[ ص: 335 ] قوله : ( باب قول الله تعالى : إذ تستغيثون ربكم إلى قوله : شديد العقاب كذا للأكثر ، وساق في رواية كريمة الآيات كلها ، وقد تقدمت الإشارة إليه في الذي قبله ، والجمع أيضا بين قوله : بألف من الملائكة وبين قوله : بثلاثة آلاف ، وأورد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه حديثين : فقصة المقداد فيها بيان ما وقع قبل الوقعة ، وحديث ابن عباس فيه بيان الاستغاثة .
قوله : ( عن مخارق ) بضم الميم وتخفيف المعجمة هو ابن عبد الله بن جابر البجلي الأحمسي بمهملتين ويقال : اسم أبيه عبد الرحمن ويقال : خليفة ، وهو كوفي ثقة عند الجميع يكنى أبا سعيد ، ولم أر له رواية عن غير nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق وهو ابن شهاب وله رؤية .
قوله : ( شهدت من المقداد بن الأسود ) تقدم أن اسم أبيه عمرو ، وأن الأسود كان تبناه فصار ينسب إليه .
قوله : ( مما عدل به ) بضم المهملة وكسر الدال المهملة أي وزن أي من كل شيء يقابل ذلك من الدنيويات ، وقيل : من الثواب ، أو المراد الأعم من ذلك ، والمراد المبالغة في عظمة ذلك المشهد ، وأنه كان لو خير بين أن يكون صاحبه وبين أن يحصل له ما يقابل ذلك كائنا ما كان لكان حصوله له أحب إليه ، وقوله : " لأن أكون صاحبه " هو بالنصب ، وفي رواية الكشميهني " لأن أكون أنا صاحبه " ويجوز فيه الرفع والنصب ، قال ابن مالك : النصب أجود .
وعند ابن عائذ في حديث عروة " فقال nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ : nindex.php?page=hadith&LINKID=3503089لو سرت بنا حتى تبلغ البرك من غمد ذي يمن " ووقع في مسلم أن سعد بن عبادة هو الذي قال ذلك ، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من مرسل عكرمة ، وفيه نظر ؛ لأن سعد بن عبادة لم يشهد بدرا ، وإن كان يعد فيهم لكونه ممن ضرب له بسهمه كما سأذكره في آخر الغزوة ، ويمكن الجمع بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - استشارهم في غزوة بدر مرتين : الأولى وهو بالمدينة أول ما بلغه خبر العير مع أبي سفيان ، وذلك بين في رواية مسلم ولفظه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان " والثانية كانت بعد أن خرج كما في حديث الباب ، ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني أن سعد بن عبادة قال ذلك بالحديبية ، وهذا أولى بالصواب ، وقد تقدم في الهجرة شرح برك الغماد ، ودلت رواية ابن عائذ هذه على أنها من جهة اليمن ، وذكر السهيلي أنه رأى في بعض الكتب أنها أرض الحبشة ، وكأنه أخذه من قصة أبي بكر مع ابن الدغنة ، فإن فيها أنه لقيه ذاهبا إلى الحبشة ببرك الغماد فأجاره ابن الدغنة كما تقدم في هذا الكتاب ، ويجمع بأنها من جهة اليمن تقابل الحبشة وبينهما عرض البحر .