3901 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=653817يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم وقال معاذ حدثنا هشام عن أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بنخل فذكر صلاة الخوف قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وذلك أحسن ما سمعت في صلاة الخوف
[ ص: 487 ] قوله : ( عن صالح بن خوات ) بفتح الخاء المعجمة وتشديد الواو وآخره مثناة أي ابن جبير بن النعمان الأنصاري ، وصالح تابعي ثقة ليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا هذا الحديث الواحد ، وأبوه أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد ، وهو صحابي جليل أول مشاهده أحد ومات بالمدينة سنة أربعين .
قوله : ( عمن شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرقاع صلاة الخوف ) قيل : إن اسم هذا المبهم سهل ابن أبي حثمة ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد روى حديث صلاة الخوف عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة ، وهذا هو الظاهر من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ولكن الراجح أنه أبوه خوات بن جبير ؛ لأن أبا أويس روى هذا الحديث عن يزيد بن رومان شيخ مالك فيه فقال : " عن صالح بن خوات عن أبيه " أخرجه ابن منده في " معرفة الصحابة " من طريقه ، وكذلك أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق عبيد الله بن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن أبيه ، وجزم النووي في تهذيبه بأنه خوات بن جبير وقال : إنه محقق من رواية مسلم وغيره . قلت : وسبقه لذلك nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي فقال : إن صلاة ذات الرقاع في رواية خوات بن جبير . وقال الرافعي في شرح الوجيز : اشتهر هذا في كتب الفقه ، والمنقول في كتب الحديث رواية صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة وعمن صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : فلعل المبهم هو خوات والد صالح . قلت : وكأنه لم يقف على رواية خوات التي ذكرتها وبالله التوفيق . ويحتمل أن صالحا سمعه من أبيه ومن سهل بن أبي حثمة فلذلك يبهمه تارة ويعينه أخرى ، إلا أن تعيين كونها كانت ذات الرقاع إنما هو في روايته عن أبيه وليس في رواية صالح عن سهل أنه صلاها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وينفع هذا فيما سنذكره قريبا من استبعاد أن يكون سهل بن أبي حثمة كان في سن من يخرج في تلك الغزاة ، فإنه لا يلزم من ذلك أن لا يرويها فتكون روايته إياها مرسل صحابي ، فبهذا يقوى تفسير الذي صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بخوات والله أعلم .
قوله : ( أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو ) وجاه بكسر الواو وبضمها أي مقابل .
قوله : ( فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ) هذه الكيفية تخالف الكيفية التي تقدمت عن جابر في عدد الركعات ، وتوافق الكيفية التي تقدمت عن ابن عباس في ذلك ، لكن تخالفها في كونه - صلى الله عليه وسلم - ثبت قائما حتى أتمت الطائفة لأنفسها ركعة أخرى ، وفي أن الجميع استمروا في الصلاة حتى سلموا بسلام النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قوله : ( وقال معاذ : حدثنا هشام ) كذا للأكثر ، وعند النسفي " وقال nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام : حدثنا هشام " وفيه رد على أبي نعيم ومن تبعه في الجزم بأن معاذا هذا هو ابن فضالة شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17105ومعاذ بن هشام ثقة صاحب [ ص: 488 ] غرائب ، وقد تابعه nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام وهو الدستوائي أخرجه الطبري في تفسيره ، وكذلك أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي في مسنده عن هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، ولمعاذ بن هشام عن أبيه فيه إسناد آخر أخرجه الطبري عن بندار عن nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام عن أبيه عن سليمان اليشكري عن جابر ، وسأذكر ما في رواياتهم من الاختلاف قريبا إن شاء الله تعالى .
[ ص: 489 ] قوله : ( وذلك أحسن ما سمعت في صلاة الخوف ) يقتضي أنه سمع في كيفيتها صفات متعددة ، وهو كذلك ، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صفة صلاة الخوف كيفيات حملها بعض العلماء على اختلاف الأحوال ، وحملها آخرون على التوسع والتخيير ، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في " باب صلاة الخوف " وما ذهب إليه مالك من ترجيح هذه الكيفية وافقه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأحمد وداود على ترجيحها لسلامتها من كثرة المخالفة ولكونها أحوط لأمر الحرب ، مع تجويزهم الكيفية التي في حديث ابن عمر . ونقل عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن الكيفية التي في حديث ابن عمر منسوخة ولم يثبت ذلك عنه ، وظاهر كلام المالكية عدم إجازة الكيفية التي في حديث ابن عمر ، واختلفوا في كيفية رواية سهل بن أبي حثمة في موضع واحد وهو أن الإمام هل يسلم قبل أن تأتي الطائفة الثانية بالركعة الثانية أو ينتظرها في التشهد ليسلموا معه ؟ فبالأول قال المالكية ، وزعم nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم أنه لم يرد عن أحد من السلف القول بذلك والله أعلم . ولم تفرق المالكية والحنفية حيث أخذوا بالكيفية التي في هذا الحديث بين أن يكون العدو في جهة القبلة أم لا ، وفرق nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي والجمهور فحملوا حديث سهل على أن العدو كان في غير جهة القبلة فلذلك صلى بكل طائفة وحدها جميع الركعة ، وأما إذا كان العدو في جهة القبلة فعلى ما تقدم في حديث ابن عباس أن الإمام يحرم بالجميع ويركع بهم ، فإذا سجد سجد معه صف وحرس صف إلخ . ووقع عند مسلم من حديث جابر " صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة " وقال السهيلي : اختلف العلماء في الترجيح ، فقالت طائفة يعمل منها بما كان أشبه بظاهر القرآن ، وقالت طائفة : يجتهد في طلب الأخير منها فإنه الناسخ لما قبله ، وقالت طائفة : يؤخذ بأصحها نقلا وأعلاها رواة ، وقالت طائفة : يؤخذ بجميعها على حساب اختلاف أحوال الخوف ، فإذا اشتد الخوف أخذ بأيسرها مؤنة ، والله أعلم .
قوله : ( تابعه الليث عن هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم أن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد حدثه قال : صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني أنمار ) قلت : لم يظهر لي مراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذه المتابعة ؛ لأنه إن أراد المتابعة في المتن لم يصح ؛ لأن الذي قبله غزوة محارب وثعلبة بنخل ، وهذه غزوة أنمار ، ولكن يحتمل الاتحاد ؛ لأن ديار بني أنمار تقرب من ديار بني ثعلبة ، وسيأتي بعد باب أن أنمار في قبائل منهم بطن من غطفان ، وإن أراد المتابعة في الإسناد فليس كذلك ، بل الروايتان متخالفتان من كل وجه : الأولى متصلة بذكر الصحابي وهذه مرسلة ، ورجال الأولى غير رجال الثانية ، ولعل بعض من لا بصر له بالرجال يظن أن هشاما المذكور قبل هو هشام المذكور ثانيا ، وليس كذلك فإن هشاما الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير هو الدستوائي كما بينته قبل وهو بصري ، وهشام شيخ الليث فيه هو ابن سعد وهو مدني ، nindex.php?page=showalam&ids=17235والدستوائي لا رواية له عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ولا رواية nindex.php?page=showalam&ids=15124لليث بن سعد عنه .
وقد وصل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه هذا المعلق قال : " قال لي يحيى بن عبد الله بن بكير : حدثنا الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم سمع nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في غزوة بني أنمار نحوه " يعني نحو حديث صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة في صلاة الخوف . قلت : فظهر لي من هذا وجه المتابعة ، وهو أن حديث سهل بن أبي حثمة في غزوة ذات الرقاع متحد مع حديث جابر ، لكن لا يلزم من اتحاد كيفية الصلاة في هذه وفي هذه أن تتحد الغزوة ، وقد أفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري غزوة بني أنمار بالذكر كما سيأتي بعد باب . نعم ذكر الواقدي أن سبب غزوة ذات الرقاع أن أعرابيا قدم بجلب إلى المدينة فقال : إني رأيت ناسا من بني ثعلبة ومن بني أنمار وقد جمعوا لكم جموعا وأنتم في غفلة عنهم ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في أربعمائة ويقال : سبعمائة ، فعلى هذا فغزوة بني أنمار متحدة مع غزوة بني محارب وثعلبة ، وهي غزوة ذات الرقاع ، والله أعلم . ويحتمل أن يكون موضع هذه المتابعة بعد حديث nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد عن صالح بن خوات فيكون متأخرا عنه ، ويكون تقديمه من بعض النقلة عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ويؤيد ذلك ما ذكرته عن تاريخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فإنه بين في ذلك ، والله أعلم .