[ ص: 114 ] قوله : ( باب مناقب عمار وحذيفة ) أما nindex.php?page=showalam&ids=56عمار فهو ابن ياسر ، يكنى أبا اليقظان العنسي بالنون ، وأمه سمية بالمهملة مصغر ، أسلم هو وأبوه قديما ، وعذبوا لأجل الإسلام ، وقتل أبو جهل أمه فكانت أول شهيد في الإسلام ، ومات أبوه قديما ، وعاش هو إلى أن قتل بصفين مع علي رضي الله عنهم ، وكان قد ولي شيئا من أمور الكوفة لعمر فلهذا نسبه أبو الدرداء إليها . وأما nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة فهو ابن اليمان بن جابر بن عمرو العبسي بالموحدة حليف بني عبد الأشهل من الأنصار ، وأسلم هو وأبوه اليمان كما سيأتي ، وولي حذيفة بعض أمور الكوفة لعمر ، وولي إمرة المدائن ، ومات بعد قتل عثمان بيسير بها ، وكان عمار من السابقين الأولين ، وحذيفة من القدماء في الإسلام أيضا إلا أنه متأخر فيه عن عمار ، وإنما جمع المصنف بينهما في الترجمة لوقوع الثناء عليهما من nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء في حديث واحد وقد أفرد ذكر ابن مسعود ، وإن كان ذكر معهما لوجوده ما يوافق شرطه غير ذلك من مناقبه ، وقد أفرد ذكر حذيفة في أواخر المناقب ، وهو مما يؤيد ما سنذكره أنه لم يهذب ترتيب من ذكره من أصحاب هذه المناقب ، ويحتمل أن يكون إفراده بالذكر ؛ لأنه أراد ذكر ترجمة والده اليمان .
قوله : ( عن إبراهيم عن علقمة قال : قدمت الشام ) في رواية شعبة التي بعد هذه عن إبراهيم قال : " ذهب علقمة إلى الشام " وهذا الثاني صورته مرسل ، لكن قال في أثنائه : " قال : قلت : بلى " فاقتضى أنه موصول ، ووقع في التفسير من وجه آخر عن إبراهيم عن علقمة قال : " قدمت الشام في نفر من أصحاب ابن مسعود ، فسمع بنا [ ص: 115 ] أبو الدرداء فأتانا " .
قوله : ( حتى يجلس إلى جنبي ) أي يجعل غاية مجيئه جلوسه ، وعبر بلفظ المضارع مبالغة ، زاد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي في روايته " فقلت : الحمد لله ، إني لأرجو أن يكون الله استجاب دعوتي " .
قوله : ( قالوا : أبو الدرداء ) لم أقف على اسم القائل .
قوله : ( قال : أوليس عندكم ابن أم عبد ) يعني nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، ومراد nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء بذلك أنه فهم منهم أنهم قدموا في طلب العلم ، فبين لهم أن عندهم من العلماء من لا يحتاجون معهم إلى غيرهم ، ويستفاد منه أن المحدث لا يرحل عن بلده حتى يستوعب ما عند مشايخها .
قوله : ( صاحب النعلين ) أي نعلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان ابن مسعود يحملهما ويتعاهدهما .
قوله : ( والوساد ) في رواية شعبة " صاحب السواك - بالكاف - أو السواد " بالدال ووقع في رواية الكشميهني هنا " الوساد " ورواية غيره أوجه ، والسواد السرار براءين يقال ساودته سوادا أي ساررته سرارا ، وأصله أدنى السواد وهو الشخص من السواد .
قوله : ( والمطهرة ) في رواية السرخسي " والمطهر " بغير هاء ، وأغرب الداودي فقال : معناه أنه لم يكن يملك من الجهاز غير هذه الأشياء الثلاثة ، كذا قال ، وتعقب ابن التين كلامه فأصاب ، وقد روى مسلم عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=889442إذنك علي أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي أي سراري ، وهي خصوصية nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود ، وسيأتي في مناقبه قريبا حديث أبي موسى " قدمت أنا وأختي من اليمن ، فمكثنا حينا لا نرى إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نرى من دخوله ودخول أمه " والصواب ما قال غير الداودي أن المراد الثناء عليه بخدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه لشدة ملازمته له لأجل هذه الأمور ينبغي أن يكون عنده من العلم ما يستغني طالبه به عن غيره .
قوله : ( أفيكم ) بهمزة الاستفهام ، وفي رواية الكشميهني " وفيكم " بواو العطف ، وفي رواية شعبة " أليس فيكم أو منكم " بالشك في الموضعين .