قوله : ( حج أبي بكر بالناس في سنة تسع ) كذا جزم به ، ونقل المحب الطبري عن صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أن فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " nindex.php?page=hadith&LINKID=890252لما قفل النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين اعتمر من الجعرانة وأمر أبا بكر في تلك الحجة " قال المحب : إنما حج أبو بكر سنة تسع والجعرانة كانت سنة ثمان ، قال : وإنما حج فيها عتاب بن أسيد ، كذا قال ، وكأنه تبع nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي فإنه قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عتابا أن يحج بالناس عام الفتح ، والذي جزم به الأزرقي في " أخبار مكة " خلافه فقال : لم يبلغنا أنه استعمل في تلك السنة على الحج أحدا ، وإنما ولى عتابا إمرة مكة فحج المسلمون والمشركون جميعا وكان المسلمون مع عتاب لكونه الأمير .
قلت : والحق أنه لم يختلف في ذلك ، وإنما وقع الاختلاف في أي شهر حج أبو بكر ، فذكر ابن سعد وغيره بإسناد صحيح عن مجاهد أن حجة أبي بكر وقعت في ذي القعدة ، ووافقه عكرمة بن خالد فيما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " الإكليل " ، ومن عدا هذين إما مصرح بأن حجة أبي بكر كانت في ذي الحجة - كالداودي وبه جزم من المفسرين الرماني والثعلبي nindex.php?page=showalam&ids=15151والماوردي وتبعهم جماعة - وإما ساكت . والمعتمد ما قاله مجاهد وبه جزم الأزرقي . ويؤيده أن ابن إسحاق صرح بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام بعد أن رجع من تبوك رمضان وشوالا وذا القعدة ثم بعث أبا بكر أميرا على الحج ، فهو ظاهر في أن بعث أبي بكر كان بعد انسلاخ ذي القعدة ، فيكون حجه في ذي الحجة على هذا والله أعلم . واستدل [ ص: 684 ] بهذا الحديث على أن فرض الحج كان قبل حجة الوداع ، والأحاديث في ذلك كثيرة شهيرة ، وذهب جماعة إلى أن حج أبي بكر هذا لم يسقط عنه الفرض بل كان تطوعا قبل فرض الحج ولا يخفى ضعفه . ولبسط تقرير ذلك موضع غير هذا . وقال ابن القيم في الهدي : ويستفاد أيضا من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في حديث الباب " قبل حجة الوداع " أنها كانت سنة تسع ، لأن حجة الوداع كانت سنة عشر اتفاقا ، وذكر ابن إسحاق أن خروج أبي بكر كان في ذي القعدة ، وذكر الواقدي أنه خرج في تلك الحجة مع أبي بكر ثلاثمائة من الصحابة ، وبعث معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين بدنة .