[ ص: 330 ] قوله : ( باب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من يقتل ببدر ) أي قبل وقعة بدر بزمان ، فكان كما قال ، ووقع عند مسلم من حديث أنس عن عمر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3503083إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليرينا مصارع أهل بدر يقول : هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالى ، وهذا مصرع فلان . فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا تلك الحدود الحديث ، وهذا وقع وهم ببدر في الليلة التي التقوا في صبيحتها ، بخلاف حديث الباب فإنه قبل ذلك بزمان .
قوله : ( شريح ) هو بمعجمة وآخره مهملة ، nindex.php?page=showalam&ids=12403وإبراهيم بن يوسف عن أبيه هو nindex.php?page=showalam&ids=17401يوسف بن إسحاق السبيعي .
قوله : ( أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود حدث عن nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ قال : كان صديقا ) فيه التفات على رأي ، والسياق يقتضي أن يقول : كنت صديقا ، ويحتمل أن يكون " قال " زائدة ويكون قوله " قال " من كلام ابن مسعود ، والمراد nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ، وهي رواية النسفي .
قوله : ( على أمية ) بن خلف ووقع في علامات النبوة من طريق إسرائيل عن ابن إسحاق " أمية بن خلف بن صفوان " ، كذا للمروزي ، وكذا أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من طريق إسرائيل ، والصواب ما عند الباقين " أمية بن خلف أبي صفوان " ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " أبي صفوان أمية بن خلف " وهي كنية أمية كني بابنه صفوان بن أمية ، وكذلك اتفق أصحاب أبي إسحاق ثم أصحاب إسرائيل على أن المنزول عليه أمية بن خلف ، وخالفهم أبو علي الحنفي فقال : نزل على عتبة بن ربيعة ، وساق القصة كلها ، أخرجه البزار . وقول الجماعة أولى ، وعتبة بن ربيعة قتل ببدر أيضا لكنه لم يكن كارها في الخروج من مكة إلى بدر ، وإنما حرض الناس على الرجوع بعد أن سلمت تجارتهم فخالفه أبو جهل ، وفي سياق القصة البيان الواضح أنها لأمية بن خلف لقوله فيها : " فقال لامرأته : يا أم صفوان " ولم يكن لعتبة بن ربيعة امرأة يقال لها : أم صفوان .
قوله : ( فقال ) أي nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ( لأمية ) بن خلف ( انظر لي ساعة خلوة ) في رواية إسرائيل " فقال أمية لسعد : ألا تنظر حتى يكون نصف النهار " والجمع بينهما بأن سعدا سأله وأشار عليه أمية ، وإنما اختار له نصف النهار ؛ لأنه مظنة الخلوة .
قوله : ( ألا أراك ) بتخفيف اللام للاستفتاح ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني بحذف همزة الاستفهام وهي مرادة .
قوله : ( آويتم ) بالمد والقصر ، والصباة بضم المهملة وتخفيف الموحدة جمع صابي بموحدة مكسورة ثم تحتانية خفيفة بغير همز وهو الذي ينتقل من دين إلى دين ، وفي رواية إسرائيل " وقد آويتم محمدا وأصحابه " .
[ ص: 331 ] قوله : ( طريقك على المدينة ) أي ما يقاربها أو يحاذيها ، قال الكرماني : طريقك بالنصب والرفع . قلت : النصب أصح ؛ لأن عامله لأمنعنك ، فهو بدل من قوله ما هو أشد عليك ، وأما الرفع فيحتاج إلى تقدير . وفي رواية إسرائيل متجرك إلى الشام ، وهو المراد بقطع طريقه على المدينة .
قوله : ( على أبي الحكم ) هي كنية أبي جهل ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي لقبه بأبي جهل .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3503084فوالله لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنهم قاتلوك ) كذا أتى بصيغة الجمع والمراد المسلمون ، أو النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وذكره بهذه الصيغة تعظيما ، وفي بقية سياق القصة ما يؤيد هذا الثاني ، ووقع لبعضهم " قاتليك " بتحتانية بدل الواو وقالوا : هي لحن ، ووجهت بحذف الأداة والتقدير أنهم يكونون قاتليك ، وفي رواية إسرائيل " أنه قاتلك " بالإفراد ، وقد قدمت في " علامات النبوة " بيان وهم الكرماني في شرح هذا الموضع وأنه ظن أن الضمير لأبي جهل فاستشكله فقال : إن أبا جهل لم يقتل أمية ، ثم تأول ذلك بأنه كان سببا في خروجه حتى قتل . قلت : ورواية الباب كافية في الرد عليه ، فإن فيها " أن أمية قال لامرأته : إن محمدا أخبرهم أنه قاتلي " ولم يتقدم في كلامه لأبي جهل ذكر .
قوله : ( ففزع لذلك أمية فزعا شديدا ) بين سبب فزعه في رواية إسرائيل ففيها " قال : فوالله ما يكذب محمد إذا حدث " ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي " فقال : والله ما يكذب محمد ، فكاد أن يحدث " كذا وقع عنده بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الدال من الحدث وهو خروج الخارج من أحد السبيلين ، والضمير لأمية أي أنه كاد أن يخرج منه الحدث من شدة فزعه ، وما أظن ذلك إلا تصحيفا .
قوله : ( فلما رجع أمية إلى أهله ) أي امرأته ( فقال : يا أم صفوان ) هي كنيتها ، واسمها صفية ويقال كريمة بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، وهي من رهط أمية فأمية ابن عم أبيها ، وقيل : اسمها فاختة بنت الأسود .
قوله : ( ما قال لي سعد ) وفي رواية إسرائيل " ما قال لي أخي اليثربي " ذكر الأخوة باعتبار ما كان بينهما من المؤاخاة في الجاهلية ، ونسبه إلى يثرب وهو اسم المدينة قبل الإسلام .
قوله : ( فلما كان يوم بدر ) زاد إسرائيل " وجاء الصريخ " وفيه إشارة إلى ما أخرجه ابن إسحاق كما تقدم قبل هذا الباب ، وعرف أن اسم الصريخ ضمضم بن عمرو الغفاري ، وذكر ابن إسحاق بأسانيده أنه لما وصل إلى مكة جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وصرخ : يا معشر قريش أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد ، الغوث الغوث .
قوله : ( أدركوا عيركم ) بكسر المهملة وسكون التحتانية أي القافلة التي كانت مع أبي سفيان .
قوله : ( إنك متى يراك الناس ) في رواية الكشميهني وحده " متى ما يراك الناس " بزيادة " ما " وهي الزائدة [ ص: 332 ] الكافة عن العمل ، وبحذفها كان حق الألف من " يراك " أن تحذف ؛ لأن متى للشرط وهي تجزم الفعل المضارع ، قال ابن مالك : يخرج ثبوت الألف على أن قوله : " يراك " مضارع راء بتقديم الألف على الهمزة وهي لغة في رأى قال الشاعر :
إذا راءني أبدى بشاشة واصل
ومضارعه يراء بمد ثم همز ، فلما جزمت حذفت الألف ثم أبدلت الهمزة ألفا فصار يرا ، وعلى أن متى شبهت بإذا فلم يجزم بها ، وهو كقول عائشة الماضي في الصلاة في أبي بكر : " متى يقوم مقامك " أو على إجراء المعتل مجرى الصحيح كقول الشاعر :
ولا ترضاها ولا تملق
أو على الإشباع كما قرئ ( إنه من يتقي ) . قلت : ووقع في رواية الأصيلي " متى يرك الناس " بحذف الألف وهو الوجه .
قوله : ( وأنت سيد أهل الوادي ) أي وادي مكة ، قد تقدم أن أمية وصف بها أبا جهل لما خاطب سعدا بقوله : " لا ترفع صوتك على أبي الحكم وهو سيد أهل الوادي " فتقارضا الثناء وكان كل منهما سيدا في قومه .
قوله : ( فلم يزل به أبو جهل ) بين ابن إسحاق الصفة التي كاد بها أبو جهل أمية حتى خالف رأي نفسه في ترك الخروج من مكة فقال : " حدثني ابن أبي نجيح أن أمية بن خلف كان قد أجمع على عدم الخروج ، وكان شيخا جسيما ، فأتاه عقبة بن أبي معيط بمجمرة حتى وضعها بين يديه فقال : إنما أنت من النساء ، فقال : قبحك الله " . وكأن أبا جهل سلط عقبة عليه حتى صنع به ذلك ، وكان عقبة سفيها .
قوله : ( لأشترين أجود بعير بمكة ) يعني فأستعد عليه للهرب إذا خفت شيئا .
قوله : ( ثم قال أمية ) في الكلام حذف تقديره : فاشترى البعير الذي ذكر ثم قال لامرأته .
قوله : ( لا يترك منزلا إلا عقل بعيره ) في رواية الكشميهني " ينزل " بنون وزاي ولام من النزول وهي أوجه من رواية غيره " يترك " بمثناة وراء وكاف .