قوله : باب قوله لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم سقط " باب قوله " لغير أبي ذر ، وقد تعلق بهذا النهي من كره السؤال عما لم يقع ، وقد أسنده الدارمي في مقدمة كتابه عن جماعة من الصحابة والتابعين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : اعتقد قوم من الغافلين منع أسئلة النوازل حتى تقع تعلقا بهذه الآية ، وليس كذلك ، لأنها مصرحة بأن المنهي عنه ما تقع المساءة في جوابه ، ومسائل النوازل ليست كذلك . وهو كما قال ، إلا أنه أساء في قوله الغافلين على عادته كما نبه عليه القرطبي . وقد روى مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=890449أعظم المسلمين بالمسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته وهذا يبين المراد من الآية ، ليس مما أشار إليه nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي في شيء .
قوله : ( حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن ) أي ابن حبيب بن علياء بن حبيب بن الجارود العبدي البصري الجارودي نسبة إلى جده الأعلى ، وهو ثقة ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا هـذا الحديث وآخر في كفارات الأيمان ، وأبوه ما له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ذكر إلا في هذا الموضع ، ولا رأيت عنه راويا إلا ولده ، وحديثه هذا في المتابعات ، فإن المصنف أورده في الاعتصام من رواية غيره كما سأبينه .
( تنبيه ) :
وقع في كلام أبي علي الغساني فيما حكاه الكرماني أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري روى هذا الحديث عن محمد غير منسوب عن منذر هذا وأن محمدا المذكور هو ابن يحيى الذهلي ، ولم أر ذلك في شيء من الروايات التي عندنا من nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وأظنه وقع في بعض النسخ " حدثنا محمد " غير منسوب والمراد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري المصنف والقائل ذلك الراوي عنه وظنوه شيخا nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري ، وليس كذلك ، والله أعلم .
قوله : ( عن أنس ) في رواية روح بن عبادة عن شعبة في الاعتصام " أخبرني موسى قال سمعت أنس بن مالك يقول " .
قوله : ( لهم حنين ) بالحاء المهملة للأكثر ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني بالخاء المعجمة ، والأول الصوت الذي يرتفع بالبكاء من الصدر ، والثاني من الأنف . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الحنين بكاء دون الانتحاب ، وقد يجعلون الحنين والخنين واحدا إلا أن الحنين من الصدر أي المهملة والخنين من الأنف بالمعجمة . وقال عياض >[1]
قوله : ( فقال رجل : من أبي ؟ قال : أبوك فلان ) تقدم في العلم أنه nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة . وفي رواية للعسكري " نزلت في قيس بن حذافة " وفي رواية للإسماعيلي يأتي التنبيه عليها في كتاب الفتن " خارجة بن حذافة " والأول أشهر ، وكلهم له صحبة ، وتقدم فيه أيضا زيادة من حديث أبي موسى وأحلت بشرحه على كتاب الاعتصام ، وسيأتي إن شاء الله تعالى ، فاقتصر هنا على بيان الاختلاف في سبب نزول الآية .
قوله : ( فنزلت هذه الآية ) هكذا أطلق ولم يقع ذلك في سياق الزهري عن أنس مع أنه أشبع سياقا من رواية موسى بن أنس كما تقدم في أوائل المواقيت ، ولذا لم يذكر ذلك هلال بن علي عن أنس كما سيأتي في كتاب الرقاق . ووقع في الفتن من طريق قتادة عن أنس في آخر هذا الحديث بعد أن ساقه مطولا قال " فكان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء وروى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن قتادة عن أنس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=890452سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه بالمسألة ، فصعد المنبر فقال : لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به ، فجعلت ألتفت عن يمين وشمال فإذا كل رجل لاف ثوبه برأسه يبكي الحديث ، وفيه قصة nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة ، وقول عمر روى الطبري من طريق أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=890453خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضبان ، محمار وجهه حتى جلس على المنبر ، فقام إليه رجل فقال : أين أنا قال : في النار . فقام آخر فقال : من أبي ؟ فقال : حذافة . فقام عمر - فذكر كلامه وزاد فيه - وبالقرآن إماما ، قال فسكن غضبه ونزلت هذه الآية وهذا شاهد جيد لحديث موسى بن أنس المذكور . وأما ما روى الترمذي من حديث علي قال nindex.php?page=hadith&LINKID=890454لما نزلت ولله على الناس حج البيت قالوا : يا رسول الله في كل عام ؟ فسكت . ثم قالوا : يا رسول الله في كل عام ؟ فقال : لا ، ولو قلت : نعم لوجبت . فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا فهذا لا ينافي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة لاحتمال أن تكون نزلت في الأمرين ، ولعل مراجعتهم له في ذلك هي سبب غضبه . وقد روى أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري من حديث أبي أمامة نحو حديث علي هذا ، وكذا أخرجه من وجه ضعيف ومن آخر منقطع عن ابن عباس ، وجاء في سبب نزولها قول ثالث وهو ما يدل عليه حديث ابن عباس في الباب عقب هذا وهو أصح إسنادا ، لكن لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها والله أعلم . وجاء في سبب نزولها قولان آخران ، فأخرج الطبري nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور من طريق خصيف عن مجاهد عن ابن عباس : أن المراد بالأشياء البحيرة والوصيلة والسائبة والحام . قال فكان عكرمة يقول : إنهم كانوا يسألون عن الآيات ، فنهوا عن ذلك . قال : والمراد بالآيات نحو سؤال قريش أن يجعل الصفا لهم ذهبا ، وسؤال اليهود أن ينزل عليهم كتابا من السماء ونحو ذلك . أخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الكريم عن عكرمة قال : نزلت في الذي سأل عن أبيه . وعن سعيد بن جبير في الذين سألوا عن [ ص: 132 ] البحيرة وغيرها ، وعن مقسم فيما سأل الأمم أنبياءها عن الآيات . قلت : وهذا الذي قاله محتمل ، وكذا ما أخرج ابن أبي حاتم من طريق عطية قال " نهوا أن يسألوا مثل ما سأل النصارى من المائدة فأصبحوا بها كافرين " وقد رجحه nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي ، وكأنه من حيث المعنى ; لوقوع قصة المائدة في السورة بعد ذلك ، واستبعد نزولها في قصة من سأل عن أبيه أو عن الحج كل عام ، وهو إغفال منه لما في الصحيح ، ورجح ابن المنير نزولها في النهي عن كثرة المسائل عما كان وعما لم يكن ، واستند إلى كثير مما أورده المصنف في " باب ما يكره من كثرة السؤال " في كتاب الاعتصام وهو متجه ، لكن لا مانع أن تتعدد الأسباب ، وما في الصحيح أصح . وفي الحديث إيثار الستر على المسلمين ، وكراهة التشديد عليهم ، وكراهة التنقيب عما لم يقع ، وتكلف الأجوبة لمن يقصد بذلك التمرن على التفقه ، فالله أعلم . وسيأتي مزيد لذلك في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى .
قوله : ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر ) هو ابن شميل ( nindex.php?page=showalam&ids=15903وروح بن عبادة عن شعبة ) أي بإسناده ، ورواية النضر وصلها مسلم ، ورواية روح بن عبادة وصلها المؤلف في كتاب الاعتصام .