[ ص: 169 ] الحديث الثاني قوله : ( حدثنا الليث قال : كتب إلي nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ) وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من وجه آخر عن الليث " حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة " فلعل الليث لقي هشاما بعد أن كتب به إليه فحدثه به ، أو كان من مذهبه إطلاق " حدثنا " في الكتابة ، وقد نقل الخطيب ذلك عنه في علوم الحديث .
قوله : ( ما غرت على امرأة للنبي - صلى الله عليه وسلم ) فيه ثبوت الغيرة وأنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلا عمن دونهن ، وأن عائشة كانت تغار من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن كانت تغار من خديجة أكثر ، وقد بينت سبب ذلك وأنه لكثرة ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها ، ووقع في الرواية التي تلي هذه بأبين من هذا حيث قال فيها : " من كثرة ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها " وأصل غيرة المرأة من تخيل محبة غيرها أكثر منها ، وكثرة الذكر تدل على كثرة المحبة . وقال القرطبي : مرادها بالذكر لها مدحها والثناء عليها .
قلت : وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من رواية النضر بن شميل عن هشام " من كثرة ذكره إياها وثنائه عليها " فعطف الثناء على الذكر من عطف الخاص على العام ، وهو يقتضي حمل الحديث على أعم مما قاله القرطبي .
قوله : ( هلكت قبل أن يتزوجني ) ذكر في الحديث الذي بعده قدر المدة ، وسيأتي البحث فيه ، وأشارت بذلك إلى أنها لو كانت موجودة في زمانها لكانت غيرتها منها أشد .
قوله : ( وإن كان ليذبح الشاة إلخ ) إن مخففة من الثقيلة ويراد بها تأكيد الكلام ، ولهذا أتت باللام في قولها " ليذبح " .
قوله : ( في خلائلها ) بالخاء المعجمة جمع خليلة أي صديقة ، وهي أيضا من أسباب الغيرة لما فيه من الإشعار باستمرار حبه لها حتى كان يتعاهد صواحباتها .
قوله : ( منها ) أي من الشاة .
قوله : ( ما يسعهن ) أي ما يكفيهن كذا للأكثر ، وفي رواية المستملي والحموي " ما يتسعهن " أي يتسع لهن ، وفي رواية النسفي " يشبعهن " من الشبع بكسر المعجمة وفتح الموحدة وليس في روايته " ما " .