قوله : سورة النور - بسم الله الرحمن الرحيم ) ( من خلاله ) من بين أضعاف السحاب ، هو قول أبي عبيدة ، ولفظة أضعاف أو بين مزيدة فإن المعنى ظاهر بأحدهما ، وروى الطبري من طريق ابن عباس أنه قرأ ( يخرج من خلله ) قال هارون أحد رواته : فذكرته لأبي عمرو فقال : إنها لحسنة ولكن خلاله أعم .
قوله : ( سنا برقه وهو الضياء ) قال أبو عبيدة في قوله : يكاد سنا برقه مقصور أي ضياء ، والسناء ممدود في الحسب . وروى الطبري من طريق ابن عباس في قوله : يكاد سنا برقه يقول : ضوء برقه . ومن طريق قتادة قال : لمعان البرق .
قوله : ( مذعنين يقال للمستخذي مذعن ) قال أبو عبيدة في قوله : يأتوا إليه مذعنين أي مستخذين ، وهو بالخاء والذال المعجمتين . وروى الطبري من طريق مجاهد في قوله : مذعنين قال : سراعا . وقال الزجاج : الإذعان الإسراع في الطاعة .
قوله : ( أشتاتا وشتى وشتات وشت واحد ) هو قول أبي عبيدة بلفظه ، وقال غيره : أشتات جمع ومفرد .
قوله : ( وقال مجاهد : لواذا خلافا ) وصله الطبري من طريقه ، واللواذ مصدر لاوذت .
قوله : ( وقال سعد بن عياض الثمالي ) بضم المثلثة وتخفيف الميم نسبة إلى ثمالة قبيلة من الأزد ، وهو كوفي تابعي ، ذكر مسلم أن أبا إسحاق تفرد بالرواية عنه ، وزعم بعضهم أن له صحبة ولم يثبت ، وما له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا هـذا الموضع ، وله حديث عن ابن مسعود عند أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، قال ابن سعد : كان قليل الحديث . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : مات غازيا بأرض الروم .
قوله : ( المشكاة الكوة بلسان الحبشة ) وصله ابن شاهين من طريقه ، ووقع لنا بعلو في " فوائد جعفر السراج " وقد روى الطبري من طريق كعب الأحبار قال : المشكاة الكوة والكوة بضم الكاف وبفتحها [ ص: 302 ] وتشديد الواو وهي الطاقة للضوء ، وأما قوله بلسان الحبشة فمضى الكلام فيه في تفسير سورة النساء ، وقال غيره : المشكاة موضع الفتيلة رواه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله : كمشكاة قال : يعني الكوة .
قوله : ( وقال ابن عباس : سورة أنزلناها بيناها ) قال عياض : كذا في النسخ والصواب أنزلناها وفرضناها بيناها ، فبيناها تفسير فرضناها ، ويدل عليه قوله بعد هذا : " ويقال في فرضناها أنزلنا فيها فرائض مختلفة " فإنه يدل على أنه تقدم له تفسير آخر انتهى . وقد روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : وفرضناها يقول بيناها ، وهو يؤيد قول عياض .
قوله : ( وقال غيره : سمي القرآن لجماعة السور ، وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى . فلما قرن بعضها إلى بعض سمي قرآنا ) هو قول أبي عبيدة قاله في أول " المجاز " . وفي رواية أبي جعفر المصادري عنه : سمي القرآن لجماعة السور ، فذكر مثله سواء ، وجوز الكرماني في قراءة هذه اللفظة - وهي الجماعة - وجهين : إما بفتح الجيم وآخرها تاء تأنيث بمعنى الجميع ، وإما بكسر الجيم وآخرها ضمير يعود على القرآن .
قوله : ( وقوله إن علينا جمعه وقرآنه : تأليف بعضه إلى بعض إلخ ) يأتي الكلام عليه في تفسير سورة القيامة إن شاء الله تعالى .
قوله : ويقال ليس لشعره قرآن أي تأليف هو قول أبي عبيدة .
قوله : ( ويقال للمرأة ما قرأت بسلا قط ، أي لم تجمع ولدا في بطنها ) هو قول أبي عبيدة أيضا قاله في " المجاز " رواية أبي جعفر المصادري عنه ، وأنشد قول الشاعر "
هجان اللون لم يقرأ جنينا
" والسلا بفتح المهملة وتخفيف اللام ، وحاصله أن القرآن عنده من قرأ بمعنى جمع ، لا من قرأ بمعنى تلا .
قوله : ( وقال فرضناها أنزلنا فيها فرائض مختلفة ، ومن قرأ فرضناها يقول فرضنا عليكم وعلى من بعدكم ) فيها كذا وقال الفراء : من قرأ فرضناها يقول فرضنا فيها فرائض مختلفة ، وإن شئت فرضناها عليكم وعلى من بعدكم إلى يوم القيامة ، قال : فالتشديد بهذين الوجهين حسن . وقال أبو عبيدة في قوله : فرضناها حددنا فيها الحلال والحرام ، وفرضنا من الفريضة . وفي رواية له ومن خففها جعلها من الفريضة
قوله : ( وقال الشعبي : أولي الإربة من ليس له أرب ) ثبت هذا للنسفي ، وسيأتي بعضه في النكاح ، وقد وصله الطبري من طريق شعبة عن مغيرة عن الشعبي مثله . ومن وجه آخر عنه قال : الذي لم يبلغ أربه أن يطلع على عورة النساء .
قوله : ( وقال طاوس : هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء ) وصله عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه مثله .
قوله ( وقال مجاهد لا يهمه إلا بطنه ولا يخاف على النساء ) أو الطفل الذين لم يظهروا لم يدروا لما بهم من الصغر وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : أو التابعين غير أولي الإربة قال : الذي يريد الطعام ولا يريد النساء ، ومن وجه آخر عنه قال : الذين لا يهمهم إلا بطونهم ولا يخافون على النساء . وفي قوله : أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء قال : لم يدروا ما هـي من الصغر قبل الحلم .
وقوله في أول الباب : " حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف . هو الفريابي وهو شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لكن ربما أدخل بينهما واسطة ، وإسحاق المذكور وقع غير منسوب ولم ينسبه الكلاباذي أيضا ، وعندي أنه إسحاق بن منصور ، وقد بينت ذلك في المقدمة .