قوله في الرواية الثانية عن غندر عن شعبة ( وكانوا يقرئون الناس ) في رواية الأصيلي وكريمة " فكانا يقرئان الناس " وهو أوجه ، ويوجه الأول إما على أن أقل الجمع اثنان ، وإما على أن من كان يقرئانه كان يقرأ معهما أيضا .
قوله : ( وسعد ) زاد في رواية الحاكم : " ابن مالك " وهو ابن أبي وقاص ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : " وزعموا أن من آخر من قدم nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص في عشرة فنزلوا على nindex.php?page=showalam&ids=3397سعد بن خيثمة " وقد تقدم في أول الهجرة " أن أول من قدم المدينة من المهاجرين عامر بن ربيعة ومعه امرأته أم عبد الله بنت أبي حثمة ، nindex.php?page=showalam&ids=233وأبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم سلمة ، nindex.php?page=showalam&ids=266وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، وشماس بن عثمان بن الشريد ، وعبد الله بن جحش ، فيجمع بينه وبين حديث البراء بحمل الأولية في أحدهما على صفة خاصة ، فقد جزم ابن عقبة بأن أول من قدم المدينة من المهاجرين مطلقا nindex.php?page=showalam&ids=233أبو سلمة بن عبد الأسد ، وكان رجع من الحبشة إلى مكة فأوذي بمكة فبلغه ما وقع للاثني عشر من الأنصار في العقبة الأولى فتوجه إلى المدينة في أثناء السنة ، فيجمع بين ذلك وبين ما وقع هنا بأن أبا سلمة خرج لا لقصد الإقامة بالمدينة بل فرارا من المشركين ، بخلاف مصعب بن [ ص: 307 ] عمير فإنه خرج إليها للإقامة بها ، وتعليم من أسلم من أهلها بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فلكل أولية من جهة .
قوله في الرواية الثانية : ( ثم قدم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم ) في رواية عبد الله بن رجاء " في عشرين راكبا " وقد سمى ابن إسحاق منهم nindex.php?page=showalam&ids=3161زيد بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد بن عمرو وعمرو بن سراقة وأخاه عبد الله وواقد بن عبد الله وخالدا وإياسا وعامرا وعاقلا بني البكير وخنيس بن حذافة - بمعجمة ونون ثم سين مصغر - وعياش بن ربيعة وخولي بن أبي خولي وأخاه ، هؤلاء كلهم من أقارب عمر وحلفائهم ، قالوا : فنزلوا جميعا على رفاعة بن عبد المنذر ، يعني بقباء . قلت : فلعل بقية العشرين كانوا من أتباعهم . وروى ابن عائذ في المغازي بإسناد له عن ابن عباس قال : خرج عمر والزبير وطلحة وعثمان وعياش بن ربيعة في طائفة ، فتوجه عثمان وطلحة إلى الشام ا هـ . فهؤلاء ثلاثة عشر من ذكر ابن إسحاق ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة أن أكثر المهاجرين نزلوا على بني عمرو بن عوف بقباء إلا عبد الرحمن بن عوف فإنه نزل على nindex.php?page=showalam&ids=3402سعد بن الربيع وهو خزرجي وسيأتي في كتاب الأحكام أن nindex.php?page=showalam&ids=267سالما مولى أبي حذيفة بن عتبة كان يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=233أبو سلمة بن عبد الأسد .
قوله : ( حتى جعل الإماء يقلن : قدم رسول الله ) في رواية عبد الله بن رجاء " فخرج الناس حين قدم المدينة في الطرق وعلى البيوت ، والغلمان والخدم >[1] جاء محمد رسول الله ، الله أكبر ، جاء محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق إسحاق بن أبي طلحة عن أنس " فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدف وهن يقلن :
طلع البدر علينا من ثنية الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
وهو سند معضل ، ولعل ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك .
قوله : ( فما قدم حتى حفظت سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل ) أي مع سور ، وفي رواية الحسن بن سفيان عن بندار شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه " وسورا من المفصل " ومقتضاه أن سبح اسم ربك الأعلى مكية ، وفيه نظر لأن ابن أبي حاتم أخرج من طريق حيدة أن قوله تعالى : قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى نزلت في صلاة العيد وزكاة الفطر ، وسنده حسن . وكل منهما شرع في السنة الثانية ، فيمكن أن يكون نزول هاتين منها وقع بالمدينة . وأقوى منه أن يتقدم نزول السورة كلها بمكة . ثم بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المراد بـ " صلى " صلاة العيد وبـ " تزكى " زكاة الفطر ، فإن تأخير البيان عن وقت الخطاب جائز ، والجواب عن الإشكال من وجهين : أحدهما : احتمال أن تكون السورة مكية إلا هاتين الآيتين ، وثانيهما : - وهو أصحهما فيه - يجوز نزولها كلها بمكة . ثم بين النبي - صلى الله عليه وسلم - المراد بقوله : قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى [ ص: 308 ] صلاة العيد وزكاة الفطر ، فليس من الآية إلا الترغيب في الذكر والصلاة من غير بيان للمراد ، فبينته السنة بعد ذلك .