قوله : ( المس الجنون ) هو تفسير الفراء ، قال في قوله تعالى لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي لا يقوم في الآخرة ، قال : والمس الجنون ، والعرب تقول ممسوس أي مجنون انتهى . وقال أبو عبيدة : المس اللمم من الجن . وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال " آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا " ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=12077ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه " أنه كان يقرأ : إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة " وقوله تعالى وأحل الله البيع وحرم الربا يحتمل أن يكون من تمام اعتراض الكفار حيث قالوا إنما البيع مثل الربا أي فلم أحل هذا وحرم هذا ؟ ويحتمل أن يكون ردا عليهم ويكون اعتراضهم بحكم العقل والرد عليهم بحكم الشرع الذي لا معقب لحكمه ، وعلى الثاني أكثر المفسرين ، واستبعد بعض الحذاق الأول ، وليس ببعيد إلا من جهة أن جوابهم بقوله : فمن جاءه موعظة إلى آخره يحتاج إلى تقدير ، والأصل عدمه .
قوله : ( فقرأها ) أي الآيات ، وفي رواية شعبة التي بعد هذه " في المسجد " وقد مضى ما يتعلق به في المساجد من كتاب الصلاة ، واقتضى صنيع المصنف في هذه التراجم أن المراد بالآيات آيات الربا كلها إلى آية الدين .
قوله : ( ثم حرم التجارة في الخمر ) تقدم توجيهه في البيوع ، وأن تحريم التجارة في الربا وقع بعد تحريم الخمر بمدة فيحصل به جواب من استشكل الحديث بأن آيات الربا من آخر ما نزل من القرآن ، وتحريم الخمر تقدم قبل ذلك بمدة .