قوله : ( باب عظة الإمام الناس ) بالنصب على المفعولية ، وقوله " في إتمام الصلاة " أي بسبب ترك إتمام الصلاة .
قوله : ( وذكر القبلة ) بالجر عطفا على عظة ، وأورده للإشعار بمناسبة هذا الباب لما قبله .
[ ص: 613 ] قوله : ( هل ترون قبلتي ) هو استفهام إنكار لما يلزم منه ، أي أنتم تظنون أني لا أرى فعلكم لكون قبلتي في هذه الجهة ; لأن من استقبل شيئا استدبر ما وراءه ، لكن بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رؤيته لا تختص بجهة واحدة . وقد اختلف في معنى ذلك فقيل : المراد بها العلم إما بأن يوحى إليه كيفية فعلهم وإما أن يلهم ، وفيه نظر ; لأن العلم لو كان مرادا لم يقيده بقوله من وراء ظهري . وقيل المراد أنه يرى من عن يمينه ومن عن يساره ممن تدركه عينه مع التفات يسير في النادر ، ويوصف من هو هناك بأنه وراء ظهره ، وهذا ظاهر التكلف ، وفيه عدول عن الظاهر بلا موجب . والصواب المختار أنه محمول على ظاهره ، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به - صلى الله عليه وسلم - انخرقت له فيه العادة ، وعلى هذا عمل المصنف فأخرج هذا الحديث في علامات النبوة ، وكذا نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وغيره . ثم ذلك الإدراك يجوز أن يكون برؤية عينه انخرقت له العادة فيه أيضا فكان يرى بها من غير مقابلة ; لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص ولا مقابلة ولا قرب ، وإنما تلك أمور عادية يجوز حصول الإدراك مع عدمها عقلا ، ولذلك حكموا بجواز رؤية الله تعالى في الدار الآخرة خلافا لأهل البدع لوقوفهم مع العادة .
وقيل كانت له عين خلف ظهره يرى بها من وراءه دائما ، وقيل كان بين كتفيه عينان مثل سم الخياط يبصر بهما لا يحجبهما ثوب ولا غيره ، وقيل : بل كانت صورهم تنطبع في حائط قبلته كما تنطبع في المرآة فيرى أمثلتهم فيها فيشاهد أفعالهم .
قوله : ( ولا خشوعكم ) أي في جميع الأركان ، ويحتمل أن يريد به السجود ; لأن فيه غاية الخشوع ، وقد صرح بالسجود في رواية لمسلم .