[ ص: 425 ] قوله : ( قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ) كذا لأبي ذر ، ولغيره " باب قتل حمزة " فقط ، وللنسفي " قتل حمزة سيد الشهداء " وهذا اللفظ قد ثبت في حديث مرفوع أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق الأصبغ بن نباتة عن علي قال : " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=889904سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب .
قوله : ( حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله ) أي ابن المبارك المخرمي بضم الميم وفتح المعجمة وتشديد الراء البغدادي ، روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا وفي الطلاق ، وشيخه حجين بن المثنى بمهملة ثم جيم وآخره نون مصغر ، أصله من اليمامة وسكن بغداد وولي قضاء خراسان ، وهو من أقران كبار شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لكن لم يسمع منه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وليس له عنده سوى هذا الموضع .
قوله : ( عن عبد الله بن الفضل ) هو ابن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني من صغار التابعين .
قوله : ( عن جعفر بن عمرو بن أمية ) هو الضمري ، وأبوه هو الصحابي المشهور ، هذا هو المحفوظ ، وكذا رواه أحمد بن خالد الوهبي عن عبد العزيز أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي عن عبد العزيز شيخ حجين بن المثنى فيه فقال : " عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن سليمان بن يسار عن nindex.php?page=showalam&ids=5414عبيد الله بن عدي بن الخيار [ ص: 426 ] قال : أقبلنا من الروم " فذكر الحديث ، والمحفوظ " عن جعفر بن عمرو قال : خرجت مع عبيد الله بن عدي " وكذا أخرجه ابن إسحاق " عن عبد الله بن الفضل عن سليمان عن جعفر قال : خرجت أنا وعبيد الله " فذكره ، وكذا أخرجه ابن عائذ في المغازي " عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16351عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن جعفر بن عمرو بن أمية قال : خرجت أنا nindex.php?page=showalam&ids=5414وعبيد الله بن عدي " nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من وجه آخر عن ابن جابر .
قوله : ( خرجت مع nindex.php?page=showalam&ids=5414عبيد الله بن عدي بن الخيار ) النوفلي الذي تقدم ذكره في مناقب عثمان ، زاد أحمد بن خالد الوهبي عن عبد العزيز بن عبد الله " فأدربنا " أي دخلنا درب الروم مجاهدين " فلما مررنا بحمص " وكذا في رواية ابن إسحاق . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16351عبد الرحمن بن يزيد بن جابر " خرجت أنا nindex.php?page=showalam&ids=5414وعبيد الله بن عدي غازيين الطائفة زمن معاوية ، فلما قفلنا مررنا بحمص " .
قوله : ( هل لك في وحشي ) أي ابن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم .
قوله : ( نسأله عن قتل حمزة ) في رواية الكشميهني " فنسأله عن قتله حمزة " زاد ابن إسحاق كيف قتله ؟
قوله : ( فسألنا عنه ، فقيل لنا ) في رواية ابن إسحاق " فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه : إنه غلب عليه الخمر ، فإن تجداه صاحيا تجداه عربيا يحدثكما بما شئتما ، وإن تجداه على غير ذلك فانصرفا عنه " وفي رواية الطيالسي نحوه وقال فيه : " إن أدركتماه شاربا فلا تسألاه " .
قوله : ( كأنه حميت ) بمهملة وزن رغيف ، أي زق كبير ، وأكثر ما يقال ذلك إذا كان مملوءا ، وفي رواية لابن عائذ " فوجدناه رجلا سمينا محمرة عيناه " وفي رواية الطيالسي " فإذا به قد ألقي له شيء على بابه وهو جالس صاح " وفي رواية ابن إسحاق " على طنفسة له " وزاد " فإذا شيخ كبير مثل البغاث " يعني بفتح الموحدة والمعجمة الخفيفة وآخره مثلثة وهو طائر ضعيف الجثة كالرخمة ونحوها مما لا يصيد ولا يصاد .
قوله : ( معتجر ) أي لاف عمامته على رأسه من غير تحنيك .
قوله : ( يا وحشي أتعرفني ) في رواية ابن إسحاق " فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي فقال : ابن العدي بن الخيار أنت ؟ قال : نعم . فيحتمل أن يكون قال له ذلك بعد أن قال له " أتعرفني " .
قوله : ( أم قتال ) بكسر القاف بعدها مثناة خفيفة ، وفي رواية الكشميهني بموحدة ، والأول أصح ، وهي عمة عتاب بن أسيد أي ابن أبي العيص بن أمية .
قوله : ( أسترضع له ) أي أطلب له من يرضعه ، زاد في رواية ابن إسحاق " والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى ، فإني ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك ، فلمعت لي قدمك حين رفعتك ، فما هو إلا أن وقفت علي فعرفتها " وهذا يوضح قوله في رواية الباب " فكأني نظرت إلى قدميك " يعني أنه شبه قدميه بقدم الغلام الذي حمله فكان هو هو ، وبين الرؤيتين قريب من خمسين سنة ، فدل ذلك على ذكاء مفرط ، ومعرفة تامة بالقيافة .
[ ص: 427 ] قوله : ( ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ قال : نعم ) في رواية الطيالسي " فقال : سأحدثكما كما حدثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سألني " .
قوله : ( فلما أن خرج الناس ) أي قريش ومن معهم ( عام عينين ) أي سنة أحد وقوله : " عينين جبل بحيال أحد " أي من ناحية أحد ، يقال : فلان حيال كذا بالمهملة المكسورة بعد تحتانية خفيفة أي مقابله ، وهو تفسير من بعض رواته . والسبب في نسبة وحشي العام إليه دون أحد أن قريشا كانوا نزلوا عنده . قال ابن إسحاق : نزلوا بعينين جبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مقابل المدينة .
قوله : ( خرجت مع الناس إلى القتال ) في رواية الطيالسي " فانطلقت يوم أحد معي حربتي ، وأنا رجل من الحبشة ألعب لعبهم ، قال : وخرجت ما أريد أن أقتل ولا أقاتل إلا حمزة ، وعند ابن إسحاق : وكان وحشي يقذف بالحربة قذف الحبشة قلما يخطئ .
قوله : ( خرج سباع ) بكسر المهملة بعدها موحدة خفيفة وهو ابن عبد العزى الخزاعي ثم الغبشاني بضم المعجمة وسكون الموحدة ثم معجمة ، ذكر ابن إسحاق أن كنيته أبو نيار بكسر النون وتخفيف التحتانية .
قوله : ( فخرج إليه حمزة ) في رواية الطيالسي " فإذا حمزة كأنه جمل أورق ما يرفع له أحد إلا قمعه بالسيف ، فهبته . وبادر إليه رجل من ولد سباع " كذا قال ، والذي في الصحيح هو الصواب ، وعند ابن إسحاق " فجعل يهد الناس بسيفه " وعند ابن عائذ " فرأيت رجلا إذا حمل لا يرجع حتى يهزمنا ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حمزة . قلت : هذا حاجتي " .
قوله : ( يا ابن أم أنمار ) بفتح الهمزة وسكون النون هي أمه ، كانت مولاة لشريق بن عمرو الثقفي والد الأخنس .
قوله : ( مقطعة البظور ) بالظاء المعجمة جمع بظر وهي اللحمة التي تقطع من فرج المرأة عند الختان ، قال ابن إسحاق : كانت أمه ختانة بمكة تختن النساء ا هـ . والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم ، وإلا قالوا : خاتنة وذكرعمر بن شبة في " كتاب مكة " عن عبد العزيز بن المطلب أنها أم سباع وعبد العزى الخزاعي ، وكانت أمة وهي والدة nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت الصحابي المشهور .
قوله : ( أتحاد ) بمهملتين وتشديد الدال أي أتعاند ، وأصل المحاددة أن يكون ذا في حد وذا في حد ، ثم استعمل في المحاربة والمعاداة . وقوله : " كأمس الذاهب " هي كناية عن قتله أي صيره عدما ، وفي رواية ابن إسحاق " فكأنما أخطأ رأسه " وهذا يقال عند المبالغة في الإصابة .
قوله : ( وكمنت ) بفتح الميم أي اختفيت . وفي رواية ابن عائذ " عند شجرة " وعند ابن أبي شيبة من مرسل عمير بن إسحاق أن حمزة عثر فانكشفت الدرع عن بطنه فأبصره العبد الحبشي فرماه بالحربة .
قوله : ( في ثنته ) بضم المثلثة وتشديد النون هي العانة ، وقيل : ما بين السرة والعانة ، وللطيالسي " فجعلت ألوذ من حمزة بشجرة ومعي حربتي حتى إذا استمكنت منه هززت الحربة حتى رضيت منها ، ثم أرسلتها فوقعت بين [ ص: 428 ] ثندوتيه ، وذهب يقوم فلم يستطع " ا هـ . والثندوة بفتح المثلثة وسكون النون وضم المهملة بعدها واو خفيفة هي من الرجل موضع الثدي من المرأة . والذي في الصحيح أن الحربة أصابت ثنته أصح .
قوله : ( فلما رجع الناس ) أي إلى مكة ، زاد الطيالسي " فلما جئت عتقت " ولابن إسحاق " فلما قدمت مكة عتقت ، وإنما قتلته لأعتق " .
قوله : ( حتى فشا فيها الإسلام ) في رواية ابن إسحاق " فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة هربت إلى الطائف " .
قوله : ( فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ) في رواية ابن إسحاق " فلما خرج وفد الطائف ليسلموا تغمت علي المذاهب فقلت : ألحق باليمن أو الشام أو غيرها .
قوله : ( رسلا ) كذا لأبي ذر nindex.php?page=showalam&ids=11925وأبي الوقت ، ولغيرهما رسولا بالإفراد ، كان أول من قدم من ثقيف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة عروة بن مسعود فأسلم ، ورجع فدعاهم إلى الإسلام فقتلوه ، ثم ندموا فأرسلوا وفدهم - وهم عمرو بن وهب بن مغيث وشرحبيل بن غيلان بن مسلمة وعبد ياليل بن عمرو بن عمير ، هؤلاء الثلاثة من الأحلاف ، nindex.php?page=showalam&ids=61وعثمان بن أبي العاص ، وأوس بن عوف ونمير بن حرشة ، وهؤلاء الثلاثة من بني مالك ، ذكر ذلك محمد بن إسحاق مطولا ، وزاد ابن إسحاق أن الوفد كانوا سبعين رجلا ، وكان الستة رؤساءهم ، وقيل : كان الجميع سبعة عشر ، قال : وهو أثبت .
قوله : ( فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل ) أي لا ينالهم منه إزعاج ، وفي رواية الطيالسي " فأردت الهرب إلى الشام ، فقال لي رجل : ويحك ، والله ما يأتي محمدا أحد بشهادة الحق إلا خلى عنه . قال : فانطلقت فما شعر بي إلا وأنا قائم على رأسه أشهد بشهادة الحق " وعند ابن إسحاق " فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه " .
قوله : ( فقلت : لأخرجن إلى مسيلمة ) في رواية الطيالسي " فلما كان من أمر مسيلمة ما كان انبعثت مع البعث فأخذت حربتي " ولابن إسحاق نحوه .
قوله : ( فأكافئ به حمزة ) بالهمز أي أساويه به ، وقد فسره بعد بقوله : " فقتلت خير الناس وشر الناس " قوله " فكان من أمره ما كان " أي من محاربته ، وقتل جمع من الصحابة في الواقعة التي كانت بينهم وبينه ، ثم كان الفتح [ ص: 429 ] للمسلمين بقتل مسيلمة كما سيأتي بيان ذلك في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى .
قوله : ( في ثلمة جدار ) أي خلل جدار .
قوله : ( جمل أورق ) أي لونه مثل الرماد ، وكان ذلك من غبار الحرب . وقوله : " ثائر الرأس " أي شعره منتفش .
قوله : ( فوضعتها ) في رواية الكشميهني " فأضعها " .
قوله : ( ووثب إليه رجل من الأنصار ) هو nindex.php?page=showalam&ids=4804عبد الله بن زيد بن عاصم المازني كما جزم به الواقدي nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق ابن راهويه nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وقيل : هو عدي بن سهل جزم به سيف في " كتاب الردة " وقيل : أبو دجانة ، وقيل : nindex.php?page=showalam&ids=3161زيد بن الخطاب . والأول أشهر ، ولعل nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد هو الذي أصابته ضربته ، وأما الآخران فحملا عليه في الجملة . وأغرب وثيمة في " كتاب الردة " فزعم أن الذي ضرب مسيلمة هو شن بفتح المعجمة وتشديد النون ابن عبد الله ، وأنشد له :
ألم تر أني ووحشيهم ضربنا مسيلمة المفتتن
يسائلني الناس عن قتله فقلت ضربت وهذا طعن
فلست بصاحبه دونه وليس بصاحبه دون شن
وأغرب من ذلك ما حكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر أن الذي قتل مسيلمة هو خلاس بن بشير بن الأصم .
قوله : ( فضربه بالسيف على هامته ) في رواية الطيالسي " فربك أعلم أينا قتله ، فإن أك قتلته فقد قتلت خير الناس وشر الناس " .
قوله : ( قال عبد الله بن الفضل ) هو موصول بالإسناد المذكور أولا ، وفي رواية الطيالسي " فقال سليمان بن يسار : سمعت ابن عمر يقول : " زاد ابن إسحاق في روايته " وكان قد شهد اليمامة " .
قوله : ( فقالت جارية على ظهر بيت : واأمير المؤمنين ، قتله العبد الأسود ) هذا فيه تأييد لقول وحشي أنه قتله ، لكن في قول الجارية أمير المؤمنين نظر ؛ لأن مسيلمة كان يدعي أنه نبي مرسل من الله ، وكانوا يقولون له : يا رسول الله ، ونبي الله ، والتلقيب بأمير المؤمنين حدث بعد ذلك ، وأول من لقب به عمر ، وذا كله بعد قتل مسيلمة بمدة ، فليتأمل هذا . وأما قول ابن التين : كان مسيلمة تسمى تارة بالنبي وتارة بأمير المؤمنين ، فإن كان أخذه من هذا الحديث فليس بجيد ، وإلا فيحتاج إلى نقل بذلك والذي في رواية الطيالسي " قال ابن عمر : كنت في الجيش يومئذ ، فسمعت قائلا يقول في مسيلمة : قتله العبد الأسود " ولم يقل : أمير المؤمنين ، ويحتمل أن تكون الجارية أطلقت عليه الأمير باعتبار أن أمر أصحابه كان إليه وأطلقت على أصحابه المؤمنين باعتبار إيمانهم به ، ولم تقصد إلى تلقيبه بذلك ، والله أعلم .
ثم وجدت في كلام أبي الخطاب بن دحية الإنكار على من أطلق أن عمر أول من لقب أمير المؤمنين وقال : قد تسمى به مسيلمة قبله ، كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في قصة وحشي ، يشير إلى هذه الرواية . وتعقبه ابن الصلاح ثم النووي . قال النووي : وذكر ابن الصلاح أن الذي ذكره ابن دحية ليس بصحيح ، فإنه ليس في هذا الحديث إلا أن الجارية صاحت لما أصيب مسيلمة : واأمير المؤمنين ، ولا يلزم من ذلك تسميته [ ص: 430 ] بذلك . ا هـ . واعترض مغلطاي أيضا بأن أول من قيل له أمير المؤمنين عبد الله بن جحش ، وهو متعقب أيضا بأنه لم يلقب به ، وإنما خوطب بذلك لأنه كان أول أمير في الإسلام على سرية . وفي حديث وحشي من الفوائد غير ما تقدم ما كان عليه من الذكاء المفرط ، ومناقب كثيرة لحمزة ، وفيه أن المرء يكره أن يرى من أوصل إلى قريبه أو صديقه أذى ، ولا يلزم من ذلك وقوع الهجرة المنهية بينهما . وفيه أن الإسلام يهدم ما قبله ، والحذر في الحرب ، وأن لا يحتقر المرء منها أحدا ، فإن حمزة لا بد أن يكون رأى وحشيا في ذلك اليوم لكنه لم يحترز منه احتقارا منه إلى أن أتي من قبله .