قوله : باب كنتم خير أمة أخرجت للناس ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في تفسيرها غير مرفوع ، وقد تقدم في أواخر الجهاد من وجه آخر مرفوعا ، وهو يرد قول من تعقب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فقال : هذا موقوف لا معنى لإدخاله في المسند .
قوله : ( عن ميسرة ) هو ابن عمار الأشجعي كوفي ثقة ، ما له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث وآخر تقدم في بدء الخلق ، ويأتي في النكاح ، وشيخه أبو حازم بمهملة ثم زاي هو سلمان الأشجعي . وقوله " خير الناس للناس ؛ أي : خير بعض الناس لبعضهم أي : أنفعهم لهم ، وإنما كان ذلك لكونهم كانوا سببا في إسلامهم ، وبهذا التقرير يندفع من زعم بأن التفسير المذكور ليس بصحيح . وروى ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال " قال عمر : لو شاء الله لقال أنتم خير أمة فكنا كلنا ، ولكن قال : كنتم فهي خاصة لأصحاب محمد ومن صنع مثل صنيعهم " وهذا منقطع . وروى عبد الرزاق وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث ابن عباس بإسناد جيد قال " هم الذين هاجروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - " وهذا أخص من الذي قبله . nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن عكرمة قال : نزلت في ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=267وسالم مولى أبي حذيفة nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل . وهذا موقوف فيه انقطاع ، وهو أخص مما قبله . وروى الطبري من طريق مجاهد قال : معناه على الشرط المذكور تأمرون بالمعروف إلخ . وهذا أعم وهو نحو الأول . وجاء في سبب هذا الحديث ما أخرجه الطبري nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال : كان من قبلكم لا يأمن هذا في بلاد هذا ولا هـذا في بلاد هذا ، فلما كنتم أنتم أمن فيكم الأحمر والأسود . ومن وجه آخر عنه قال : لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس مثل هذه الأمة . وعن أبي بن كعب قال : لم تكن أمة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة . أخرجه الطبري بإسناد حسن عنه . وهذا كله يقتضي حملها على عموم الأمة ، وبه جزم الفراء واستشهد بقوله : واذكروا إذ أنتم قليل وقوله : واذكروا إذ كنتم قليلا قال : وحذف كان في مثل هذا وإظهارها سواء . وقال غيره : المراد بقوله : ( كنتم ) في اللوح المحفوظ أو في علم الله تعالى . ورجح الطبري أيضا حمل الآية على عموم الأمة ، وأيد ذلك بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده nindex.php?page=hadith&LINKID=890418 " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في هذه الآية كنتم خير أمة أخرجت للناس قال : أنتم متمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله " وهو حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وصححه ، وله شاهد مرسل عن قتادة عند الطبري رجاله ثقات . وفي حديث علي عند أحمد بإسناد حسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال nindex.php?page=hadith&LINKID=890419 " وجعلت أمتي خير الأمم " .