[ ص: 49 ] قوله : باب وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى فصرهن : قطعهن ثبت هذا لأبي ذر وحده ، وقد أخرجه ابن أبي حاتم من وجهين عن ابن عباس ، ومن طريق جماعة من التابعين ، ومن وجه آخر عن ابن عباس قال : صرهن أي أوثقهن ثم اذبحهن . وقد اختلف نقلة القراءات في ضبط هذه اللفظة عن ابن عباس فقيل : بكسر أوله كقراءة حمزة ، وقيل بضمه كقراءة الجمهور ، وقيل بتشديد الراء مع ضم أوله وكسره من صره يصره إذا جمعه ونقل أبو البقاء تثليث الراء في هذه القراءة وهي شاذة ، قال عياض تفسير صرهن بقطعهن غريب والمعروف أن معناها أملهن ، يقال صاره يصيره ويصوره إذا أماله ، قال ابن التين : صرهن بضم الصاد معناها ضمهن ، وبكسرها قطعهن . قلت : ونقل أبو علي الفارسي أنهما بمعنى واحد ، وعن الفراء الضم مشترك والكسر القطع فقط ، وعنه أيضا هـي مقلوبة من قوله صراه عن كذا أي قطعه ، يقال صرت الشيء فانصار أي انقطع ، وهذا يدفع قول من قال : يتعين حمل تفسير ابن عباس بالقطع على قراءة كسر الصاد ، وذكر صاحب " المغرب " أن هذه اللفظة بالسريانية وقيل بالنبطية ، لكن المنقول أولا يدل على أنها بالعربية ، والعلم عند الله تعالى .