قوله : ( باب سرية nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ، ويقال : إنها سرية الأنصاري ) قلت : كذا ترجم ، وأشار بأصل الترجمة إلى ما رواه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من طريق عمر بن الحكم عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=890209 " بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علقمة بن مجزز على بعث أنا فيهم ، حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة السهمي وكان من أصحاب بدر ، وكانت فيه دعابة " الحديث . وذكر ابن سعد هذه القصة بنحو هذا السياق . وذكر أن سببها أنه بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ناسا من الحبشة تراءاهم أهل جدة ، فبعث إليهم [ ص: 656 ] علقمة بن مجزز في ربيع الآخر في سنة تسع في ثلاثمائة فانتهى إلى جزيرة في البحر ، فلما خاض البحر إليهم هربوا ، فلما رجع تعجل بعض القوم إلى أهلهم ، فأمر nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة على من تعجل . وذكر ابن إسحاق أن سبب هذه القصة أن وقاص بن مجزز كان قتل يوم ذي قرد ، فأراد علقمة بن مجزز أن يأخذ بثأره فأرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه السرية . قلت : وهذا يخالف ما ذكره ابن سعد ، إلا أن يجمع بأن يكون أمر بالأمرين ، وأرخها ابن سعد في ربيع الآخر سنة تسع ، فالله أعلم . وأما قوله : " ويقال : إنها سرية الأنصاري " فأشار بذلك إلى احتمال تعدد القصة ، وهو الذي يظهر لي لاختلاف سياقهما واسم أميرهما ، والسبب في أمره بدخولهم النار ، ويحتمل الجمع بينهما بضرب من التأويل ، ويبعده وصف nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة السهمي القرشي المهاجري بكونه أنصاريا ، فقد تقدم بيان نسب nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة في كتاب العلم ، ويحتمل الحمل على المعنى الأعم أي أنه نصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجملة ، وإلى التعدد جنح ابن القيم . وأما nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي فقال : قوله : من الأنصار وهم من بعض الرواة وإنما هو سهمي . قلت : ويؤيده حديث ابن عباس عند أحمد في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم الآية ، نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية ، وسيأتي في تفسير سورة النساء إن شاء الله تعالى . وقد رواه شعبة عن زبيد اليامي عن سعد بن عبيدة فقال : " رجلا " ولم يقل : من الأنصار ولم يسمه ، أخرجه المصنف في كتاب خبر الواحد . وأما علقمة بن مجزز فهو بضم أوله وجيم مفتوحة ومعجمتين الأولى مكسورة ثقيلة وحكي فتحها والأول أصوب ، وقال عياض : وقع لأكثر الرواة بسكون المهملة وكسر الراء المهملة ، وعن القابسي بجيم ومعجمتين وهو الصواب . قلت : وأغرب الكرماني فحكى أنه بالحاء المهملة وتشديد الراء فتحا وكسرا ، وهو خطأ ظاهر ، وهو ولد القائف الذي يأتي ذكره في النكاح في حديث عائشة في قوله في nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة وابنه أسامة : " إن بعض هذه الأقدام لمن بعض " فعلقمة صحابي ابن صحابي .
قوله : ( حدثنا عبد الواحد ) هو ابن زياد .
قوله : ( حدثني سعد بن عبيدة ) بالتصغير .
قوله : ( عن أبي عبد الرحمن ) هو السلمي .
قوله : ( فغضب ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث عن الأعمش في الأحكام " فغضب عليهم " وفي رواية مسلم " فأغضبوه في شيء " .
قوله : ( فقال : أوقدوا نارا ) في رواية حفص " فقال : عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا ثم دخلتم فيها " وهذا يخالف حديث أبي سعيد ، فإن فيه فأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم أو يصطلون ، فقال لهم : أليس عليكم السمع والطاعة ؟ قالوا : بلى . قال : أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار .
قوله : ( فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضا ) في رواية حفص " فلما هموا بالدخول فيها فقاموا ينظر بعضهم إلى بعض " وفي رواية ابن جرير من طريق أبي معاوية عن الأعمش " فقال لهم شاب منهم : لا تعجلوا بدخولها " وفي رواية زبيد عن سعد بن عبيدة في خبر الواحد " فأرادوا أن يدخلوها ، وقال آخرون : إنما فررنا منها " .
قوله : ( فما زالوا حتى خمدت النار ) في رواية حفص " فبينما هم كذلك إذ خمدت النار " وخمدت هو بفتح الميم أي طفئ لهبها ، وحكى المطرزي كسر الميم من خمدت .
قوله : ( فسكن غضبه ) هذا أيضا يخالف حديث أبي سعيد ، فإن فيه أنه كانت به دعابة ، وفيه أنهم تحجزوا [ ص: 657 ] حتى ظن أنهم واثبون فيها فقال : احبسوا أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم .
قوله : ( فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم - ) في رواية حفص " فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم " .
قوله : ( ما خرجوا منها إلى يوم القيامة ) في رواية حفص " ما خرجوا منها أبدا " وفي رواية زبيد " فلم يزالوا فيها إلى يوم القيامة " يعني أن الدخول فيها معصية ، والعاصي يستحق النار . ويحتمل أن يكون المراد لو دخلوها مستحلين لما خرجوا منها أبدا . وعلى هذا ففي العبارة نوع من أنواع البديع وهو الاستخدام ، لأن الضمير في قوله : " لو دخلوها " للنار التي أوقدوها ، والضمير في قوله : " ما خرجوا منها أبدا " لنار الآخرة ؛ لأنهم ارتكبوا ما نهوا عنه من قتل أنفسهم . ويحتمل وهو الظاهر أن الضمير للنار التي أوقدت لهم أي ظنوا أنهم إذا دخلوا بسبب طاعة أميرهم لا تضرهم ، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم لو دخلوا فيها لاحترقوا فماتوا ، فلم يخرجوا .