[ ص: 674 ] قوله : ( باب غزوة ذات السلاسل ) تقدم ضبطها وبيان الاختلاف فيها في أواخر مناقب أبي بكر ، قيل : سميت ذات السلاسل ؛ لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا ، وقيل : لأن بها ماء يقال له : السلسل . وذكر ابن سعد أنها وراء وادي القرى وبينها وبين المدينة عشرة أيام ، قال : وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة ، وقيل : كانت سنة سبع وبه جزم ابن أبي خالد في كتاب " صحيح التاريخ " ، ونقل nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر الاتفاق على أنها كانت بعد غزوة مؤتة ، إلا ، ابن إسحاق فقال : قبلها . قلت : وهو قضية ما ذكر عن ابن سعد وابن أبي خالد .
قوله : ( وهي غزوة لخم وجذام ، قاله إسماعيل بن أبي خالد ) وعند ابن إسحاق أنه ماء لبني جذام ولخم ، أما لخم فبفتح اللام وسكون المعجمة : قبيلة كبيرة شهيرة ينسبون إلى لخم ، واسمه مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد ، وأما جذام فبضم الجيم بعدها معجمة خفيفة : قبيلة كبيرة شهيرة أيضا ينسبون إلى عمرو بن عدي وهم إخوة لخم على المشهور ، وقيل : هم من ولد أسد بن خزيمة .
قوله : ( وقال ابن إسحاق عن يزيد عن عروة : هي بلاد بلي وعذرة وبني القين ) أما يزيد فهو ابن رومان مدني مشهور ، وأما nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة فهو ابن الزبير بن العوام ، وأما القبائل التي ذكرها فالثلاثة بطون من قضاعة ، أما بلي فبفتح الموحدة وكسر اللام الخفيفة بعدها ياء النسب : قبيلة كبيرة ينسبون إلى بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، وأما عذرة فبضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة : قبيلة كبيرة ينسبون إلى عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سويد بن أسلم بضم اللام ابن الحاف بن قضاعة ، وأما بنو القين فقبيلة كبيرة أيضا ينسبون إلى القين بن جسر ، ويقال : كان له عبد يسمى القين حضنه فنسب إليه ، وكان اسمه النعمان بن جسر بن شيع الله بكسر المعجمة وسكون التحتانية بعدها عين مهملة ابن أسد بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، ووهم ابن التين فقال : بنو القين قبيلة من بني تميم ، وذكر ابن سعد أن جمعا من قضاعة تجمعوا وأرادوا أن يدنوا من أطراف المدينة ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ، ثم أمده nindex.php?page=showalam&ids=5بأبي عبيدة بن الجراح في مائتين وأمره أن يلحق بعمرو وأن لا يختلفا فأراد أبو عبيدة أن يؤم بهم فمنعه عمرو وقال : إنما قدمت علي مددا وأنا الأمير ، فأطاع له أبو عبيدة فصلى بهم عمرو ، وتقدم في التيمم أنه " احتلم في ليلة باردة فلم يغتسل وتيمم وصلى بهم " الحديث . وسار عمرو حتى وطئ بلاد بلي وعذرة .
قوله : ( حدثنا إسحاق ) هو ابن شاهين ، nindex.php?page=showalam&ids=15804وخالد هو ابن عبد الله الطحان ، وشيخه nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد هو ابن مهران الحذاء ، nindex.php?page=showalam&ids=12081وأبو عثمان هو النهدي .
قوله : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل ) هذا صورته مرسل ، بل جزم nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بأنه مرسل ، لكن الحديث موصول لقوله بعد ذلك : " قال : فأتيته " فإن المراد قال : عمرو بن العاص . وأبو عثمان سمع من عمرو بن العاص ، وقد أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من رواية وهب بن بقية ومعلى بن منصور كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=15800خالد بن عبد الله بالإسناد الذي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فقال في روايته : " عن أبي عثمان عن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته " فذكر الحديث . وتقدم في مناقب أبي بكر من طريق أخرى عن خالد الحذاء " عن أبي عثمان قال : حدثنا عمرو بن العاص " فذكره .