قوله : ( باب التوجه نحو القبلة حيث كان ) أي حيث وجد الشخص في سفر أو حضر ، والمراد بذلك في صلاة الفريضة كما يتبين ذلك في الحديث الثاني في الباب وهو حديث جابر .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ) هذا طرف من حديثه في قصة المسيء صلاته ، وقد ساقه المصنف بهذا اللفظ في كتاب الاستئذان .
[ ص: 599 ] قوله : ( عن البراء ) تقدم في " باب الصلاة من الإيمان " من كتاب الإيمان بيان من رواه عن أبي إسحاق مصرحا بتحديث البراء له .
قوله : ( وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة ) جاء بيان ذلك فيما أخرجه الطبري وغيره من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة - واليهود أكثر أهلها - يستقبلون بيت المقدس أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ، ففرحت اليهود ، فاستقبلها سبعة عشر شهرا ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم ، فكان يدعو وينظر إلى السماء ، فنزلت .
ومن طريق مجاهد قال : إنما كان يحب أن يتحول إلى الكعبة ; لأن اليهود قالوا : يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا ، فنزلت .
قوله : ( نحو بيت المقدس ) أي بالمدينة قد تقدم في " باب الصلاة من الإيمان " في كتاب الإيمان تحرير المدة المذكورة وأنها ستة عشر شهرا وأيام .
قوله : ( يوجه ) بفتح الجيم أي يؤمر بالتوجه .
قوله : ( فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجال ) كذا في رواية المستملي والحموي ، وفي رواية غيرهما " رجل " وهو المشهور ، وقد تقدم في الإيمان أن اسمه عباد بن بشر ، وتحتاج رواية المستملي إلى تقدير محذوف في قوله " ثم خرج " أي بعض أولئك الرجال .
قوله : ( في صلاة العصر نحو بيت المقدس ) nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني " في صلاة العصر يصلون نحو بيت المقدس " وفيه إفصاح بالمراد . ووقع في تفسير ابن أبي حاتم من طريق ثويلة بنت أسلم " صليت الظهر - أو العصر - في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء فصلينا سجدتين - أي ركعتين - ثم جاءنا من يخبرنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استقبل البيت الحرام " . واختلفت الرواية في الصلاة التي تحولت القبلة عندها ، وكذا في المسجد فظاهر حديث البراء هذا أنها الظهر ، وذكر محمد بن سعد في الطبقات قال : يقال إنه صلى ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ، ثم أمر أن يتوجه إلى المسجد الحرام ، فاستدار إليه ودار معه المسلمون . ويقال زار النبي - صلى الله عليه وسلم - أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاما وحانت الظهر فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ركعتين ، ثم أمر فاستدار إلى الكعبة واستقبل [ ص: 600 ] الميزاب فسمي " مسجد القبلتين " ، قال ابن سعد قال الواقدي : هذا أثبت عندنا . وأخرج ابن أبي داود بسند ضعيف عن عمارة بن رويبة قال " كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشي حين صرفت القبلة ، فدار ودرنا معه في ركعتين " ، وأخرج البزار من حديث أنس " انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيت المقدس وهو يصلي الظهر بوجهه إلى الكعبة " ، nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني نحوه من وجه آخر عن أنس ، وفي كل منهما ضعف .
قوله : ( فقال ) أي الرجل ( هو يشهد ) يعني بذلك نفسه ، وهو على سبيل التجريد ، ويحتمل أن يكون الراوي نقل كلامه بالمعنى ، ويؤيده الرواية المتقدمة في الإيمان بلفظ " أشهد " وقد تقدمت مباحثه هناك .
قوله : ( حدثنا مسلم ) زاد الأصيلي : " ابن إبراهيم " ( قال حدثنا هشام ) زاد الأصيلي : " nindex.php?page=showalam&ids=17235ابن أبي عبد الله " وهو الدستوائي ( عن محمد بن عبد الرحمن ) أي ابن ثوبان العامري المدني ، وليس له في الصحيح عن جابر غير هذا الحديث ، وفي طبقته محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ولم يخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن جابر شيئا . قوله : ( حيث توجهت ) زاد الكشميهني : " به " . والحديث دال على عدم ترك استقبال القبلة في الفريضة ، وهو إجماع ، لكن رخص في شدة الخوف .