قوله : ( وبدارا مبادرة ) هو تفسير أول الآية المترجم بها ، وقال أبو عبيدة في قوله تعالى ولا تأكلوها إسرافا وبدارا : الإسراف الإفراط ، وبدارا مبادرة ، وكأنه فسر المصدر بأشهر منه ، يقال بادرت بدارا ومبادرة . وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : يعني يأكل مال اليتيم ويبادر إلى أن يبلغ فيحول بينه وبين ماله .
قوله : ( أعتدنا : أعددنا أفعلنا من العتاد ) كذا للأكثر ، وهو تفسير أبي عبيدة ، ولأبي ذر عن الكشميهني اعتددنا : افتعلنا والأول هو الصواب ، والمراد أن أعتدنا وأعددنا بمعنى واحد ، لأن العتيد هو الشيء المعد .
قوله : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق هو ابن راهويه ، وأما أبو نعيم في " المستخرج " فأخرجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه ثم قال : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن إسحاق بن منصور .
قوله : ( في مال اليتيم ) في رواية الكشميهني " في والي اليتيم " والمراد بوالي اليتيم المتصرف في ماله بالوصية ونحوها ، والضمير في كان على الرواية الأولى ينصرف إلى مصرف المال بقرينة المقام ، ووقع في البيوع من طريق عثمان بن فرقد عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة بلفظ " أنزلت في والي اليتيم الذي يقوم عليه ويصلح ماله ، إن كان فقيرا أكل منه [ ص: 90 ] بالمعروف " وفي الباب حديث مرفوع أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=12644وابن الجارود nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق حسين المكتب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن عندي يتيما له مال ، وليس عندي شيء ، أفآكل من ماله ؟ قال : بالمعروف وإسناده قوي .
قوله : ( إذا كان فقيرا ) مصير منه إلى أن الذي يباح له الأجرة من مال اليتيم من اتصف بالفقر ، وقد قدمت البحث في ذلك في كتاب الوصايا ، وذكر الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي " أخبرني من سمع ابن عباس يقول في قوله ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال : بأطراف أصابعه ، ومن طريق عكرمة " يأكل ولا يكتسي " ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي " يأكل ما سد الجوعة ووارى العورة " وقد مضى بقية نقل الخلاف فيه في الوصايا . وقال الحسن بن حي : يأكل وصي الأب بالمعروف ، وأما قيم nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم فله أجرة فلا يأكل شيئا ، وأغرب ربيعة فقال : المراد خطاب الولي بما يصنع باليتيم إن كان غنيا وسع عليه ، وإن كان فقيرا أنفق عليه بقدره ، وهذا أبعد الأقوال كلها .
( تنبيه ) :
وقع لبعض الشراح ما نصه : قوله : ومن كان غنيا فليستعفف التلاوة ومن كان بالواو انتهى ، وأنا ما رأيته في النسخ التي وقفت عليها إلا بالواو .