قوله : ( كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخندق وهم يحفرون ) قد تقدم ذكر السبب في حفر الخندق في مغازي ابن عقبة ، ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - جمعهم أخذ في حفر الخندق حول المدينة ووضع يده في العمل معهم مستعجلين يبادرون قدوم العدو ، وكذا ذكر ابن إسحاق نحوه ، وعند موسى أنهم أقاموا في عمله قريبا من عشرين ليلة ، وعند الواقدي أربعا وعشرين ، وفي الروضة للنووي خمسة عشر يوما ، وفي الهدي nindex.php?page=showalam&ids=11890لابن القيم أقاموا شهرا .
قوله : ( ونحن ننقل التراب على أكتادنا ) بالمثناة جمع كتد بفتح أوله وكسر المثناة وهو ما بين الكاهل إلى الظهر ، وقد تقدم في الجهاد من حديث أنس بلفظ " على متونهم " والمتن مكتنف الصلب بين اللحم والعصب ، ووهم ابن التين فعزا هذه اللفظة لحديث سهل بن سعد . ووقع في بعض النسخ " على أكبادنا " بالموحدة وهو موجه على أن يكون المراد به ما يلي الكبد من الجنب .
قوله : ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ) قال ابن بطال : هو قول ابن رواحة ، يعني تمثل به النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لم يكن من لفظه لم يكن بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - شاعرا ، قال : وإنما يسمى شاعرا من قصده وعلم السبب والوتد وجميع معانيه من الزحاف ونحو ذلك . كذا قال ، وعلم السبب والوتد إلى آخره إنما تلقوه من العروض التي اخترع ترتيبها الخليل بن أحمد ، وقد كان شعر الجاهلية والمخضرمين والطبقة الأولى والثانية من شعراء الإسلام قبل أن يصنفه الخليل كما قال أبو العتاهية : أنا أقدم من العروض ، يعني أنه نظم الشعر قبل وضعه . وقال أبو عبد الله بن الحجاج الكاتب :
قد كان شعر الورى قديما من قبل أن يخلق الخليل
وقال الداودي فيما نقله ابن التين : إنما قال ابن رواحة " لا هم إن العيش " بلا ألف ولام ، فأورد بعض الرواة على المعنى ، كذا قال وحمله على ذلك ظنه أنه يصير بالألف واللام غير موزون ، وليس كذلك بل يكون دخله الخزم ومن صوره زيادة شيء من حروف المعاني في أول الجزء .
قوله : ( فاغفر للمهاجرين والأنصار ) في حديث أنس بعده " nindex.php?page=hadith&LINKID=889943فاغفر للأنصار والمهاجرة " وكلاهما غير موزون ، ولعله - صلى الله عليه وسلم - تعمد ذلك ، ولعل أصله فاغفر للانصار والمهاجرة بتسهيل لام الأنصار وباللام في المهاجرة ، وفي الرواية الأخرى " فبارك " بدل فاغفر .