[ ص: 233 ] قوله : ( باب قصة أبي طالب ) واسمه عند الجميع عبد مناف ، وشذ من قال عمران ، بل هو قول باطل نقله ابن تيمية في كتاب الرد على الرافضي أن بعض الروافض زعم أن قوله تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران أن آل عمران هم آل أبي طالب وأن اسم أبي طالب عمران واشتهر بكنيته . وكان شقيق عبد الله والد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولذلك أوصى به عبد المطلب عند موته فكفله إلى أن كبر ، واستمر على نصره بعد أن بعث إلى أن مات أبو طالب ، وقد ذكرنا أنه مات بعد خروجهم من الشعب ، وذلك في آخر السنة العاشرة من المبعث ، وكان يذب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويرد عنه كل من يؤذيه ، وهو مقيم مع ذلك على دين قومه . وقد تقدم قريبا nindex.php?page=hadith&LINKID=889581حديث ابن مسعود " وأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمه " وأخباره في حياطته والذب عنه معروفة مشهورة ، ومما اشتهر من شعره في ذلك قوله :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا
وقوله .
كذبتم وبيت الله نبزي محمدا ولما نقاتل حوله ونناضل
وقد تقدم شيء من هذه القصيدة في كتاب الاستسقاء ، وحديث ابن عباس في هذا الباب يشهد لذلك . ثم ذكر المصنف ثلاثة أحاديث : الأول
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى ) هو ابن سعيد القطان ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان هو الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16490وعبد الملك هو ابن عمير ، وعبد الله بن الحارث هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، والعباس عم جده .
[ ص: 234 ] قوله : ( ما أغنيت عن عمك ) يعني أبا طالب .
( تنبيه ) : في سؤال العباس عن حال أبي طالب ما يدل على ضعف ما أخرجه ابن إسحاق من حديث ابن عباس بسند فيه من لم يسم " أن أبا طالب لما تقارب منه الموت بعد أن عرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول : لا إله إلا الله ؛ فأبى ، قال : فنظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه فأصغى إليه فقال : يا ابن أخي ، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها " وهذا الحديث لو كان طريقه صحيحا لعارضه هذا الحديث الذي هو أصح منه فضلا عن أنه لا يصح . وروى أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=12644وابن الجارود من حديث علي قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=889586لما مات أبو طالب قلت : يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات . قال : اذهب فواره . قلت : إنه مات مشركا . فقال : اذهب فواره الحديث . ووقفت على جزء جمعه بعض أهل الرفض أكثر فيه من الأحاديث الواهية الدالة على إسلام أبي طالب ولا يثبت من ذلك شيء ، وبالله التوفيق ، وقد لخصت ذلك في ترجمة أبي طالب من كتاب الإصابة . الحديث الثاني .