[ ص: 235 ] قوله : ( باب قوله : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال سالم : اليقين الموت ) وصله الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وغيرهما من طريق طارق بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد بهذا ، وأخرجه الطبري من طرق عن مجاهد وقتادة وغيرهما مثله ، واستشهد الطبري لذلك بحديث أم العلاء في قصة عثمان بن مظعون " أما هو فقد جاءه اليقين ، وإني لأرجو له الخير " وقد تقدم في الجنائز مشروحا ، وقد اعترض بعض الشراح على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لكونه لم يخرج هنا هـذا الحديث وقال : كان ذكره أليق من هذا ; قال ولأن اليقين ليس من أسماء الموت . قلت : لا يلزم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ذلك ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي حديث بعجة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=890574خير ما عاش الناس به رجل ممسك بعنان فرسه الحديث ، وفي آخره nindex.php?page=hadith&LINKID=890575حتى يأتيه اليقين ليس هو من الناس إلا في خير فهذا شاهد جيد لقول سالم ، ومنه قوله تعالى وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين وإطلاق اليقين على الموت مجاز ، لأن الموت لا يشك فيه
قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم - سورة النحل ) سقطت البسملة لغير أبي ذر .
قوله : ( روح القدس جبريل ، نزل به الروح الأمين ) أما قوله روح القدس جبريل فأخرجه ابن أبي حاتم بإسناد رجاله ثقات عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، وروى الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي قال : روح القدس جبريل ، وكذا جزم به أبو عبيدة وغير واحد . وأما قوله " نزل به الروح الأمين " فذكره استشهادا لصحة هذا التأويل ، فإن المراد به جبريل اتفاقا ، وكأنه أشار إلى رد ما رواه الضحاك عن ابن عباس قال : روح القدس الاسم الذي كان عيسى يحيي به الموتى ، أخرجه ابن أبي حاتم وإسناده ضعيف .
[ ص: 236 ] قوله : ( وقال ابن عباس : في تقلبهم في اختلافهم ) وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عنه مثله ، ومن طريق سعيد عن قتادة " في تقلبهم " يقول في أسفارهم .
قوله : ( مفرطون منسيون ) وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون قال : منسيون ، ومن طريق سعيد بن جبير قال : مفرطون أي متروكون في النار منسيون فيها . ومن طريق سعيد عن قتادة قال : معجلون . قال الطبري : ذهب قتادة إلى أنه من قولهم أفرطنا فلانا إذا قدموه فهو مفرط ومنه nindex.php?page=hadith&LINKID=890577أنا فرطكم على الحوض قلت وهذا كله على قراءة الجمهور بتخفيف الراء وفتحها وقرأها نافع بكسرها وهو من الإفراط ، وقرأها أبو جعفر بن القعقاع بفتح الفاء وتشديد الراء مكسورة أي مقصرون في أداء الواجب مبالغون في الإساءة .
قوله : ( في ضيق يقال أمر ضيق وأمر ضيق مثل هين وهين ولين ولين وميت وميت ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى ولا تك في ضيق بفتح أوله وتخفيف ضيق كميت وهين ولين فإذا خففتها قلت ميت وهين ولين فإذا كسرت أوله فهو مصدر ضيق انتهى . وقرأ ابن كثير هنا وفي النمل بالكسر والباقون بالفتح ، فقيل على لغتين ، وقيل المفتوح مخفف من ضيق أي في أمر ضيق . واعترضه الفارسي بأن الصفة غير خاصة بالموصوف فلا يدعى الحذف .
قوله : ( قال ابن عباس : تتفيأ ظلاله تتهيأ ) كذا فيه والصواب تتميل ، وقد تقدم بيانه في كتاب الصلاة .
قوله : ( سبل ربك ذللا لا يتوعر عليها مكان سلكته ) رواه الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله ، ويتوعر بالعين المهملة ، وذللا حال في السبل أي ذللها الله لها ، وهو جمع ذلول قال تعالى جعل لكم الأرض ذلولا ومن طريق قتادة من قوله تعالى ( ذللا ) أي مطيعة ، وعلى هذا فقوله ذللا حال من فاعل اسلكي ، وانتصاب سبل على الظرفية أو على أنه مفعول به .
قوله : ( القانت المطيع ) سيأتي في آخر السورة ،
قوله : ( وقال غيره فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم هذا مقدم ومؤخر ، وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة ) المراد بالغير أبو عبيدة ، فإن هذا كلامه بعينه ، وقرره غيره فقال إذا وصله بين الكلامين ، والتقدير فإذا أخذت في القراءة فاستعذ ، وقيل هو على أصله لكن فيه إضمارا ، أي إذا أردت القراءة لأن الفعل يوجد عند القصد من غير فاصل ، وقد أخذ بظاهر الآية ابن سيرين ، ونقل عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وعن مالك وهو مذهب حمزة الزيات فكانوا يستعيذون بعد القراءة ، وبه قال داود الظاهري .
قوله : ( ومعناها ) أي معنى الاستعاذة ( الاعتصام بالله ) هو قول أبي عبيدة أيضا .
[ ص: 237 ] قوله : ( وقال ابن عباس تسيمون ترعون ) روى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى ومنه شجر فيه تسيمون قال : ترعون فيه أنعامكم ، ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : تسيمون أي ترعون ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة مولى ابن عباس مثله ، وقال أبو عبيدة ، أسمت الإبل رعيتها ، وسامت هي رعت .
قوله : ( شاكلته ناحيته ) كذا وقع هنا وإنما هو في السورة التي تليها ، وقد أعاده فيها . ووقع في رواية أبي ذر عن nindex.php?page=showalam&ids=14170الحموي " نيته " بدل ناحيته وسيأتي الكلام عليها هناك .
قوله : ( قصد السبيل البيان ) وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن أبي عباس في قوله : وعلى الله قصد السبيل قال : البيان . ومن طريق العوفي عن ابن عباس مثله وزاد : البيان بيان الضلالة والهدى .
قوله : ( الدفء ما استدفأت به ) قال أبو عبيدة : الدفء ما استدفأت به من أوبارها ومنافع ما سوى ذلك ، وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : لكم فيها دفء قال : الثياب . ومن طريق مجاهد قال : لباس ينسج . ومن طريق قتادة مثله .
قوله : ( تخوف تنقص ) وصله الطبري من طريق ابن أبي نيح عن مجاهد في قوله : أو يأخذهم على تخوف قال : على تنقص . وروي بإسناد فيه مجهول عن عمر أنه سأل عن ذلك فلم يجب . فقال عمر : ما رأى إلا أنه على ما ينتقصون من معاصي الله ، قال فخرج رجل فلقي أعرابيا فقال : ما فعل فلان ؟ قال تخوفته - أي تنقصته - فرجع فأخبر عمر ، فأعجبه " وفي شعر أبي كثير الهذلي ما يشهد له . وروى ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس على تخوف قال : على تنقص من أعمالهم ، وقيل التخوف تفعل من الخوف .
قوله : ( الأنعام لعبرة ، هي تؤنث وتذكر ، وكذلك النعم الأنعام جماعة النعم ) قال أبو عبيدة في قوله وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه : فذكر وأنث ، فقيل الأنعام تذكر وتؤنث ، وقيل المعنى على النعم فهي تذكر وتؤنث ، والعرب تظهر الشيء ثم تخبر عنه بما هو منه بسبب وإن لم يظهره كقول الشاعر :
قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة وللسبع أولى من ثلاث وأطيب
أي ثلاثة أحياء ، ثم قال " من ثلاث " أي قبائل انتهى . وأنكر الفراء تأنيث النعم وقال : إنما يقال : هذا نعم ، ويجمع على نعمان بضم أوله مثل حمل وحملان .
قوله : ( أكنانا واحدها كن ، مثل حمل وأحمال ) هو تفسير أبي عبيدة ، وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله : ( أكنانا ) قال : غيرانا من الجبال يسكن فيها .
قوله : ( بشق يعني المشقة ) قال أبو عبيدة في قوله : لم تكونوا بالغيه إلا بشق أي بمشقة الأنفس . وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : إلا بشق الأنفس قال : المشقة عليكم ، ومن طريق سعيد عن قتادة إلا بشق الأنفس إلا بجهد الأنفس .
[ ص: 238 ] ( تنبيه ) : قرأ الجمهور بكسر الشين من شق ، وقرأها أبو جعفر بن القعقاع بفتحها ، قال أبو عبيدة : هما بمعنى ، وأنشد :
وذو إبل تسعى ويحبسها له أخو نصب من شقها وذءوب
قال الأثرم صاحب أبي عبيدة : سمعته بالكسر والفتح ، وقال الفراء : معناهما مختلف ، فبالكسر معناه ذابت حتى صارت على نصف ما كانت وبالفتح المشقة انتهى . وكلام أهل التفسير يساعد الأول .
قوله : ( دخلا بينكم ، كل شيء لم يصح فهو دخل ) هو قول أبي عبيدة أيضا ، وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال ( دخلا ) خيانة ، وقيل الدخل الداخل في الشيء ليس منه .
قوله : ( وقال ابن عباس : حفدة من ولد الرجل ) وصله الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : بنين وحفدة قال : الولد وولد الولد ، وإسناده صحيح . وفيه عن ابن عباس قول آخر أخرجه من طريق العوفي عنه قال : هم بنو امرأة الرجل . وفيه عنه قول ثالث أخرجه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الحفدة والأصهار . ومن طريق عكرمة عن ابن عباس قال : الأختان . وأخرج هذا الأخير عن ابن مسعود بإسناد صحيح ، ومن طريق أبي الضحى وإبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير وغيرهم مثله ، وصحح nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم حديث ابن مسعود . وفيه قول رابع عن ابن عباس أخرجه الطبري من طريق أبي حمزة عنه قال : من أعانك فقد حفدك . ومن طريق عكرمة قال : الحفدة الخدام . ومن طريق الحسن قال : الحفدة البنون وبنو البنين ، ومن أعانك من أهل أو خادم فقد حفدك . وهذا أجمع الأقوال ، وبه تجتمع ، وأشار إلى ذلك الطبري . وأصل الحفد مداركة الخطو والإسراع في المشي ، فأطلق على من يسعى في خدمة الشخص ذلك .
قوله : ( السكر ما حرم من ثمرتها ، والرزق الحسن ما أحل ) وصله الطبري بأسانيد من طريق عمرو بن سفيان عن ابن عباس مثله وإسناده صحيح ، وهو عند أبي داود في " الناسخ " وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، ومن طريق سعيد بن جبير عنه قال : الرزق الحسن الحلال ، والسكر الحرام ، ومن طريق سعيد بن جبير ومجاهد مثله وزاد أن ذلك كان قبل تحريم الخمر ، وهو كذلك لأن سورة النحل مكية . ومن طريق قتادة : السكر خمر الأعاجم . ومن طريق الشعبي وقيل له في قوله : تتخذون منه سكرا أهو هذا الذي تصنع النبط ؟ قال لا ، هذا خمر ، وإنما السكر نقيع الزبيب ، والرزق الحسن التمر والعنب . واختار الطبري هذا القول وانتصر له .
قوله : ( وقال ابن عيينة عن صدقة ( أنكاثا ) هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته ) وصله ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن عمر العدني ، nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي كلاهما عن ابن عيينة عن صدقة عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : كانت بمكة امرأة تسمى خرقاء ، فذكر مثله . وفي " تفسير مقاتل " أن اسمها بطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13898البلاذري أنها والدة أسد " بن عبد العزى بن قصي ، وأنها بنت سعد بن تميم بن مرة . وفي " غرر التبيان " أنها كانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النهار ثم تأمرهن بنقض ذلك ، هذا دأبها لا تكف عن الغزل ولا تبقي ما غزلت . وروى الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن عبد الله بن كثير مثل رواية صدقة المذكور ، ومن طريق سعيد عن قتادة قال : هو مثل ضربه الله تعالى لمن نكث عهده . وروى ابن مردويه بإسناد ضعيف عن ابن عباس أنها نزلت في أم زفر الآتي ذكرها في كتاب الطب ، والله أعلم . وصدقة هذا لم أر من ذكره في رجال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وقد أقدم الكرماني فقال : صدقة هذا هو ابن الفضل المروزي شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو يروي عن سفيان بن عيينة ، وهنا روى عنه سفيان ، ولا سلف له فيما ادعاه من ذلك ، ويكفي في الرد عليه ما أخرجناه من تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم من رواية صدقة هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، فإن صدقة بن الفضل المروزي ما أدرك nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ولا أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، وكنت أظن أن صدقة هذا هو ابن أبي عمران قاضي الأهواز لأن nindex.php?page=showalam&ids=16008لابن عيينة عنه رواية ، إلى أن رأيت في " تاريخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " صدقة أبو الهذيل ، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قوله روى عنه ابن عيينة ، وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " الثقات " من غير زيادة ، وكذا ابن أبي حاتم عن أبيه لكن قال : صدقة بن عبد الله بن كثير القارئ صاحب مجاهد ، فظهر أنه غير ابن أبي عمران ، ووضح أنه من رجال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تعليقا ، فيستدرك على من صنف في رجاله فإن الجميع أغفلوه ، والله أعلم .
قوله : ( وقال ابن مسعود : الأمة معلم الخير ; والقانت المطيع ) وصله الفريابي وعبد الرزاق وأبو عبيد الله في " المواعظ " nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم كلهم من طريق الشعبي عن مسروق عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال : " قرئت عنده هذه الآية إن إبراهيم كان أمة قانتا لله فقال ابن مسعود : إن معاذا كان أمة قانتا لله ، فسئل عن ذلك فقال : هل تدرون ما الأمة ؟ الأمة الذي يعلم الناس الخير ، والقانت الذي يطيع الله ورسوله " .
قوله : باب قوله تعالى : ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ذكر فيه حديث أنس في الدعاء بالاستعاذة من ذلك وغيره ، وسيأتي شرحه في الدعوات
شعيب الراوي عن أنس هو ابن الحبحاب بمهملتين وموحدتين ، وروى ابن أبي حاتم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : أرذل العمر هو الخرف . وروى ابن مردويه من حديث أنس أنه مائة سنة .