باب هجرة الحبشة وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى nindex.php?page=showalam&ids=116وأسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقد استشكل ذكر أبي موسى فيهم ؛ لأن المذكور في الصحيح أن أبا موسى خرج من بلاده هو وجماعة قاصدا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة فألقتهم السفينة بأرض الحبشة فحضروا مع جعفر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر ، ويمكن الجمع بأن يكون أبو موسى هاجر أولا إلى مكة فأسلم فبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - مع من بعث إلى الحبشة فتوجه إلى بلاد قومه وهم مقابل الحبشة من الجانب الشرقي ، فلما تحقق استقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بالمدينة هاجر هو ومن أسلم من قومه إلى المدينة فألقتهم السفينة لأجل هيجان الريح إلى الحبشة ، فهذا محتمل ، وفيه جمع بين الأخبار فليعتمد ، والله أعلم . وعلى هذا فقول أبي موسى : بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - أي إلى المدينة ، وليس المراد بلغنا مبعثه ، ويؤيده أنه يبعد كل البعد أن يتأخر علم مبعثه إلى مضي نحو عشرين سنة ، ومع الحمل على مخرجه إلى المدينة فلا بد فيه من زيادة استقراره بها وانتصافه ممن عاداه ونحو ذلك ، وإلا فبعيد أيضا أن يخفى عنهم خبر خروجه إلى المدينة ست سنين ، ويحتمل أن إقامة أبي موسى بأرض الحبشة طالت لأجل تأخر جعفر عن الحضور إلى المدينة حتى يأتيه الإذن من النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقدوم ، وأما عثمان بن مظعون فذكر فيهم وإن كان مذكورا في الأول ؛ لأن ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة وغيرهما من أهل السير ذكروا أن المسلمين بلغهم وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا ، فرجع ناس منهم عثمان بن مظعون إلى مكة فلم يجدوا ما أخبروا به من ذلك صحيحا ، فرجعوا ، وسار معهم جماعة إلى الحبشة ، وهي الهجرة الثانية . وسرد ابن إسحاق أسماء أهل الهجرة الثانية وهم زيادة على ثمانين رجلا . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير الطبري : كانوا اثنين وثمانين رجلا سوى نسائهم وأبنائهم ، وشك في nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر هل كان فيهم وبه تتكمل العدة ثلاثة وثمانين ، وقيل : إن عدة نسائهم كانت ثماني عشرة امرأة .
قوله : ( وقالت عائشة : أريت دار هجرتكم إلخ ) هذا وقع بعد الهجرة الثانية إلى الحبشة كما سيأتي بيانه موصولا مطولا في " باب الهجرة إلى المدينة " .
قوله فيه : ( عن أبي موسى وأسماء ) أما حديث أبي موسى فسيأتي في آخر الباب ، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء وهي بنت عميس فسيأتي في غزوة خيبر من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه " بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن - فذكر الحديث وفيه - ودخلت nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة ، وقد كانت أسماء هاجرت فيمن هاجر إلى النجاشي " الحديث .
ثم ذكر قصة الوليد بن عقبة التي مضت في مناقب عثمان وتقدم شرحها مستوفى بتمامه ، وفيه قوله هنا : " أن تكلم خالك " والغرض منها قول عثمان : " وهاجرت الهجرتين الأوليين " كما قلت و " الأوليين " بضم الهمزة وتحتانيتين تثنية أولى ، وهو على طريق التغليب بالنسبة إلى هجرة [ ص: 229 ] الحبشة فإنها كانت أولى وثانية ، وأما إلى المدينة فلم تكن إلا واحدة ، ويحتمل أن تكون الأولية بالنسبة إلى أعيان من هاجر فإنهم هاجروا متفرقين فتعدد بالنسبة إليهم ، فمن أول من هاجر عثمان .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس ) هو ابن يزيد ( nindex.php?page=showalam&ids=12544وابن أخي الزهري ) هو محمد بن عبد الله بن مسلم ( عن الزهري ) بالإسناد المذكور . وطريق يونس وصلها المؤلف في مناقب عثمان ، وأما طريق ابن أخي الزهري فوصلها nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ في مصنفه ومن طريقه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في تمهيده وهو باللفظ الذي علقه المصنف ، وهذا التعليق عن هذين وكذا الذي بعده من التفسير في روايةالمستملي وحده .
قوله : ( قال أبو عبد الله بلاء من ربكم إلخ ) وقع في رواية المستملي وحده أيضا ، وأورده هنا لقوله : " قد ابتلاك الله " والمراد به الاختيار ، ولهذا قال : " هو من بلوته إذا استخرجت ما عنده " واستشهد بقوله : نبلو أي نختبر ، ومبتليكم أي مختبركم ، ثم استطرد فقال : وأما قوله : بلاء من ربكم عظيم أي نعيم ، وهو من ابتليته إذا أنعمت عليه ، والأول من ابتليته إذا امتحنته ، وهذا كله كلام أبي عبيدة في " المجاز " فرقه في مواضعه ، وتحرير ذلك أن لفظ البلاء من الأضداد ، يطلق ويراد به النعمة ، ويطلق ويراد به النقمة ، ويطلق أيضا على الاختبار ، ووقع ذلك كله في القرآن كقوله تعالى : بلاء حسنا فهذا من النعمة والعطية ، وقوله : بلاء عظيم فهذا من النقمة ، ويحتمل أن يكون من الاختبار ، وكذلك قوله : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والابتلاء بلفظ الافتعال يراد به النقمة والاختبار أيضا .