة الفم وهو مستحسن في الخيل والشوهاء من النساء القبيحة كما جزم به ابن الأعرابي وغيره ، وقد تعقب القرطبي كلام nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي لكن نسبه إلى nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة فقط ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : بدل تتوضأ شوهاء ، ثم نقل أن الشوهاء تطلق على القبيحة والحسناء ، قال القرطبي : والوضوء هنا لطلب زيادة الحسن لا للنظافة لأن الجنة منزهة عن الأوساخ والأقذار ، وقد ترجم عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب التعبير " باب الوضوء في المنام " فبطل ما تخيله nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، وفي الحديث فضيلة nindex.php?page=showalam&ids=11088الرميصاء وأنها كانت مواظبة على العبادة ، كذا نقله ابن التين عن غيره وفيه نظر .