[ ص: 696 ] قوله : ( قصة أهل نجران ) بفتح النون وسكون الجيم بلد كبير على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن يشتمل على ثلاثة وسبعين قرية ، مسيرة يوم الراكب السريع ، كذا في زيادات nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير بإسناد له في المغازي ، وذكر ابن إسحاق أنهم وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وهم حينئذ عشرون رجلا ، لكن أعاد ذكرهم في الوفود بالمدينة فكأنهم قدموا مرتين . وقال ابن سعد : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إليهم فخرج إليه وفدهم في أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، وعندابن إسحاق أيضا من حديث كرز بن علقمة أنهم كانوا أربعة وعشرين رجلا ، وسرد أسماءهم .
قوله : ( حدثني عباس بن الحسين ) هو بغدادي ثقة ، ليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث ، وآخر تقدم في التهجد مقرونا .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " عن الأصم عن الحسن بن علي بن عفان عن nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم بهذا الإسناد عن ابن مسعود بدل حذيفة ، وكذلك أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طرق أخرى عن إسرائيل ، ورجح nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " العلل " هذه وفيه نظر ، فإن شعبة قد روى أصل الحديث عن أبي إسحاق فقال : " عن حذيفة " كما في الباب أيضا ، وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فهم ذلك فاستظهر برواية شعبة ، والذي يظهر أن الطريقين صحيحان ، فقد رواه ابن أبي شيبة أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من رواية زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة .
قوله : ( جاء السيد والعاقب صاحبا نجران ) أما السيد فكان اسمه الأيهم بتحتانية ساكنة ويقال شرحبيل ، وكان صاحب رحالهم ومجتمعهم ورئيسهم في ذلك ، وأما العاقب فاسمه عبد المسيح وكان صاحب مشورتهم ، وكان معهم أيضا أبو الحارث بن علقمة وكان أسقفهم وحبرهم وصاحب مدراسهم . قال ابن سعد : دعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام ، وتلا عليهم القرآن فامتنعوا ، فقال : إن أنكرتم ما أقول فهلم أباهلكم ، فانصرفوا على ذلك .
قوله : ( يريدان أن يلاعناه ) أي يباهلاه ، وذكر ابن إسحاق بإسناد مرسل أن ثمانين آية من أول سورة آل عمران نزلت في ذلك ، يشير إلى قوله تعالى : فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم الآية .
قوله : ( فقال أحدهما لصاحبه ) ذكر أبو نعيم في الصحابة بإسناد له أن القائل ذلك هو السيد ، وقال غيره : بل الذي قال ذلك هو العاقب ؛ لأنه كان صاحب رأيهم ، وفي زيادات nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير في المغازي بإسناد له أن [ ص: 697 ] الذي قال ذلك شرحبيل أبو مريم .
قوله : ( فوالله لئن كان نبيا فلاعنا ) في رواية الكشميهني فلاعننا بإظهار النون .
قوله : ( إنا نعطيك ما سألتنا ) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير أنه صالحهم على ألفي حلة ألف في رجب وألف في صفر ومع كل حلة أوقية ، وساق الكتاب الذي كتبه بينهم مطولا . وذكر ابن سعد أن السيد والعاقب رجعا بعد ذلك فأسلما ، زاد في رواية ابن مسعود " nindex.php?page=hadith&LINKID=890267فأتياه فقالا : لا نلاعنك ، ولكن نعطيك ما سألت " وفي قصة أهل نجران من الفوائد أن إقرار الكافر بالنبوة لا يدخله في الإسلام حتى يلتزم أحكام الإسلام . وفيها جواز مجادلة أهل الكتاب ، وقد تجب إذا تعينت مصلحته . وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة . وقد دعا ابن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي ، ووقع ذلك لجماعة من العلماء . ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة . ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين . وفيها مصالحة أهل الذمة على ما يراه الإمام من أصناف المال ، ويجري ذلك مجرى ضرب الجزية عليهم ، فإن كلا منهما مال يؤخذ من الكفار على وجه الصغار في كل عام . وفيها بعث الإمام الرجل العالم الأمين إلى أهل الهدنة في مصلحة الإسلام . وفيها منقبة ظاهرة nindex.php?page=showalam&ids=5لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه . وقد ذكر ابن إسحاق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عليا إلى أهل نجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم ، وهذه القصة غير قصة أبي عبيدة ؛ لأن أبا عبيدة توجه معهم فقبض مال الصلح ورجع ، وعلي أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يقبض منهم ما استحق عليهم من الجزية ويأخذ ممن أسلم منهم ما وجب عليه من الصدقة . والله أعلم .