وروى ابن إسحاق من حديث ابن عباس وذكر الصحابة فقال " والله كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالسا من شدة الضر ، حتى يقولوا له : اللات والعزى إلهك من دون الله ، فيقول : نعم " وروى ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق زر بن مسعود قال : أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، وعمار ، وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، nindex.php?page=showalam&ids=53والمقداد . فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمه ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وأوقفوهم في الشمس " الحديث . وأجيب بأن جميع ما أوذي به أصحابه كان يتأذى هو به لكونه بسببه ، واستشكل أيضا بما أوذي به الأنبياء من القتل كما في قصة زكريا وولده يحيى ، ويجاب بأن المراد هنا غير إزهاق الروح . ثم ذكر المصنف في الباب أحاديث : الحديث الأول
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15581بيان ) هو ابن بشر ، nindex.php?page=showalam&ids=12428وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=16834وقيس هو ابن أبي حازم ، وخباب بالمعجمة والموحدتين الأولى ثقيلة .
قوله : ( بردة ) كذا للأكثر بالتنوين ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني بالهاء والأول أرجح فقد تقدم في " علامات النبوة " من وجه آخر بلفظ " بردة له " .
قوله : ( ألا تدعو الله لنا ) زاد في الرواية التي في المبعث " ألا تستنصر لنا " .
قوله : ( فقعد وهو محمر وجهه ) أي من أثر النوم ، ويحتمل أن يكون من الغضب وبه جزم ابن التين .
[ ص: 204 ] قوله : ( لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ) كذا للأكثر بكسر الميم ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني " أمشاط " هو جمع مشط بكسر الميم وبضمها ، يقال : مشاط وأمشاط كرماح وأرماح ، وأنكر ابن دريد الكسر في المفرد ، والأشهر في الجمع مشاط ورماح .
قوله : ( ما دون عظامه من لحم أو عصب ) في الرواية الماضية ما دون لحمه من عظم أو عصب .
قوله : ( ويوضع الميشار ) بكسر الميم وسكون التحتانية بهمز وبغير همز ، تقول : وشرت الخشبة وأشرتها ، ويقال فيه بالنون وهي أشهر في الاستعمال ووقع في الرواية الماضية " يحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار " قال ابن التين : كان هؤلاء الذين فعل بهم ذلك أنبياء أو أتباعهم ، قال : وكان في الصحابة من لو فعل به ذلك لصبر ، إلى أن قال : وما زال خلق من الصحابة وأتباعهم فمن بعدهم يؤذون في الله ، ولو أخذوا بالرخصة لساغ لهم .
قوله : ( زاد بيان : والذئب على غنمه ) هذا يشعر بأن في الرواية الماضية إدراجا ، فإنه أخرجها من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عن إسماعيل وحده وقال في آخرها " nindex.php?page=hadith&LINKID=889551ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه " ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق محمد بن الصباح بن أسلم وعبدة بن عبد الرحيم كلهم عن ابن عيينة به مدرجا ، وطريق nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي أصح ، وقد وافقه nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريقه مفصلا أيضا .
( تنبيه ) : قوله : " والذئب " هو بالنصب عطفا على المستثنى منه لا المستثنى ، كذا جزم به الكرماني ، ولا يمتنع أن يكون عطفا على المستثنى ، والتقدير : ولا يخاف إلا الذئب على غنمه ؛ لأن مساق الحديث إنما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض كما كانوا في الجاهلية ، لا للأمن من عدوان الذئب فإن ذلك إنما يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى .