قوله : ( عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة ) كذا رواه شعيب ، وتابعه إسحاق بن راشد عن الزهري أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري فقال : " عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب " بدل أبي سلمة ، أخرجه المؤلف في بدء الخلق ، وتابعه معمر عند مسلم وإبراهيم بن سعد وإسماعيل بن أمية عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، ، وهذا من الاختلاف الذي لا يضر ; لأن الزهري من أصحاب الحديث . فالراجح أنه عنده عنهما معا فكان يحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا ، وهذا من جنس الأحاديث التي يتعقبها nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني على الشيخين لكنه لم يذكره فليستدرك عليه . وفي الإسناد نظر من وجه آخر ، وهو على شرط التتبع أيضا ، وذلك أن لفظ رواية nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب " مر عمر في المسجد وحسان ينشد فقال : كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك . ثم التفت إلى nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فقال : أنشدك الله " الحديث . ورواية سعيد لهذه القصة عندهم مرسلة ; لأنه لم يدرك زمن المرور ، ولكن يحمل على أن سعيدا سمع ذلك من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بعد أو من حسان ، أو وقع لحسان استشهاد nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرة أخرى فحضر ذلك سعيد ، ويقويه سياق حديث الباب فإن فيه أن أبا سلمة سمع حسان يستشهد nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، [ ص: 653 ] وأبو سلمة لم يدرك زمن مرور عمر أيضا فإنه أصغر من سعيد ، فدل على تعدد الاستشهاد ، ويجوز أن يكون التفات حسان إلى nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة واستشهاده به إنما وقع متأخرا ; لأن " ثم " لا تدل على الفورية ، والأصل عدم التعدد وغايته أن يكونسعيد أرسل قصة المرور ثم سمع بعد ذلك استشهاد حسان nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة وهو المقصود ; لأنه المرفوع ، وهو موصولا بلا تردد . والله أعلم .
قوله : ( يستشهد ) أي يطلب الشهادة ، والمراد الإخبار بالحكم الشرعي وأطلق عليه الشهادة مبالغة في تقوية الخبر .
قوله : ( أجب عن رسول الله ) في رواية سعيد " أجب عني " فيحتمل أن يكون الذي هنا بالمعنى .
قوله : ( أيده ) أي قوه ، وروح القدس المراد هنا جبريل ، بدليل حديث البراء عند المصنف أيضا بلفظ " وجبريل معك " والمراد بالإجابة الرد على الكفار الذين هجوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وفي الترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن عروة عن عائشة قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=883985 " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينصب لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو الكفار ، وذكر المزي في " الأطراف " أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرجه تعليقا نحوه ، وأتم منه ، لكني لم أره فيه ، قال ابن بطال : ليس في حديث الباب أن حسان أنشد شعرا في المسجد بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في بدء الخلق من طريق سعيد تدل على أن قوله - صلى الله عليه وسلم - لحسان " أجب عني " كان في المسجد ، وأنه أنشد فيه ما أجاب به المشركين .
وقال غيره : يحتمل أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أراد أن الشعر المشتمل على الحق حق ، بدليل دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان على شعره ، وإذا كان حقا جاز في المسجد كسائر الكلام الحق ، ولا يمنع منه كما يمنع من غيره من الكلام الخبيث واللغو الساقط .
قلت : والأول أليق بتصرف nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وبذلك جزم المازري وقال : إنما اختصر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري القصة لاشتهارها ولكونه ذكرها في موضع آخر . انتهى . وأما ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في صحيحه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال nindex.php?page=hadith&LINKID=883986 " نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تناشد الأشعار في المساجد " وإسناده صحيح إلى عمرو - فمن يصحح نسخته يصححه - وفي المعنى عدة أحاديث لكن في أسانيدها مقال فالجمع بينها وبين حديث الباب أن يحمل النهي على تناشد أشعار الجاهلية والمبطلين ، والمأذون فيه ما سلم من ذلك . وقيل : المنهي عنه ما إذا كان التناشد غالبا على المسجد حتى يتشاغل به من فيه . وأبعد أبو عبد الملك البوني فأعمل أحاديث النهي وادعى النسخ في حديث الإذن ولم يوافق على ذلك حكاه ابن التين عنه ، وذكر أيضا أنه طرد هذه الدعوى فيما سيأتي من دخول أصحاب الحراب المسجد وكذا دخول المشرك .