باب قوله إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الأزلام القداح يقتسمون بها في الأمور والنصب أنصاب يذبحون عليها وقال غيره الزلم القدح لا ريش له وهو واحد الأزلام والاستقسام أن يجيل القداح فإن نهته انتهى وإن أمرته فعل ما تأمره به يجيل يدير وقد أعلموا القداح أعلاما بضروب يستقسمون بها وفعلت منه قسمت والقسوم المصدر
[ ص: 127 ] قوله : ( باب قوله إنما الخمر والميسر - ساق إلى - من عمل الشيطان ) وسقط " باب قوله " لغير أبي ذر ، ووقع بينهم في سياق ما قبل الحديث المرفوع تقديم وتأخير .
قوله : ( وقال ابن عباس : الأزلام القداح يقتسمون بها في الأمور ) وصله ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس مثله ، وقد تقدم في حديث الهجرة قول سراقة بن مالك لما تتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر قال " استقسمت بالأزلام هل أضرهم أم لا ؟ فخرج الذي أكره . وقال ابن جرير : كانوا في الجاهلية يعمدون إلى ثلاثة سهام على أحدها مكتوب " افعل " وعلى الثاني " لا تفعل " والثالث غفل . وقال الفراء : كان على الواحد " أمرني ربي " وعلى الثاني " نهاني ربي " وعلى الثالث غفل . فإذا أراد أحدهم الأمر أخرج واحدا فإن طلع الآمر ؛ فعل ، أو الناهي ؛ ترك ، أو الغفل ؛ أعاد . وذكر ابن إسحاق أن أعظم أصنام قريش كان هبل وكان في جوف الكعبة ، وكانت الأزلام عنده ، يتحاكمون عنده فيما أشكل عليهم ، فما خرج منها رجعوا إليه . قلت : وهذا لا يدفع أن يكون آحادهم يستعملونها منفردين كما في قصة سراقة . وروى الطبري من طريق سعيد بن جبير قال : الأزلام حصى بيض ، ومن طريق مجاهد قال : حجارة مكتوب عليها ، وعنه كانوا يضربون بها لكل سفر وغزو وتجارة ، وهذا محمول على غير التي كانت في الكعبة . والذي تحصل من كلام أهل النقل أن الأزلام كانت عندهم على ثلاثة أنحاء : أحدها لكل أحد ، وهي ثلاثة كما تقدم . وثانيها للأحكام ، وهي التي عند الكعبة ، وكان عند كل كاهن وحاكم للعرب مثل ذلك ، وكانت سبعة مكتوب عليها : فواحد عليه " منكم " وآخر " ملصق " وآخر " فيه العقول والديات " إلى غير ذلك من الأمور التي يكثر وقوعها ، وثالثها قداح الميسر وهي عشرة : سبعة مخططة وثلاثة غفل ، وكانوا يضربون بها مقامرة ، وفي معناها كل ما يتقامر به كالنرد والكعاب وغيرها .
قوله : ( والنصب : أنصاب يذبحون عليها ) وصله ابن أبي حاتم أيضا من طريق عطاء عن ابن عباس ، وقال أبو عبيدة : النصب واحد الأنصاب . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : هي حجارة كانوا ينصبونها ويذبحون عندها فينصب عليها دماء الذبائح . والأنصاب أيضا جمع نصب بفتح أوله ثم سكون وهي الأصنام .
قوله : ( وقال غيره : الزلم القدح لا ريش له وهو واحد الأزلام ) قال أبو عبيدة : واحد الأزلام زلم بفتحتين ، وزلم بضم أوله وفتح ثانيه لغتان وهو القدح أي بكسر القاف وسكون الدال .
قوله : ( والاستقسام أن يجيل القداح فإن نهته انتهى وإن أمرته فعل ما تأمره ) قال أبو عبيدة : الاستقسام من قسمت أمري بأن أجيل القداح لتقسم لي أمري أأسافر أم أقيم وأغزو أم لا أغزو أو نحو ذلك فتكون هي التي تأمرني وتنهاني ، ولكل ذلك قدح معروف ، قال الشاعر :
ولم أقسم فتحسبني القسوم
والحاصل أن الاستقسام استفعال من القسم بكسر القاف أي استدعاء ظهور القسم ، كما أن الاستسقاء طلب وقوع السقي ، قال الفراء : الأزلام سهام كانت في الكعبة يقسمون بها في أمورهم .
قوله : ( يجيل يدير ) ثبت هذا لأبي ذر وحده وهو شرح لقوله يجيل القدح .
قوله : ( وقد أعلموا القدح أعلاما بضروب يستقسمون بها ) بين ذلك ابن إسحاق كما تقدم قريبا .
قوله : ( وفعلت منه قسمت ، والقسوم المصدر ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى وأن تستقسموا بالأزلام هو استفعلت من قسمت أمري .
[ ص: 128 ] قوله : ( حدثنا إسحاق بن إبراهيم ) هو ابن راهويه .
قوله : ( نزل تحريم الخمر وإن في المدينة يومئذ لخمسة أشربة ، ما فيها شراب العنب ) يريد بذلك أن الخمر لا يختص بماء العنب .