الحديث التاسع حديث nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، تقدم شرحه في أول الهجرة ، وقوله : " وأنه حج بعدما هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها حجة الوداع " يعني ولا حج قبلها إلا أن يريد نفي الحج الأصغر وهو العمرة فلا ، فإنه اعتمر قبلها قطعا .
قوله : ( قال أبو إسحاق : وبمكة أخرى ) هو موصول بالإسناد المذكور ، وغرض أبي إسحاق أن لقوله : " بعدما هاجر " مفهوما ، وأنه قبل أن يهاجر كان قد حج لكن اقتصاره على قوله أخرى قد يوهم أنه لم يحج قبل الهجرة إلا واحدة وليس كذلك بل حج قبل أن يهاجر مرارا ، بل الذي لا أرتاب فيه أنه لم يترك الحج وهو بمكة قط ؛ لأن [ ص: 711 ] قريشا في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحج ، وإنما يتأخر منهم عنه من لم يكن بمكة أو عاقه ضعف ، وإذا كانوا وهم على غير دين يحرصون على إقامة الحج ويرونه من مفاخرهم التي امتازوا بها على غيرهم من العرب فكيف يظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يتركه ؟ وقد ثبت من حديث جبير بن مطعم أنه رآه في الجاهلية واقفا بعرفة ، وأن ذلك من توفيق الله له ، وثبت دعاؤه قبائل العرب إلى الإسلام بمنى ثلاث سنين متوالية كما بينته في الهجرة إلى المدينة .