قوله : ( باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه ) إنما أخر المصنف [ ص: 759 ] هذه الترجمة لما جاء أنه كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بيومين ، وكان ابتداء ذلك قبل مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فندب الناس لغزو الروم في آخر صفر ، ودعا أسامة فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=890374سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، وأغر صباحا على أبنى ، وحرق عليهم ، وأسرع المسير تسبق الخبر ، فإن ظفرك الله بهم فأقل اللبث فيهم . فبدأ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه في اليوم الثالث فعقد لأسامة لواء بيده ، فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف ، وكان ممن ندب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار ، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد nindex.php?page=showalam&ids=361وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم ، فتكلم في ذلك قوم منهم عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، فرد عليه عمر ، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فخطب بما ذكر في هذا الحديث . ثم اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه فقال : أنفذوا بعث أسامة فجهزه أبو بكر بعد أن استخلف ، فسار عشرين ليلة إلى الجهة التي أمر بها ، وقتل قاتل أبيه ، ورجع بالجيش سالما وقد غنموا . وقد قص أصحاب المغازي قصة مطولة فلخصتها ، وكانت آخر سرية جهزها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأول شيء جهزه أبو بكر رضي الله عنه ، وقد أنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر أن يكون أبو بكر وعمر كانا في بعث أسامة ; ومستند ما ذكره ما أخرجه الواقدي بأسانيده في المغازي وذكره ابن سند أواخر الترجمة النبوية بغير إسناد . وذكره ابن إسحاق في السيرة المشهورة ولفظه بدأ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه يوم الأربعاء فأصبح يوم الخميس فعقد لأسامة فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=890375اغز في سبيل الله وسر إلى موضع مقتل أبيك ، فقد وليتك هذا الجيش فذكر القصة وفيها " لم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبو بكر وعمر ، ولما جهزه أبو بكر بعد أن استخلف سأله أبو بكر أن يأذن لهم بالإقامة فأذن ، ذكر ذلك كله nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في " المنتظم " جازما به ، وذكر الواقدي وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريقه مع أبي بكر وعمر أبا عبيدة وسعدا وسعيدا وسلمة بن أسلم nindex.php?page=showalam&ids=361وقتادة بن النعمان ، والذي باشر القول ممن نسب إليهم الطعن في إمارته عياش بن أبي ربيعة ، وعند الواقدي أيضا أن عدة ذلك الجيش كانت ثلاثة آلاف فيهم مائة من قريش ، وفيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " كانت عدة الجيش سبعمائة " .