[ ص: 421 ] قوله : إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان اتفق أهل العلم بالنقل على أن المراد به هنا يوم أحد . وغفل من قال : يوم بدر ؛ لأنه لم يول فيها أحد من المسلمين . نعم المراد بقوله تعالى : وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وهي في سورة الأنفال يوم بدر ، ولا يلزم منه أن يكون حيث جاء التقى الجمعان المراد به يوم بدر . قوله : استزلهم أي زين لهم أن يزلوا ، وقوله : ببعض ما كسبوا قال ابن التين : يقال : إن الشيطان ذكرهم خطاياهم فكرهوا القتال قبل التوبة ، ولم يكرهوه معاندة ولا نفاقا ، فعفا الله عنهم . قلت : ولم يتعين ما قال ، فيحتمل أن يكونوا فروا جبنا ومحبة في الحياة لا عنادا ولا نفاقا ، فتابوا فعفا الله عنهم . ثم ذكر حديث ابن عمر في قصة عثمان ، وقد تقدم شرحه في مناقب عثمان ، وقدمت أني لم أقف على اسمه صريحا ، إلا أنه يحتمل أن يكون هو العلاء بن عرار . ثم رأيت لبعضهم أن اسمه حكيم فليحرر . وفي الرواية المتقدمة أنه من أهل مصر ، ثم وجدت الجزم بالعلاء بن عرار وهما بالمهملات وذلك في مناقب عثمان ، ويأتي بأبسط من ذلك في تفسير وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة من سورة البقرة .
وقوله في هذه الرواية : " أنشدك بحرمة هذا البيت " فيه جواز مثل هذا القسم عند أثر عبد الله بن عمر لكونه لم ينكر عليه ، وسيأتي البحث في شيء من هذا في كتاب الأيمان والنذور إن شاء الله تعالى .
قوله : ( إني سائلك عن شيء ، أتحدثني ؟ ) زاد في رواية أبي نعيم المذكورة " قال : نعم " .