قوله : ( سورة طه - بسم الله الرحمن الرحيم ) قال عكرمة والضحاك : بالنبطية أي طه يا رجل ، كذا لأبي ذر والنسفي ، ولغيرهما قال ابن جبير أي سعيد ، فأما قول عكرمة في ذلك فوصله ابن أبي حاتم من رواية حصين بن عبد الرحمن عن عكرمة في قوله طه " أي طه يا رجل " وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله طه : " قال : هو كقولك يا محمد بالحبشية " وأما قول الضحاك فوصله الطبري من طريق قرة بن خالد عن الضحاك بن مزاحم في قوله طه : " قال : يا رجل بالنبطية " وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر قال : قال رجل من بني مازن : ما يخفى علي من القرآن شيء ، فقال له الضحاك : ما طه ؟ قال : اسم من أسماء الله تعالى ، قال : إنما هو بالنبطية يا رجل . وسيأتي الكلام على النبط في سورة الرحمن . وأما قول سعيد بن جبير فرويناه في " الجعديات " للبغوي ، وفي " مصنف ابن أبي شيبة " من طريق سالم الأفطس عنه مثل قول الضحاك ، وزاد الحارث في مسنده من هذا الوجه فيه ابن عباس ، وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وعن قتادة " قالا في قوله طه قال : [ ص: 286 ] يا رجل " وعند عبد بن حميد عن الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء مثله ، ومن طريق الربيع بن أنس قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3503171 " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى قام على رجل ورفع أخرى ، فأنزل الله تعالى طه ، أي طأ الأرض " ولابن مردويه من حديث علي نحوه بزيادة أن ذلك لطول قيام الليل ، وقرأت بخط الصدفي في هامش نسخته : بلغنا nindex.php?page=hadith&LINKID=3503172أن موسى - عليه السلام - حين كلمه الله قام على أطراف أصابعه خوفا ، فقال الله عز وجل طه أي اطمئن . وقال الخليل بن أحمد : من قرأ طه بفتح ثم سكون فمعناه يا رجل ، وقد قيل إنها لغة عك ، ومن قرأ بلفظ الحرفين فمعناه اطمئن أو طأ الأرض . قلت : جاء عن ابن الكلبي أنه لو قيل لعكي يا رجل لم يجب حتى يقال له طه . وقرأ بفتح ثم سكون الحسن وعكرمة ، وهي اختيار ورش ، وقد وجهوها أيضا على أنها فعل أمر من الوطء إما بقلب الهمزة ألفا أو بإبدالها هـاء ، فيوافق ما جاء عن الربيع بن أنس فإنه على قوله يكون قد أبدل الهمزة ألفا ولم يحذفها في الأمر نظرا إلى أصلها ، لكن في قراءة ورش حذف المفعول البتة ، وعلى ما نقل الربيع بن أنس يكون المفعول هو الضمير وهو للأرض ، وإن لم يتقدم لها ذكر لما دل عليه الفعل ، وعلى ما تقدم يكون اسما . وقد قيل إن طه من أسماء السورة كما قيل في غيرها من الحروف المقطعة .
قوله : ( وقال مجاهد ألقى صنع : أزري : ظهري ، فيسحتكم : يهلككم ) تقدم ذلك كله في قصة موسى من أحاديث الأنبياء .
قوله : ( قاعا يعلوه الماء ، والصفصف المستوي من الأرض ) قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة : القاع الصفصف الأرض المستوية ، وقال الفراء : القاع ما انبسط من الأرض ويكون فيه السراب نصف النهار ، والصفصف الأملس الذي لا نبات فيه .
قوله : ( وقال مجاهد : أوزارا أثقالا ) ثبت هذا لأبي ذر ، وهو عند الفريابي من طريقه .
قوله : ( من زينة القوم : الحلي الذي استعاروا من آل فرعون ) وهو الأثقال ، وصله الفريابي أيضا ، وقد تقدم في قصة موسى . وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث علي قال : " عمد السامري إلى ما قدر عليه من الحلي فضربه عجلا ، ثم ألقى القبضة في جوفه فإذا هو عجل له خوار " الحديث ، وفيه " فعمد موسى إلى العجل فوضع عليه المبارد على شفير الماء فما شرب من ذلك أحد ممن كان عبد العجل إلا اصفر وجهه " وروى nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الحديث الطويل الذي يقال له حديث الفتون عن ابن عباس قال : " لما توجه موسى لميقات ربه خطب هارون بني إسرائيل فقال : إنكم خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندكم ودائع وعواري ، وأنا أرى أن نحفر حفيرة ونلقي فيها ما كان عندكم من متاعهم فنحرقه ، وكان السامري من قوم يعبدون البقر وكان من جيران بني إسرائيل فاحتمل معهم فرأى أثرا فأخذ منه قبضة فمر بهارون فقال له : ألا تلقي ما في يدك ؟ فقال : لا ألقيها حتى تدعو الله أن يكون ما أريد ، فدعا له فألقاها فقال : أريد أن يكون عجلا له جوف يخور ، قال ابن عباس : ليس له روح ، كانت الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه فكان الصوت من ذلك ، فتفرق بنو إسرائيل عند ذلك فرقا " الحديث بطوله .
[ ص: 287 ] قوله : ( فقذفتها ألقيتها ، ألقى صنع ، فنسي موسى هم يقولونه أخطأ الرب ، لا يرجع إليهم قولا : العجل ) تقدم كله في قصة موسى .
قوله : ( همسا حس الأقدام ) وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ، وعن قتادة قال : " صوت الأقدام " أخرجه عبد الرزاق ، وعن عكرمة قال : " وطء الأقدام " أخرجه عبد بن حميد ، وقال أبو عبيدة في قوله همسا قال : صوتا خفيا .
قوله ( حشرتني أعمى عن حجتي ، وقد كنت بصيرا في الدنيا ) وصله الفريابي من طريق مجاهد .
قوله : ( وقال ابن عباس بقبس ضلوا الطريق وكانوا شاتين إلخ ) وصله ابن عيينة من طريق عكرمة عنه وفي آخره " آتكم بنار توقدون " ووقع في رواية أبي ذر تدفئون .
قوله : ( وقال ابن عيينة : أمثلهم طريقة أعدلهم ) كذا هو في " تفسير ابن عيينة " وفي رواية للطبري عن سعيد بن جبير " أوفاهم عقلا " وفي أخرى عنه " أعلمهم في أنفسهم " .
قوله : ( وقال ابن عباس : هضما لا يظلم فيهضم من حسناته ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=11948ابن عياش في قوله : فلا يخاف ظلما ولا هـضما قال : لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيئاته ولا يهضم فينقص من حسناته . وعن قتادة عند عبد بن حميد مثله .
قوله : ( عوجا واديا ، ولا أمتا رابية ) وصله ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس ، وقال أبو عبيدة : العوج بكسر أوله ما اعوج من المسايل والأودية ، والأمت الانثناء ، يقال مد حبله حتى ما ترك فيه أمتا .
قوله : ( ضنكا الشقاء ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وللطبري عن عكرمة مثله ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم في قوله معيشة ضنكا قال : رزقا في معصية ، وصحح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا في قوله معيشة ضنكا قال : عذاب القبر ، أورده من وجهين مطولا ومختصرا ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري موقوفا ومرفوعا ، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث ابن مسعود ، ورجح الطبري هذا مستندا إلى قوله في آخر الآيات ولعذاب الآخرة أشد وأبقى وفي تفسير الضنك أقوال أخرى : قيل الضيق وهذا أشهرها ، ويقال إنها كلمة فارسية معناها الضيق وأصلها التنك بمثناة فوقانية بدل الضاد فعربت ، وقيل الحرام ، وقيل الكسب الخبيث .
قوله : ( هوى شقي ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة أيضا .
قوله : ( سيرتها : حالتها الأولى ، وقوله النهى : التقى ، بالوادي المقدس : المبارك ، طوى : اسم الوادي ) تقدم كله في أحاديث الأنبياء .
قوله : ( بملكنا . بأمرنا ، سوى : منصف بينهم ، يبسا : يابسا . على قدر : على موعد ) سقط هذا كله لأبي ذر ، وقد تقدم في قصة موسى أيضا .
قوله : ( يفرط : عقوبة ) قال أبو عبيدة ، في قوله : أن يفرط علينا قال : يقدم علينا بعقوبة ، وكل متقدم أو متعجل فارط .
[ ص: 288 ] قوله : ( ولا تنيا . لا تضعفا ) وصله عبد بن حميد من طريق قتادة مثله ، ومن طريق مجاهد كذلك ، ومن طريق أخرى ضعيفة عن مجاهد عن ابن عباس ، وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ( لا تنيا ) لا تبطئا .
قوله : باب واصطنعتك لنفسي وقع في رواية أبي أحمد الجرجاني " واصطفيتك " وهو تصحيف ، ولعلها ذكرت على سبيل التفسير .
وذكر في الباب حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في محاجة موسى وآدم عليهما السلام وسيأتي شرحه في كتاب القدر .