قوله : ( قال ابن عباس : ثم لم تكن فتنتهم : معذرتهم ) وصله ابن أبي حاتم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن عطاء عنه ، وقال معمر عن قتادة فتنتهم مقالتهم ، قال وسمعت من يقول " معذرتهم " أخرجه عبد الرزاق ، وأخرج عبد بن حميد عن يونس عن شيبان عن قتادة في قوله : ثم لم تكن فتنتهم قال معذرتهم .
قوله : ( معروشات ما يعرش من الكرم وغير ذلك ) كذا ثبت لغير أبي ذر ، وقد وصله ابن أبي حاتم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله : وهو الذي أنشأ جنات معروشات قال ما يعرش من الكروم وغير معروشات ما لا يعرش ، وقيل المعروش ما يقوم على ساق ، وغير المعروش ما يبسط على وجه الأرض .
[ ص: 137 ] قوله : ( حمولة : ما يحمل عليها ) وصله ابن أبي حاتم أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : حمولة وفرشا فأما الحمولة فالإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه ، وقال أبو عبيدة الفرش صغار الإبل التي لم تدر ولم يحمل عليها . وقال معمر عن قتادة عن الحسن : الحمولة ما حمل عليه منها ، والفرش حواشيها يعني صغارها . قال قتادة : وكان غير الحسن يقول : الحمولة الإبل والبقر والفرش الغنم ، أحسبه ذكره عن عكرمة أخرجه عبد الرزاق ، وعن ابن مسعود : الحمولة ما حمل من الإبل ، والفرش الصغار أخرجه الطبري وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم .
قوله : ( وللبسنا لشبهنا ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : وللبسنا عليهم ما يلبسون يقول لشبهنا عليهم .
قوله : ( لأنذركم به أهل مكة ) هكذا رأيته في " مستخرج أبي نعيم " في هذا الموضع ، وكذا ثبت عند النسفي ، وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تعالى وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به يعني أهل مكة ، وقوله : ومن بلغ قال ومن بلغه هذا القرآن من الناس فهو له نذير .
قوله : ( وينأون يتباعدون ) وصله ابن أبي حاتم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال يتباعدون ، وكذا قال أبو عبيد وينأون عنه أي يتباعدون عنه ، وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ، وأخرجه من وجه آخر عن ابن عباس : نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين عن أذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويتباعد عما جاء به . وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من هذا الوجه .
قوله : ( تبسل ) تفضح وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : وذكر به أن تبسل نفس يعني أن تفضح . وروى عبد بن حميد من طريق مجاهد ( أن تبسل ) أي تسلم ، ومن طريق قتادة تحبس .
قوله : ( أبسلوا أفضحوا ) كذا فيه من الرباعي وهي لغة ، يقال فضح وأفضح ، وروى ابن أبي حاتم أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا يعني فضحوا ، وقد مضى كما ترى لهذه الكلمة تفسير آخر عن غير ابن عباس ، وأنكر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي هذا التفسير الأول فكأنه لم يعرف أنه عن ابن عباس .
قوله : ( باسطو أيديهم ، البسط الضرب ) وصله ابن أبي حاتم أيضا من هذا الوجه عن ابن عباس في قوله والملائكة باسطو أيديهم قال : هذا عند الموت ، والبسط الضرب . - صلى الله عليه وسلم - ( استكثرتم أضللتم كثيرا ) وصله ابن أبي حاتم أيضا كذلك .
قوله : ( مما ذرأ من الحرث جعلوا لله من ثمراتهم ومالهم نصيبا ، وللشيطان والأوثان نصيبا ) وصله ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس في قوله : وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا الآية قال : جعلوا لله فذكر مثله وزاد " فإن سقط من ثمرة ما جعلوا لله من نصيب الشيطان تركوه ، وإن سقط مما جعلوا للشيطان في نصيب الله لقطوه " وروي عن عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : كانوا يسمون لله جزءا من الحرث ولشركائهم جزءا ، فما ذهبت به الريح مما سموا لله إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا : الله غني عن [ ص: 138 ] هذا ، وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم إلى جزء الله أخذوه . والأنعام التي سمى الله هي البحيرة والسائبة كما تقدم تفسيرها في المائدة ، وقد تقدم في أخبار الجاهلية قول ابن عباس : إن سرك أن تعلم جهل العرب فأشار إلى هذه الآية .
قوله : ( أكنة واحدها كنان ) ثبت هذا لأبي ذر عن المستملي ، وهو قول أبي عبيدة ، قال في قوله تعالى أكنة أن يفقهوه واحدها كنان أي أغطية ، ومثله أعنة وعنان وأسنة وسنان .
قوله : ( سرمدا دائما ) كذا وقع هنا ، وليس هذا في الأنعام وإنما هو في سورة القصص ، قال أبو عبيدة في قوله تعالى قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة سرمدا أي دائما ، قال : وكل شيء لا ينقطع فهو سرمد . وقال الكرماني كأنه ذكره هنا لمناسبة قوله تعالى في هذه السورة ( وجعل الليل سكنا ) .
قوله : ( وقرا صمم ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى وفي آذانهم وقرا أي الثقل والصمم وإن كانوا يسمعون ، لكنهم صم عن الحق والهدى . وقال معمر عن قتادة في قوله : على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا قال : يسمعون بآذانهم ولا يعون منها شيئا كمثل البهيمة تسمع القول ولا تدري ما يقال لها ، وقرأ الجمهور بفتح الواو ، وقرأ طلحة بن مصرف بكسرها .
قوله : ( وأما الوقر ) أي بكسر الواو ( فإنه الحمل ) هو قول أبي عبيدة قاله متصلا بكلامه الذي قبله فقال : الوقر الحمل إذا كسرته . وأفاد الراغب الوقر حمل الحمار ، والوسق حمل الجمل ، والمعنى على قراءة الكسر أن في آذانهم شيئا يسدها عن استماع القول ثقيلا كوقر البعير .
قوله : ( أساطير واحدها أسطورة وإسطارة وهي الترهات ) هو كلام أبي عبيدة أيضا ، قال في قوله إلا أساطير الأولين واحدها أسطورة وإسطارة ومجازها الترهات انتهى . والترهات بضم أوله وتشديد الراء أصلها بنيات الطريق ، وقيل إن تاءها منقلبة من واو وأصلها الوره وهو الحمق .
قوله : ( البأساء من البأس ويكون من البؤس ) هو معنى كلام أبي عبيدة ، قال في قوله تعالى فأخذناهم بالبأساء هي البأس من الخير والشر ، والبؤس انتهى . والبأس الشدة والبؤس الفقر ، وقيل البأس القتل والبؤس الضر .
قوله : ( الصور جماعة صورة كقولك سورة وسور ) بالصاد أولا وبالسين ثانيا كذا للجميع إلا في رواية أبي أحمد الجرجاني ففيها كقوله " صورة وصور " بالصاد في الموضعين ، والاختلاف في سكون الواو وفتحها ، قال أبو عبيدة في قوله تعالى ويوم ينفخ في الصور يقال إنها جمع صورة ينفخ فيها روحها فتحيا ، بمنزلة قولهم سور المدينة واحدها سورة ، قال النابغة : 206 ألم تر أن الله أعطاك سورة يرى كل ملك دونها يتذبذب انتهى .
والثابت في الحديث أن الصور قرن ينفخ فيه ، وهو واحد لا اسم جمع ، وحكى الفراء الوجهين [ ص: 139 ] وقال في الأول : فعلى هذا فالمراد النفخ في الموتى ، وذكر الجوهري في الصحاح أن الحسن قرأها بفتح الواو ، وسبق النحاس فقال : ليست بقراءة ، وأثبتها nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء العكبري قراءة في كتابه " إعراب الشواذ " وسيأتي البحث في ذلك في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى .
قوله : ( يقال على الله حسبانه ) أي حسابه ، تقدم هذا في بدء الخلق ، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والشمس والقمر حسبانا قال : يدوران في حساب . وعن الأخفش قال : حسبان جمع حساب مثل شهبان جمع شهاب .
قوله : ( تعالى علا ) وقع في " مستخرج أبي نعيم " تعالى الله علا الله ، وهو في رواية النسفي أيضا .
قوله : ( حسبانا مرامي ورجوما للشياطين ) تقدم الكلام عليه في بدء الخلق .
قوله : ( جن أظلم ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى فلما جن عليه الليل أي غطى عليه وأظلم ، وما جنك من شيء فهو جنان لك أي غطاء .
قوله : ( مستقر في الصلب ومستودع في الرحم ) هكذا وقع هنا ، وقد قال معمر عن قتادة في قوله فمستقر ومستودع قال مستقر في الرحم ومستودع في الصلب ، أخرجه عبد الرزاق . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور من حديث ابن عباس مثله بإسناد صحيح وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وقال أبو عبيدة : مستقر في صلب الأب ومستودع في رحم الأم ، وكذا أخرج عبد بن حميد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية ، وهذا موافق لما عند المصنف مخالف لما تقدم ، وأخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود قال : مستقرها في الدنيا ومستودعها في الآخرة ، nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من حديثه : المستقر الرحم والمستودع الأرض .
( تنبيه ) :
قرأ أبو عمرو وابن كثير ( فمستقر ) بكسر القاف والباقون بفتحها ، وقرأ الجميع ( مستودع ) بفتح الدال إلا رواية عن أبي عمرو فبكسرها .
قوله : ( القنو العذق ، والاثنان قنوان ، والجماعة أيضا مثل صنو وصنوان ) كذا وقع لأبي ذر تكرير صنوان الأولى مجرورة النون والثانية مرفوعة ، وسقطت الثانية لغير أبي ذر . ويوضح المراد كلام أبي عبيدة الذي هو منقول منه ، قال أبو عبيدة في قوله تعالى ومن النخل من طلعها قنوان قال : القنو هو العذق بكسر العين يعني العنقود ، والاثنان قنوان ، والجمع قنوان كلفظ الاثنين ، إلا أن الاثنين مجرورة ونون الجمع يدخله الرفع والنصب والجر ، ولم نجد مثله غير صنو وصنوان والجمع صنوان . وحاصله أن من وقف على قنوان وصنوان وقع الاشتراك اللفظي في إرادة التثنية والجمع ، فإذا وصل ظهر الفرق ، فيقع الإعراب على النون في الجمع دون التثنية فإنها مكسورة النون خاصة ، ويقع الفرق أيضا بانقلاب الألف في التثنية حال الجر والنصب بخلافها في الجمع ، وكذا بحذف نون التثنية في الإضافة بخلاف الجمع .
( تنبيه ) :
قرأ الجمهور ( قنوان ) بكسر القاف ، وقرأ الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج - وهي رواية عن أبي عمرو - بضمها وهي لغة قيس ، وعن أبي عمرو رواية أيضا بفتح القاف ، وخرجها ابن جني على أنها اسم لقنو لا جمع ، وفي الشواذ قراءة أخرى .
قوله : ( ملكوت وملك رهبوت رحموت ، وتقول ترهب خير من أن ترحم ) كذا لأبي ذر ، وفيه [ ص: 140 ] تشويش ، ولغيره ملكوت ملك ، مثل رهبوت خير من رحموت ، وتقول ترهب خير من أن ترحم ، وهذا هو الصواب . فسر معنى ملكوت بملك وأشار إلى أن وزنه رهبوت ورحموت ، ويوضحه كلام أبي عبيدة فإنه قال في قوله تعالى وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض أي ملك السماوات ، خرج مخرج قوله في المثل رهبوت خير من رحموت ، أي رهبة خير من رحمة ، انتهى . وقرأ الجمهور ملكوت بفتح اللام ، وقرأ أبو السماك بسكونها ، وروي عن عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري عن عكرمة قال ملكوت السماوات والأرض ملك السماوات والأرض وهي بالنبطية " ملكوثا " أي بسكون اللام والمثلثة وزيادة ألف ، وعلى هذا فيحتمل أن تكون الكلمة معربة والأولى ما تقدم وأنها مشتقة من ملك ورد مثله في رهبوت وجبروت .
قوله : ( وإن تعدل تقسط لا يقبل منها في ذلك اليوم ) وقع هذا في رواية أبي ذر وحده ، وقد حكاه الطبري واستنكره ، وفسر أبو عبيدة العدل بالتوبة قال : لأن التوبة إنما تنفع في حال الحياة ، والمشهور ما روى معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أي لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل ، فجعله من العدل بمعنى المثل وهو ظاهر أخرجه عبد الرزاق وغيره .
قوله : ( أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين ، يعني هل تشمل إلا على ذكر أو أنثى ، فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا ) كذا وقع لأبي ذر هنا ، ولغيره في أوائل التفاسير وهو أصوب ، وهو إردافه على تفاسير ابن عباس ، فقد وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله ، ووقع عند كثير من الرواة " فلم تحرموا ولم تحللوا " بغير نون فيهما ، وحذف النون بغير ناصب ولا جازم لغة . وقال الفراء قوله : قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين يقول أجاءكم التحريم فيما حرمتم من السائبة والبحيرة والوصيلة والحام من قبل الذكرين أم من الأنثيين ؟ فإن قالوا من قبل الذكر لزم تحريم كل ذكر أو من قبل الأنثى فكذلك ، وإن قالوا من قبل ما اشتمل عليه الرحم لزم تحريم الجميع لأن الرحم لا يشتمل إلا على ذكر أو أنثى ، وقد تقدم في أخبار الجاهلية قول ابن عباس : إن سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ الثلاثين ومائة من سورة الأنعام ، يعني الآيات المذكورة .
قوله : ( مسفوحا مهراقا ) وقع هذا للكشميهني ، وهو تفسير أبي عبيدة في قوله تعالى أو دما مسفوحا أي مهراقا مصبوبا ، ومنه قوله سفح الدمع أي سال .
قوله : ( صدف أعرض ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى ثم هم يصدفون أي يعرضون ، يقال صدف عني بوجهه أي أعرض ، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله : ( يصدفون ) أي يعرضون عنها .
قوله : ( أبلسوا أويسوا ) كذا للكشميهني ، ولغيره أيسوا بغير واو ، قال أبو عبيدة في قوله تعالى فإذا هم مبلسون المبلس الحزين النادم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=15876رؤبة بن العجاج " وفي الوجوه صفرة وإبلاس " أي اكتئاب وحزن ، وقال الفراء : قوله : فإذا هم مبلسون المبلس البائس المنقطع رجاؤه ، وكذلك يقال الذي يسكت عند انقطاع حجته فلا يجيب : قد أبلس ، قال العجاج : يا صاح هل تعرف رسما دارسا قال نعم أعرفه وأبلسا وتفسير المبلس بالحزين بالبائس متقارب .
[ ص: 141 ] وقوله في الآية الأخرى أن تبسل نفس أي ترتهن وتسلم ، قال عوف بن الأحوص "
وإبسالي بني بغير جرم
" وروى معمر عن قتادة في قوله : أن تبسل نفس قال تحبس ، قال قتادة وقال الحسن : أي تسلم أي إلى الهلاك ، أخرجه عبد الرزاق ، وقد تقدم لهذه الكلمة تفسير آخر ، والمعنى متقارب .
قوله : ( استهوته أضلته ) هو تفسير قتادة أخرجه عبد الرزاق ، وقال أبو عبيدة في قوله تعالى كالذي استهوته الشياطين : هو الذي تشبه له الشياطين فيتبعها حتى يهوي في الأرض فيضل .
قوله : ( تمترون تشكون ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى ثم أنتم تمترون أي تشكون . وكذا أخرجه الطبري من طريق أسباط عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
قوله : ( يقال على الله حسبانه ) أي حسابه ، كذا لأبي ذر ، أعاده هنا وقد تقدم قبل .
قوله : باب وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو المفاتح جمع مفتح بكسر الميم الآلة التي يفتح بها ، مثل منجل ومناجل ، وهي لغة قليلة في الآلة ، والمشهور مفتاح بإثبات الألف وجمعه مفاتيح بإثبات الياء ، وقد قرئ بها في الشواذ ، قرأ ابن السميفع ( وعنده مفاتيح الغيب ) وقيل بل هو جمع مفتح بفتح الميم وهو المكان . ويؤيده تفسير nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي فيما رواه الطبري قال : مفاتح الغيب خزائن الغيب ، وجوز الواحدي أنه جمع مفتح بفتح الميم على أنه مصدر بمعنى الفتح ، أي وعنده فتوح الغيب أي يفتح الغيب على من يشاء من عباده ، ولا يخفى بعد هذا التأويل للحديث المذكور في الباب ، وأن مفاتح الغيب لا يعلمها أحد إلا الله سبحانه وتعالى . وروى الطبري من طريق ابن مسعود قال : أعطي نبيكم - صلى الله عليه وسلم - علم كل شيء إلا مفاتح الغيب ، ويطلق المفتاح على ما كان محسوسا مما يحل غلقا كالقفل ، وعلى ما كان معنويا كما جاء في الحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=890460إن من الناس مفاتيح للخير الحديث صححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث أنس ثم ذكر المصنف في الباب حديث ابن عمر " مفاتح الغيب خمس " أورده مختصرا ، وساقه في تفسير سورة لقمان مطولا ، وسيأتي شرحه هناك مستوفى إن شاء الله تعالى .