[ ص: 654 ] قوله : ( باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ) بفتح الجيم وكسر المعجمة ثم تحتانية ساكنة ، أي ابن عامر بن عبد مناة بن كنانة . ووهم الكرماني فظن أنه من بني جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف قبيلة من عبد قيس ، وهذا البعث كان عقب فتح مكة في شوال قبل الخروج إلى حنين عند جميع أهل المغازي ، وكانوا بأسفل مكة من ناحية يلملم ، قال ابن سعد : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم خالد بن الوليد في ثلاثمائة وخمسين من المهاجرين والأنصار داعيا إلى الإسلام لا مقاتلا .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17052محمود ) هو ابن غيلان .
وقوله : ( وحدثني نعيم ) هو ابن حماد ، وعبد الله هو ابن المبارك ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ما يدل على أن السياق الذي هنا لفظ ابن المبارك .
قوله : ( فلم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ، فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا ) هذا من ابن عمر راوي الحديث يدل على أنه فهم أنهم أرادوا الإسلام حقيقة . ويؤيده فهمه أن قريشا كانوا يقولون لكل من أسلم : صبأ حتى اشتهرت هذه اللفظة وصاروا يطلقونها في مقام الذم . ومن ثم لما أسلم ثمامة بن أثال وقدم مكة معتمرا قالوا له : صبأت ؟ قال : لا بل أسلمت . فلما اشتهرت هذه اللفظة بينهم في موضع : أسلمت استعملها هؤلاء ، وأما خالد فحمل هذه اللفظة على ظاهرها ؛ لأن قولهم صبأنا أي خرجنا من دين إلى دين ، ولم يكتف خالد بذلك حتى يصرحوا بالإسلام . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يحتمل أن يكون خالد نقم عليهم العدول عن لفظ الإسلام ؛ لأنه فهم عنهم أن ذلك وقع منهم على سبيل الأنفة ولم ينقادوا إلى الدين فقتلهم متأولا قولهم .
قوله : ( فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ) في كلام ابن سعد أنه أمرهم أن يستأسروا فاستأسروا فكتف بعضهم بعضا ، وفرقهم في أصحابه ، فيجمع بأنهم أعطوا بأيديهم بعد المحاربة .
قوله : ( ودفع إلى كل رجل منا أسيره ) أي من أصحابه الذين كانوا معه في السرية ، وفي رواية الباقر " فقال لهم خالد : ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا ، فوضعوا السلاح ، فأمر بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف " .
قوله : ( حتى إذا كان يوم ) كذا بالتنوين أي من الأيام ، وكان تامة ، وعند أبي سعد " فلما كان السحر نادى خالد : من كان معه أسير فليضرب عنقه " .
قوله : ( أن يقتل كل رجل منا أسيره ) في رواية الكشميهني " كل إنسان " .
قوله : ( فقلت : والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره ) ، وعند ابن سعد " فأما بنو سليم [ ص: 655 ] فقتلوا من كان في أيديهم ، وأما المهاجرون والأنصار فأرسلوا أسراهم " وفيه جواز الحلف على نفي فعل الغير إذا وثق بطواعيته .
قوله : ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : أنكر عليه العجلة وترك التثبت في أمرهم قبل أن يعلم المراد من قولهم : صبأنا .
قوله : ( مرتين ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=13361ابن عسكر عن عبد الرزاق " أو ثلاثة " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، وفي رواية الباقين " ثلاث مرات " وزاد الباقر في روايته nindex.php?page=hadith&LINKID=890207ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا فقال : اخرج إلى هؤلاء القوم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك . فخرج حتى جاءهم ومعه مال فلم يبق لهم أحد إلا وداه وذكر ابن هشام في زياداته أنه انفلت منهم رجل فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخبر ، فقال : هل أنكر عليه أحد ؟ فوصف له صفة ابن عمر وسالم مولى أبي حذيفة . وذكر ابن إسحاق من حديث ابن أبي حدرد الأسلمي قال : " كنت في خيل خالد فقال لي فتى من بني جذيمة قد جمعت يداه في عنقه برمة : يا فتى هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء النسوة ؟ فقلت : نعم ، فقدته بها فقال : أسلمي حبيش . قبل نفاد العيش .
أريتك إن طالبتكم فوجدتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق