قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم - سورة يونس ) أخر أبو ذر البسملة .
قوله : ( وقال ابن عباس فاختلط فنبت بالماء من كل لون ) وصله ابن جرير من طريق آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله : إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض قال : اختلط فنبت بالماء كل لون مما يأكل الناس كالحنطة والشعير وسائر حبوب الأرض .
قوله : قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني كذا ثبت هذا لغير أبي ذر ترجمة خالية من الحديث ، ولم أر في هذه الآية حديثا مسندا ، ولعله أراد أن يخرج فيها طريقا للحديث الذي في التوحيد مما يتعلق بذم من زعم ذلك فبيض له .
قوله : ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم أن لهم قدم صدق عند ربهم محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وقال مجاهد خير ) أما قول nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم فوصله ابن جرير من طريق ابن عيينة عنه بهذا الحديث ، وهو في تفسير ابن عيينة " أخبرت عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم " وأخرج الطبري من طريق الحسن وقتادة قال " محمد - صلى الله عليه وسلم - شفيع لهم " وهذا وصله ابن مردويه من حديث علي ومن حديث أبي سعيد بإسنادين ضعيفين ، وأما قول مجاهد فوصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق قال : خير . وروى ابن جرير من وجه عن مجاهد في قوله : قدم صدق قال : صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم ، ولا تنافي بين القولين . ومن طريق الربيع بن أنس قدم صدق أي ثواب صدق . ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى أن لهم قدم صدق قال سبقت لهم السعادة في الذكر [ ص: 197 ] الأول ، ورجح ابن جرير قول مجاهد ومن تبعه لقول العرب لفلان قدم صدق في كذا أي قدم فيه خير ، أو قدم سوء في كذا أي قدم فيه شر . وجزم أبو عبيدة بأن المراد بالقدم السابقة . وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق أنس عن أبي بن كعب في قوله : قدم صدق قال سلف صدق ، وإسناده حسن .
( تنبيه ) :
ذكر عياض أنه وقع في رواية أبي ذر " وقال مجاهد بن جبير " قال وهو خطأ . قلت لم أره في النسخة التي وقعت لنا من رواية أبي ذر إلا على الصواب كما قدمته ، ذكر ابن التين أنها وقعت كذلك في رواية الشيخ أبي الحسن يعني القابسي ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد بن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة ، لكن المراد هنا أنه فسر القدم بالخير ولو كان وقع بزيادة ابن مع التصحيف لكان عاريا عن ذكر القول المنسوب لمجاهد في تفسير القدم .
قوله : ( يقال تلك آيات يعني هذه أعلام القرآن ومثله حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم المعنى بكم ) هذا وقع لغير أبي ذر ، وسيأتي للجميع في التوحيد . وقائل ذلك هو أبو عبيدة بن المثنى ، وفي تفسير nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي آيات الكتاب الأعلام ، والجامع بينهما أن في كل منهما صرف الخطاب عن الغيبة إلى الحضور وعكسه .
قوله : ( دعواهم دعاؤهم ) هو قول أبي عبيدة ، قاله في معنى قوله : دعواهم فيها سبحانك اللهم وروى الطبري من طريق الثوري قال في قوله دعواهم فيها قال : إذا أرادوا الشيء قالوا اللهم فيأتيهم ما دعوا به ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : أخبرت ، فذكر نحوه وسياقه أتم ، وكل هذا يؤيد أن معنى ( دعواهم ) دعاؤهم لأن اللهم معناها يا الله أو معنى الدعوى العبادة أي كلامهم في الجنة هذا اللفظ بعينه .
قوله : ( أحيط بهم دنوا من الهلكة ، أحاطت به خطيئته ) قال أبو عبيدة في قوله : وظنوا أنهم أحيط بهم أي دنوا للهلكة ، يقال قد أحيط به أي إنه لهالك انتهى . وكأنه من إحاطة العدو بالقوم ، فإن ذلك يكون سببا للهلاك غالبا لجعله كناية عنه ، ولها أردفه المصنف بقوله : وأحاطت به خطيئته إشارة إلى ذلك .
قوله : للذين أحسنوا الحسنى مثلها حسنى وزيادة مغفرة ورضوان هو قول مجاهد ، وصله الفريابي وعبد وغيرهما من طريق ابن أبي نجيح عنه .
قوله : ( وقال غيره النظر إلى وجهه ) ثبت هذا لأبي ذر nindex.php?page=showalam&ids=11925وأبي الوقت خاصة ، والمراد بالغير هنا فيما أظن قتادة ، فقد أخرج الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة عنه قال : الحسنى هي الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الرحمن ، وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة . الحسنى الجنة ، والزيادة فيما بلغنا النظر إلى وجه الله . nindex.php?page=showalam&ids=16000ولسعيد بن منصور من طريق عبد الرحمن بن سابط مثله موقوفا أيضا . ولعبد بن حميد عن الحسن مثله . وله عن عكرمة [ ص: 198 ] قال للذين أحسنوا قالوا لا إله إلا الله ، الحسنى الجنة ، وزيادة : النظر إلى وجه الله الكريم . وقد ورد ذلك في حديث مرفوع أخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=890547إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا إن لكم عند الله وعدا فيقولون ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة ؟ قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم منه ثم قرأ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال الترمذي : إنما أسنده حماد بن سلمة ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى . قلت : وكذا قال معمر ، أخرجه عبد الرزاق عنه ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد عن ثابت أخرجه الطبري ، وأخرجه أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري نحوه موقوفا عليه ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة مرفوعا قال : الزيادة النظر إلى وجه الرب ، ولكن في إسناده ضعفا ، ومن تحديث حذيفة موقوفا مثله ، ومن طريق أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن أبي سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق مثله وصله قيس بن الربيع وإسرائيل عنه ، ووقفه سفيان وشعبة وشريك على عامر بن سعد . وجاء في تفسير الزيادة أقوال أخر : منها قول علقمة والحسن إن الزيادة التضعيف ، ومنها قول علي : إن الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب أخرج جميع ذلك الطبري ، وأخرج عبد بن حميد رواية حذيفة ورواية أبي بكر من طريق إسرائيل أيضا ، وأشار الطبري إلى أنه لا تعارض بين هذه الأقوال لأن الزيادة تحتمل كلا منها ، والله أعلم .
قوله : ( الكبرياء الملك ) هو قول مجاهد وصله عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عنه ، وقال الفراء قوله وتكون لكما الكبرياء في الأرض لأن النبي إذا صدق صارت مقاليد أمته وملكهم إليه .
قوله : ( فاتبعهم وأتبعهم واحد ) يعني بهمزة القطع والتشديد ، وبالثاني قرأ الحسن ، وقال أبو عبيدة : فأتبعهم مثل تبعهم بمعنى واحد ، وهو كردفته وأردفته بمعنى ، وعن الأصمعي : المهموز بمعنى أدرك ، وغير المهموز بمعنى مضى وراءه أدركه أو لم يدركه ، وقيل اتبعه بالتشديد في الأمر اقتدى به وأتبعه بالهمز تلاه .
قوله : ( عدوا من العدوان ) هو قول أبي عبيدة أيضا ، وهو وما قبله نعتان منصوبان على أنهما مصدران أو على الحال أي باغين متعدين ، ويجوز أن يكونا مفعولين أي لأجل البغي والعدوان ، وقرأ الحسن بتشديد الواو وضم أوله .
قوله : ( ننجيك نلقيك على نجوة من الأرض ، وهو النشز ، المكان المرتفع ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى فاليوم ننجيك ببدنك أي نلقيك على نجوة أي ارتفاع ا هـ ، والنجوة هي الربوة المرتفعة وجمعها نجى بكسر النون [ ص: 199 ] والقصر ، وليس قوله ننجيك من النجاة بمعنى السلامة ، وقد قيل هو بمعناها والمراد مما وقع فيه قومك من قعر البحر ، وقيل هو >[1] وقد قرأ ابن مسعود وابن السميفع وغيرهما ( ننحيك ) بالتشديد والحاء المهملة أي نلقيك بناحية ، وورد سبب ذلك فيما أخرجه عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي السليل عن قيس بن عباد أو غيره قال : قال بنو إسرائيل لم يمت فرعون فأخرجه الله إليهم ينظرون إليه كالثور الأحمر ، وهذا موقوف رجاله ثقات . وعن معمر عن قتادة قال : لما أغرق الله فرعون لم يصدق طائفة من الناس بذلك فأخرجه الله ليكون لهم عظة وآية . وروى ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال : فلما خرج موسى وأصحابه قال من تخلف من قوم فرعون : ما غرق فرعون وقومه ، ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون . فأوحى الله إلى البحر أن الفظ فرعون عريانا ، فلفظه عريانا أصلع أخنس قصيرا ، فهو قوله : فاليوم ننجيك ببدنك ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ( ببدنك ) قال بجسدك . ومن طريق أبي صخر المدني قال : البدن الدرع الذي كان عليه . ثم ذكر المصنف حديث ابن عباس في صيام عاشوراء وقد تقدم شرحه في الصيام ، ومناسبته للترجمة قوله في بعض طرقه : nindex.php?page=hadith&LINKID=890548ذاك يوم نجي فيه موسى وأغرق فرعون .