[ ص: 576 ] قوله : ( باب إذا صلى في ثوب له أعلام ونظر إلى علمها ) قال الكرماني : في رواية " ونظر إلى علمه " والتأنيث في علمها باعتبار الخميصة .
قوله : ( خميصة ) بفتح المعجمة وكسر الميم وبالصاد المهملة ، كساء مربع له علمان ، والأنبجانية بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الموحدة وتخفيف الجيم وبعد النون ياء النسبة : كساء غليظ لا علم له ، وقال ثعلب : يجوز فتح همزته وكسرها ، وكذا الموحدة ، يقال كبش أنبجاني إذا كان ملتفا ، كثير الصوف .
وكساء أنبجاني كذلك ، وأنكر أبو موسى المديني على من زعم أنه منسوب إلى منبج البلد المعروف بالشام .
قال صاحب الصحاح : إذا نسبت إلى منبج فتحت الباء فقلت : كساء منبجاني أخرجوه مخرج منظراني .
وفي الجمهرة : منبج موضع أعجمي تكلمت به العرب ونسبوا إليه الثياب المنبجانية . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني : لا يقال كساء أنبجاني وإنما يقال منبجاني ، قال : وهذا مما تخطئ فيه العامة . وتعقبه أبو موسى كما تقدم فقال : الصواب أن هذه النسبة إلى موضع يقال له أنبجان ، والله أعلم .
قوله : ( ألهتني ) أي شغلتني ، يقال لهي بالكسر إذا غفل ، ولها بالفتح إذا لعب .
قوله : ( آنفا ) أي قريبا ، وهو مأخوذ من ائتناف الشيء أي ابتدائه .
قوله : ( عن صلاتي ) أي عن كمال الحضور فيها ، كذا قيل ، والطريق الآتية المعلقة تدل على أنه لم يقع له شيء من ذلك وإنما خشي أن يقع لقوله " فأخاف " . وكذا في رواية مالك " فكاد " فلتؤول الرواية الأولى .
قال ابن دقيق العيد : فيه مبادرة الرسول إلى مصالح الصلاة ، ونفي ما لعله يخدش فيها . وأما بعثه بالخميصة إلى أبي جهم فلا يلزم منه أن يستعملها في الصلاة . ومثله قوله في حلة عطارد حيث بعث بها إلى عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=3502604إني لم أبعث بها إليك لتلبسها ويحتمل أن يكون ذلك من جنس قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=3502605كل فإني أناجي من لا تناجي ويستنبط منه كراهية كل ما يشغل عن الصلاة من الأصباغ والنقوش ونحوها . وفيه قبول الهدية من الأصحاب والإرسال إليهم [ ص: 577 ] والطلب منهم . واستدل به nindex.php?page=showalam&ids=11927الباجي على صحة المعاطاة لعدم ذكر الصيغة . وقال الطيبي : فيه إيذان بأن للصور والأشياء الظاهرة تأثيرا في القلوب الطاهرة والنفوس الزكية ، يعني فضلا عمن دونها .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ) أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود من طريقه ، ولم أر في شيء من طرقهم هذا اللفظ . نعم اللفظ الذي ذكرناه عن الموطأ قريب من هذا اللفظ المعلق ، ولفظه : nindex.php?page=hadith&LINKID=3502606فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني والجمع بين الروايتين بحمل قوله " ألهتني " على قوله " كادت " فيكون إطلاق الأولى للمبالغة في القرب لا لتحقق وقوع الإلهاء .
( تنبيه ) : قوله " فأخاف أن تفتني " في روايتنا بكسر المثناة وتشديد النون ، وفي رواية الباقين بإظهار النون الأولى وهو بفتح أوله من الثلاثي .