قوله : ( قدمنا المدينة ) في رواية أبي أسامة عن هشام " وهي أوبأ أرض الله " وفي رواية محمد بن إسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة نحوه وزاد " قال هشام : وكان وباؤها معروفا في الجاهلية ، وكان الإنسان إذا دخلها وأراد أن يسلم من وبائها قيل له : انهق . فينهق كما ينهق الحمار ، وفي ذلك يقول الشاعر :

لعمري لئن غنيت من خيفة الردى نهيق حمار إنني لمروع

قوله : ( وعك ) بضم أوله وكسر ثانيه أي أصابه الوعك وهي الحمى .

قوله : ( كيف تجدك ) أي تجد نفسك أو جسدك ، وقوله : " مصبح " بمهملة ثم موحدة وزن محمد ، أي مصاب بالموت صباحا ، وقيل : المراد أنه يقال له وهو مقيم بأهله صبحك الله بالخير ، وقد يفجؤه الموت في بقية النهار وهو مقيم بأهله .

قوله : ( أدنى ) أي أقرب .

قوله : ( شراك ) بكسر المعجمة وتخفيف الراء : السير الذي يكون في وجه النعل ، والمعنى أن الموت أقرب إلى الشخص من شراك نعله لرجله .

قوله : ( أقلع عنه ) بفتح أوله أي الوعك وبضمها ، والإقلاع الكف عن الأمر .

قوله : ( يرفع عقيرته ) أي صوته ببكاء أو بغناء ، قال الأصمعي : أصله أن رجلا انعقرت رجله فرفعها على الأخرى وجعل يصيح فصار كل من رفع صوته يقال : رفع عقيرته ، وإن لم يرفع رجله . قال ثعلب : وهذا من [ ص: 309 ] الأسماء التي استعملت على غير أصلها .

قوله : ( بواد ) أي بوادي مكة .

قوله : ( وجليل ) بالجيم نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت وغيرها .

قوله : ( مياه مجنة ) بالجيم موضع على أميال من مكه وكان به سوق ، تقدم بيانه في أوائل الحج . وقوله : " يبدون " أي يظهر ، وشامة وطفيل جبلان بقرب مكة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : كنت أحسب أنهما جبلان حتى ثبت عندي أنهما عينان ، وقوله : " أردن ويبدون " بنون التأكيد الخفيفة ، وشامة بالمعجمة والميم مخففا ، وزعم بعضهم أن الصواب بالموحدة بدل الميم والمعروف بالميم ، وزاد المصنف آخر كتاب الحج من طريق أبي أسامة - عن هشام به " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503055ثم يقول بلال : اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اللهم حبب إلينا المدينة " الحديث .

وقوله : " كما أخرجونا " أي أخرجهم من رحمتك كما أخرجونا من وطننا ، وزاد ابن إسحاق في روايته عن هشام وعمرو بن عبد الله بن عروة جميعا عن عروة عن عائشة عقب قول أبيها " فقلت : والله ما يدري أبي ما يقول " . قالت : " ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة - وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب - فقلت : كيف تجدك يا عامر ؟ فقال :

لقد وجدت الموت قبل ذوقه     إن الجبان حتفه من فوقه


كل امرئ مجاهد بطوقه     كالثور يحمي جسمه بروقه

وقالت في آخره : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503056فقلت : يا رسول الله إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى " . والزيادة في قول عامر بن فهيرة رواها مالك أيضا في " الموطأ " عن يحيى بن سعيد عن عائشة منقطعا ، وسيأتي بقية ما يتعلق بهذا الحديث في كتاب الدعوات إن شاء الله تعالى ، وقد تقدم في الباب الذي قبله من حديث البراء أن عائشة أيضا وعكت ، وكان أبو بكر يدخل عليها ، وكان وصول عائشة إلى المدينة مع آل أبي بكر ، هاجر بهم أخوها عبد الله ، وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع ببنتي النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وأم كلثوم nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد وأمه أم أيمن nindex.php?page=showalam&ids=93وسودة بنت زمعة ، وكانت nindex.php?page=showalam&ids=10733رقية بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سبقت مع زوجها عثمان ، وأخرت زينب وهي الكبرى عند زوجها nindex.php?page=showalam&ids=9920أبي العاص بن الربيع .