قوله ( باب قوله حطة ( حدثني إسحاق ) هو ابن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه .
قوله : ( قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله وقولوا حطة قال الحسن : أي احطط عنا خطايانا ، وهذا يليق بقراءة من قرأ حطة بالنصب ، وهي قراءة nindex.php?page=showalam&ids=12356إبراهيم بن أبي عبلة ، وقرأ الجمهور بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف أي مسألتنا حطة ، وقيل أمروا أن يقولوا على هذه الكيفية ، فالرفع على الحكاية ، وهي في محل نصب بالقول ، وإنما منع النصب حركة الحكاية ، وقيل رفعت لتعطي معنى الثبات كقوله سلام ، واختلف في معنى هذه الكلمة فقيل : هي اسم للهيئة من الحط كالجلسة ، وقيل هي التوبة كما قال الشاعر :
فاز بالحطة التي صير الله بها ذنب عبده مغفورا
وقيل لا يدرى معناها ، وإنما تعبدوا بها . وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس وغيره قال : قيل لهم قولوا مغفرة .
قوله : ( فبدلوا ) أي غيروا ، وقوله سبحانه وتعالى فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم التقدير فبدل الذين ظلموا بالذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم ، ويحتمل أن يكون ضمن بدل معنى قال .
قوله : ( فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا : حبة في شعرة ) كذا للأكثر ، وكذا في رواية الحسن المذكورة بفتحتين ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني " في شعيرة " بكسر المهملة وزيادة تحتانية بعدها . والحاصل أنهم خالفوا ما أمروا به من الفعل والقول فإنهم أمروا بالسجود عند انتهائهم شكرا لله تعالى وبقولهم حطة ، فبدلوا السجود بالزحف وقالوا حنطة بدل حطة ، أو قالوا حطة وزادوا فيها حبة في شعيرة . وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن مرة عن ابن مسعود قال [ ص: 155 ] " قالوا هـطى سمقا " وهي بالعربية حنطة حمراء قوية فيها شعيرة سوداء ، ويستنبط منه أن الأقوال المنصوصة إذا تعبد بلفظها لا يجوز تغييرها ولو وافق المعنى . وليست هذه مسألة الرواية بالمعنى بل هي متفرعة منها ، وينبغي أن يكون ذلك قيدا في الجواز ، أعني يزاد في الشرط أن لا يقع التعبد بلفظه ولا بد منه ، ومن أطلق فكلامه محمول عليه