[ ص: 161 ] قوله : ( باب مناقب عبد الله بن سلام ) بتخفيف اللام أي ابن الحارث من بني قينقاع ، وهم من ذرية يوسف الصديق ، وكان اسم nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام في الجاهلية الحصين فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله أخرجه ابن ماجه ، وكان من حلفاء الخزرج من الأنصار ، أسلم أول ما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، وسيأتي شرح ذلك في أوائل الهجرة . وزعم الداودي أنه كان من أهل بدر ، وسبقه إلى ذلك أبو عروبة وتفرد بذلك ولا يثبت ، وغلط من قال : إنه أسلم قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعامين ، ومات عبد الله بن سلام سنة ثلاث وأربعين .
قوله : ( عن أبي النضر ) في رواية أبي يعلى عن nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين عن أبي مسهر عن مالك " حدثني أبو النضر " .
قوله : ( عن عامر ) في رواية عاصم بن مهجع عن مالك عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني " قال : سمعت عامر بن سعد " .
قوله : ( عن أبيه ) في رواية إسحاق بن الطباع عن مالك عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني " قال : سمعت أبي " .
قوله : ( ما سمعت إلخ ) استشكل بأنه - صلى الله عليه وسلم - قد قال لجماعة إنهم من أهل الجنة غير nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام . ويبعد أن لا يطلع سعد على ذلك . وأجيب بأنه كره تزكية نفسه لأنه أحد العشرة المبشرة بذلك ، وتعقب بأنه لا يستلزم ذلك أن ينفي سماعه مثل ذلك في حق غيره ، ويظهر لي في الجواب أنه قال ذلك بعد [ ص: 162 ] موت المبشرين ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام عاش بعدهم ولم يتأخر معه من العشرة غير سعد وسعيد ، ويؤخذ هذا من قوله : " يمشي على الأرض " ووقع في رواية إسحاق بن الطباع عن مالك عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني " nindex.php?page=hadith&LINKID=889491ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لحي يمشي إنه من أهل الجنة " الحديث ، وفي رواية عاصم بن مهجع عن مالك عنه " يقول لرجل حي " وهو يؤيد ما قلته ، لكن وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من طريق سعيد بن داود عن مالك ما يعكر على هذا التأويل ، فإنه أورده بلفظ سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=889492لا أقول لأحد من الأحياء إنه من أهل الجنة إلا nindex.php?page=showalam&ids=106لعبد الله بن سلام وبلغني أنه قال : " nindex.php?page=showalam&ids=23وسلمان الفارسي " لكن هذا السياق منكر ، فإن كان محفوظا حمل على أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك قديما قبل أن يبشر غيره بالجنة . وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من طريق مصعب بن سعد عن أبيه هذا الحديث بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=889493سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ، فدخل nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وهذا يؤيد صحة رواية الجماعة ، ويضعف رواية سعيد بن داود .
قوله : ( قال : لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث ) أي لا أدري هل قال مالك إن نزول هذه الآية في هذه القصة من قبل نفسه أو هو بهذا الإسناد ؟ وهذا الشك في ذلك من عبد الله بن يوسف شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ووهم من قال : إنه من القعنبي إذ لا ذكر nindex.php?page=showalam&ids=15020للقعنبي هنا ، ولم أر هذا عن عبد الله بن يوسف إلا عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وقد رواه عن عبد الله بن يوسف أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16054إسماعيل بن عبد الله الملقب سمويه في فوائده ولم يذكر هذا الكلام عن عبد الله بن يوسف ، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من وجه آخر عن عبد الله بن يوسف ، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " غرائب مالك " من وجهين آخرين عن عبد الله بن يوسف ، وأخرجه من طريق ثالث عنه بلفظ آخر مقتصرا على الزيادة دون الحديث وقال : إنه وهم ، وروى ابن منده في " الإيمان " من طريق إسحاق بن سيار عن عبد الله بن يوسف الحديث والزيادة ، وقال فيه : قال إسحاق : فقلت nindex.php?page=showalam&ids=16476لعبد الله بن يوسف : إن أبا مسهر حدثنا بهذا عن مالك ولم يذكر هذه الزيادة ، قال : فقال عبد الله بن يوسف : إن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا تكلم به عقب الحديث ، وكانت معي ألواحي فكتبت . انتهى . وظهر بهذا سبب قوله nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري " ما أدري إلخ " ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في " غرائب مالك " من طريق أبي مسهر وعاصم بن مهجع nindex.php?page=showalam&ids=16472وعبد الله بن وهب وإسحاق بن عيسى ، زاد nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وسعيد بن داود nindex.php?page=showalam&ids=14905وإسحاق الفروي كلهم عن مالك بدون هذه الزيادة ، قال : فالظاهر أنها مدرجة من هذا الوجه .
ووقع في رواية ابن وهب عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني التصريح بأنها من قول مالك ، إلا أنها قد جاءت من حديث ابن عباس عند ابن مردويه ، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام نفسه عند الترمذي ، وأخرجه ابن مردويه أيضا من طرق عنه ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث عوف بن مالك أيضا أنها نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام نفسه ، وقد استنكر الشعبي فيما رواه عبد بن حميد عن النضر بن شميل عن ابن عون عنه نزولها في nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ؛ لأنه إنما أسلم بالمدينة والسورة مكية ، فأجاب ابن سيرين بأنه لا يمتنع أن تكون السورة مكية وبعضها مدني وبالعكس ، وبهذا جزم أبو العباس في " مقامات التنزيل " فقال : الأحقاف مكية إلا قوله : وشهد شاهد إلى آخر الآيتين . انتهى .
ولا مانع أن تكون جميعها مكية وتقع الإشارة فيها إلى ما سيقع بعد الهجرة من شهادة nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام . وروى عبد بن حميد في تفسيره من طريق سعيد بن جبير أن الآية نزلت في ميمون بن يامين . وفي تفسير الطبري عن ابن عباس أنها نزلت في ابن سلام وعمير بن وهب بن يامين النضري . وفي تفسير مقاتل اسمه يامين بن يامين ولا مانع أن تكون نزلت في الجميع .