قوله : باب قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ذكر فيه حديث مصعب بن سعد " سألت أبي - يعني nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص - عن هذه الآية " وهذا الحديث رواه جماعة من أهل الكوفة عن مصعب بن سعد بألفاظ مختلفة ننبه على ما تيسر منها ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن شعبة بهذا الإسناد عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " سأل رجل أبي " فكأن الراوي نسي اسم السائل فأبهمه ، وقد تبين من رواية غيره أنه مصعب راوي الحديث .
قوله : ( هم الحرورية ) ؟ بفتح المهملة وضم الراء نسبة إلى حروراء وهي القرية التي كان ابتداء خروج الخوارج على علي منها ، ولابن مردويه من طريق حصين بن مصعب " لما خرجت الحرورية قلت لأبي : أهؤلاء [ ص: 279 ] الذين أنزل الله فيهم " ؟ وله من طريق القاسم بن أبي بزة عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن علي في هذه الآية قال : " أظن أن بعضهم الحرورية " nindex.php?page=showalam&ids=14070وللحاكم من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل قال : " قال علي منهم أصحاب النهروان " وذلك قبل أن يخرجوا . وأصله عند عبد الرزاق بلفظ " قام ابن الكواء إلى علي فقال : ما الأخسرين أعمالا ؟ قال : ويلك ، منهم أهل حروراء " ولعل هذا هو السبب في سؤال مصعب أباه عن ذلك ، وليس الذي قاله علي ببعيد ، لأن اللفظ يتناوله وإن كان السبب مخصوصا .
قوله : ( قال : لا هم اليهود والنصارى ) nindex.php?page=showalam&ids=14070وللحاكم " قال : لا ، أولئك أصحاب الصوامع " ولابن أبي حاتم من طريق هلال بن يساف عن مصعب " هم أصحاب الصوامع " وله من طريق أبي خميصة بفتح المعجمة وبالصاد المهملة واسمه عبيد الله بن قيس قال : " هم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري " .
قوله : ( وأما النصارى كفروا بالجنة وقالوا : ليس فيها طعام ولا شراب ) في رواية ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن مرة عن مصعب قال : " هم عباد النصارى قالوا : ليس في الجنة طعام ولا شراب " .
قوله : ( والحرورية الذين ينقضون إلخ ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " والحرورية الذين قال الله : ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل - إلى - الفاسقين قال يزيد : هكذا حفظت . قلت : وهو غلط منه أو ممن حفظه عنه ، وكذا وقع عند ابن مردويه " أولئك هم الفاسقون " والصواب " الخاسرون " ووقع على الصواب كذلك في رواية الحاكم .
قوله : ( وكان سعد يسميهم الفاسقين ) لعل هذا السبب في الغلط المذكور ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070للحاكم " الخوارج قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم " وهذه الآية هي التي آخرها الفاسقين فلعل الاختصار اقتضى ذلك الغلط ، وكأن سعدا ذكر الآيتين معا التي في البقرة والتي في الصف ، وقد روى ابن مردويه من طريق أبي عون عن مصعب قال : " نظر رجل من الخوارج إلى سعد فقال : هذا من أئمة الكفر ، فقال له سعد : كذبت ، أنا قاتلت أئمة الكفر . فقال له آخر : هذا من الأخسرين أعمالا ، فقال له سعد : كذبت ، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم الآية " قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : وجه خسرانهم أنهم تعبدوا على غير أصل ، فابتدعوا ، فخسروا الأعمار والأعمال