قوله : وإلى مدين أي لأهل مدين ، لأن مدين بلد ومثله واسأل القرية . . والعير أي أهل القرية وأصحاب العير ، قال أبو عبيدة في قوله تعالى : وإلى مدين أخاهم شعيبا مدين لا ينصرف لأنه اسم بلد مؤنث ، ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير ، أي إلى أهل مدين ، ومثله واسأل القرية أي أهل القرية والعير أي من في العير .
قوله : ( وراءكم ظهريا يقول لم يتلفتوا إليه ، ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته ظهرت لحاجتي إلخ ) ثبت هذا للكشميهني وحده ، وقد تقدم شرحه في ترجمة شعيب - عليه السلام - من أحاديث الأنبياء .
[ ص: 204 ] قوله : ( أراذلنا سقاطنا ) بضم المهملة وتشديد القاف ، والأراذل جمع أرذال إما على بابه كما جاء nindex.php?page=hadith&LINKID=890549أحاسنكم أخلاقا أو جرى مجرى الأسماء كالأبطح ، وقيل أراذل جمع أرذل بضم الذال وهو جمع رذل مثل كلب وأكلب وأكالب .
قوله : ( إجرامي مصدر أجرمت ، وبعضهم يقول جرمت ) هو كلام أبي عبيدة وأنشد :
طريد عشيرة ورهين ذنب بما جرمت يدي وجنى لساني
وجرمت بمعنى كسبت ، وقد تقدم قريبا .
قوله : ( الفلك والفلك واحد وهي السفينة والسفن ) كذا وقع لبعضهم بضم الفاء فيهما وسكون اللام في الأولى وفتحها في الثانية ، ولآخرين بفتحتين في الأول وبضم ثم سكون في الثانية ، ورجحه ابن التين وقال : الأول واحد والثاني جمع مثل أسد وأسد ، قال عياض : ولبعضهم بضم ثم سكون فيهما جميعا وهو الصواب ، والمراد أن الجمع والواحد بلفظ واحد . وقد ورد ذلك في القرآن فقد قال في الواحد في الفلك المشحون وقال في الجمع حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم والذي في كلام أبي عبيدة الفلك واحد وجمع وهي السفينة والسفن ، وهذا أوضح في المراد .
قوله : ( مجراها مدفعها ، وهو مصدر أجريت ، وأرسيت حبست ويقرأ مجراها من جرت هي ومرسيها من رست ، ومجريها ومرسيها من فعل بها ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى بسم الله مجراها أي مسيرها وهي من جرت بهم ، ومن قرأها بالضم فهو من أجريتها أنا ، ومرساها أي وقفها وهو مصدر أي أرسيتها أنا انتهى . ووقع في بعض الشروح : مجراها موقفها بواو وقاف وفاء وهو تصحيف لم أره في شيء من النسخ . ثم وجدت ابن التين حكاها عن رواية الشيخ أبي الحسن يعني القابسي قال : وليس بصحيح لأنه فاسد المعنى ، والصواب ما في الأصل بدال ثم فاء ثم عين .
( تنبيه ) :
الذي قرأ بضم الميم في مجراها الجمهور ، وقرأ الكوفيون حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص عن عاصم بالفتح ، وأبو بكر عن عاصم كالجمهور ، وقرءوا كلهم في المشهور بالضم في مرساها ، وعن ابن مسعود فتحها أيضا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور بإسناد حسن ، وفي قراءة يحيى بن وثاب مجريها ومرسيها بضم أولهما وكسر الراء والسين أي الله فاعل ذلك .
قوله : ( راسيات ثابتات ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى وقدور راسيات أي ثقال ثابتات عظام ، وكأن المصنف ذكرها استطرادا لما ذكر مرساها .
[ ص: 205 ] قوله : ( باب قوله تعالى ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا الآية ) ذكر فيه حديث ابن عمر في النجوى يوم القيامة ، وسيأتي شرحه في كتاب الأدب .
قوله : ( ويقول الأشهاد واحده شاهد مثل صاحب وأصحاب ) هو كلام أبي عبيدة أيضا واختلف في المراد بهم هنا فقيل الأنبياء وقيل الملائكة أخرجه عبد بن حميد عن مجاهد ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم الأنبياء والملائكة والمؤمنون وهذا أعم ، وعن قتادة فيما أخرجه عبد الرزاق الخلائق وهذا أعم من الجميع . وقوله " حدثنا وقال أبو عبيدة في قوله تعالى واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه أي ما تجبروا وتكبروا عن أمر الله وصدروا عنه .
قوله : ( وقال شيبان عن قتادة حدثنا صفوان ) وصله ابن مردويه من طريق شيبان ، وسيأتي بيان ذلك في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى .