4509 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16202محمد بن عبد الرحيم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17122معلى بن منصور عن nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه أن هذه الآية وتخفي في نفسك ما الله مبديه نزلت في شأن زينب بنت جحش nindex.php?page=showalam&ids=138وزيد بن حارثة
قوله : ( وقال : قتادة : واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة : القرآن والسنة ) وصله ابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة بلفظ : " من آيات الله والحكمة : القرآن والسنة " أورده بصورة اللف والنشر المرتب ، وكذا هو في تفسير عبد الرزاق .
قوله : ( وقال : الليث : حدثني يونس ) وصله الذهلي عن أبي صالح عنه ، وأخرجه ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من رواية ابن وهب عن يونس كذلك .
قوله : ( فلا عليك أن لا تعجلي ) أي فلا بأس عليك في التأني وعدم العجلة حتى تشاوري أبويك .
قوله : ( حتى تستأمري أبويك ) أي تطلبي منهما أن يبينا لك رأيهما في ذلك . ووقع في حديث جابر حتى تستشيري أبويك زاد محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة إني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشيء [ ص: 382 ] حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ، ويستفاد منه أن أم رومان كانت يومئذ موجودة ، فيرد به على من زعم أنها ماتت سنة ست من الهجرة ، فإن التخيير كان في سنة تسع .
قوله : ( قالت : فقلت : ففي أي هذا أستأمر أبوي ) ؟ في رواية محمد بن عمرو " فقلت : فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ، ولا أؤامر أبوي أبا بكر وأم رومان ، فضحك " وفي رواية عمر بن أبي سلمة عن أبيه عند الطبري " ففرح " .
قوله : ( ثم فعل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما فعلت ) في رواية عقيل " ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة " زاد ابن وهب عن يونس في روايته " فلم يكن ذلك طلاقا حين قاله لهن فاخترنه " أخرجه الطبري . وفي رواية محمد بن عمرو المذكورة " ثم استقرى الحجر - يعني حجر أزواجه - فقال : إن عائشة قالت كذا ، فقلن : ونحن نقول مثل ما قالت " . وقوله : " استقرى الحجر " أي تتبع ، والحجر - بضم المهملة وفتح الجيم - جمع حجرة بضم ثم سكون ، والمراد مساكن أزواجه - صلى الله عليه وسلم - وفي حديث جابر المذكور nindex.php?page=hadith&LINKID=890684أن عائشة لما قالت : " بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة " قالت : " يا رسول الله وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت ، فقال : لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها ، إن الله لم يبعثني متعنتا وإنما بعثني معلما ميسرا " . وفي رواية معمر عند مسلم " قال : معمر : فأخبرني أيوب nindex.php?page=hadith&LINKID=890685أن عائشة قالت : لا تخبر نساءك أني اخترتك ، فقال : إن الله أرسلني مبلغا ولم يرسلني متعنتا " وهذا منقطع بين أيوب nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة ، ويشهد لصحته حديث جابر والله أعلم . وفي الحديث ملاطفة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه وحلمه عنهن وصبره على ما كان يصدر منهم من إدلال وغيره مما يبعثه عليهن الغيرة . وفيه فضل عائشة لبداءته بها ، كذا قرره النووي ، لكن روى ابن مردويه من طريق الحسن عن عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=890686أنها طلبت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبا ، فأمر الله نبيه أن يخير نساءه : أما عند الله تردن أم الدنيا ؟ فإن ثبت هذا وكانت هي السبب في التخيير فلعل البداءة بها لذلك ، لكن الحسن لم يسمع من عائشة فهو ضعيف ، وحديث جابر في أن النسوة كن يسألنه النفقة أصح طريقا منه ، وإذا تقرر أن السبب لم يتحد فيها وقدمت في التخيير دل على المراد ، لا سيما مع تقديمه لها أيضا في البداءة بها في الدخول عليها . وفيه أن صغر السن مظنة لنقص الرأي ، قال : العلماء : إنما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة أن تستأمر أبويها خشية أن يحملها صغر السن على اختيار الشق الآخر ، لاحتمال أن لا يكون عندها من الملكة ما يدفع ذلك العارض ، فإذا استشارت أبويها أوضحا لها ما في ذلك من المفسدة وما في مقابله من المصلحة ، ولهذا لما فطنت عائشة لذلك قالت : " قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه " ووقع في رواية عمرة عن عائشة في هذه القصة " وخشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حداثتي " وهذا شاهد للتأويل المذكور ، وفيه منقبة عظيمة nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة وبيان كمال عقلها وصحة رأيها مع صغر سنها ، وأن الغيرة تحمل المرأة الكاملة الرأي والعقل على ارتكاب ما لا يليق بحالها لسؤالها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يخبر أحدا من أزواجه بفعلها ، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - لما علم أن الحامل لها على ذلك ما طبع عليه النساء من الغيرة ومحبة الاستبداد دون ضرائرها لم يسعفها بما طلبت من ذلك .
( تنبيه ) : وقع في النهاية والوسيط التصريح بأن عائشة أرادت أن يختار نساؤه الفراق ، فإن كانا ذكراه فيما فهماه من السياق فذاك وإلا فلم أر في شيء من طرق الحديث التصريح بذلك ، وذكر بعض العلماء أن من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - تخيير أزواجه واستند إلى هذه القصة ، ولا دلالة فيها على الاختصاص . نعم ، ادعى [ ص: 383 ] بعض من قال : إن التخيير طلاق - أنه في حق الأمة ، واختص هو - صلى الله عليه وسلم - بأن ذلك في حقه ليس بطلاق ، وسيأتي مزيد بيان لذلك في كتاب الطلاق إن شاء تعالى . واستدل به بعضهم على ضعف ما جاء أن من الأزواج حينئذ من اختارت الدنيا فتزوجها وهي فاطمة بنت الضحاك لعموم قوله : ثم فعل إلخ .
قوله : ( تابعه موسى بن أعين عن معمر عن الزهري أخبرني أبو سلمة ) يعني عن عائشة ، وصل nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق محمد بن موسى بن أعين حدثنا أبي فذكره .
قوله : ( وقال : عبد الرزاق وأبو سفيان المعمري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ) أما رواية عبد الرزاق فوصلها مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريقه ، وأخرجها أحمد وإسحاق في مسنديهما عنه ، وقصر من قصر تخريجها على ابن ماجه . وأما رواية nindex.php?page=showalam&ids=12029أبي سفيان المعمري فأخرجها الذهلي في الزهريات وتابع معمرا على عروة جعفر بن برقان ، ولعل الحديث كان عند الزهري عنهما فحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا ، وإلى هذا مال الترمذي . وقد رواه عقيل وشعيب عن الزهري عن عائشة بغير واسطة كما قدمته ، والله أعلم .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17122معلى بن منصور ) هو الرازي ، وليس له عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذا الحديث وآخر في البيوع ، وقد قال : في " التاريخ الصغير " : دخلنا عليه سنة عشر . فكأنه لم يكثر عنه ولهذا حدث عنه في هذين الموضعين بواسطة .
قوله : ( حدثنا ثابت ) كذا قال : معلى بن منصور عن حماد ، وتابعه محمد بن أبي بكر المقدمي nindex.php?page=showalam&ids=16272وعارم وغيرهما ، وقال : الصلت بن مسعود وروح بن عبد المؤمن وغيرهما : " عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس " فلعل لحماد فيه إسنادين . وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق سليمان بن أيوب صاحب البصري عن حماد بن زيد بالإسنادين معا .
قوله : ( إن هذه الآية وتخفي في نفسك ما الله مبديه نزلت في شأن زينب بنت جحش nindex.php?page=showalam&ids=138وزيد بن حارثة ) هكذا اقتصر على هذا القدر من هذه القصة ، وقد أخرجه في التوحيد من وجه آخر عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال : جاء nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة يشكو ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=890687اتق الله وأمسك عليك زوجك ، قال : أنس : لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا لكتم هذه الآية قال : " وكانت تفتخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - " الحديث . وأخرجه أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=16862مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد بهذا الإسناد [ ص: 384 ] بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=890688أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزل nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة فجاءه زيد يشكوها إليه ، فقال : له : أمسك عليك زوجك واتق الله ، فنزلت إلى قوله : زوجناكها قال : يعني زينب بنت جحش . وقد أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي فساقها سياقا واضحا حسنا ولفظه " بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش ، وكانت أمها nindex.php?page=showalam&ids=10427أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يزوجها nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجها إياه ، ثم أعلم الله عز وجل نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعد أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر بطلاقها ، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون من الناس ، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله ، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوج امرأة ابنه ، وكان قد تبنى زيدا " . وعنده من طريق علي بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=16600علي بن الحسين بن علي قال : أعلم الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها ، فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له : اتق الله وأمسك عليك زوجك قال : الله : قد أخبرتك أني مزوجكها ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه . وقد أطنب nindex.php?page=showalam&ids=14155الترمذي الحكيم في تحسين هذه الرواية وقال : إنها من جواهر العلم المكنون . وكأنه لم يقف على تفسير nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي الذي أوردته ، وهو أوضح سياقا وأصح إسنادا إليه لضعف nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان . وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=890689جاء nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة فقال : يا رسول الله إن زينب اشتد علي لسانها ، وأنا أريد أن أطلقها ، فقال : له : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، قال : والنبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس . ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها ، والذي أوردته منها هو المعتمد . والحاصل أن الذي كان يخفيه النبي - صلى الله عليه وسلم - هو إخبار الله إياه أنها ستصير زوجته ، والذي كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس تزوج امرأة ابنه ، وأراد الله إبطال ما كان أهل الجاهلية عليه من أحكام التبني بأمر لا أبلغ في الإبطال منه وهو تزوج امرأة الذي يدعى ابنا . ووقوع ذلك من إمام المسلمين ليكون أدعى لقبولهم . وإنما وقع الخبط في تأويل متعلق الخشية والله أعلم ، وقد أخرج الترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة قالت : " لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه - يعني بالإسلام - وأنعمت عليه - بالعتق - أمسك عليك زوجك ) إلى قوله : قدرا مقدورا وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما تزوجها قالوا : تزوج حليلة ابنه ، فأنزل الله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم الآية ، وكان تبناه وهو صغير . قلت : حتى صار رجلا يقال له زيد بن محمد ، فأنزل الله تعالى : ادعوهم لآبائهم - إلى قوله - ومواليكم . قال : الترمذي : روي عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة إلى قوله : " لكتم هذه الآية " ولم يذكر ما بعده . قلت : وهذا القدر أخرجه مسلم كما قال : الترمذي ، وأظن الزائد بعده مدرجا في الخبر ، فإن الراوي له عن داود لم يكن بالحافظ . وقال : nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : إنما قال - عليه الصلاة والسلام - لزيد : أمسك عليك زوجك اختبارا لما عنده من الرغبة فيها أو عنها ، فلما أطلعه زيد على ما عنده منها من النفرة التي نشأت من تعاظمها عليه وبذاءة لسانها أذن له في طلاقها ، وليس في مخالفة متعلق الأمر لمتعلق العلم ما يمنع الأمر به والله أعلم . وروى أحمد ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16034سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=890690لما انقضت عدة زينب قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد : اذكرها علي ، قال : فانطلقت فقلت : يا زينب ، أبشري ، أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك . فقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ، [ ص: 385 ] ونزل القرآن ، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل عليها بغير إذن " وهذا أيضا من أبلغ ما وقع في ذلك ، وهو أن يكون الذي كان زوجها هو الخاطب ، لئلا يظن أحد أن ذلك وقع قهرا بغير رضاه . وفيه أيضا اختبار ما كان عنده منها هل بقي منه شيء أم لا ؟ وفيه استحباب فعل المرأة الاستخارة ودعائها عند الخطبة قبل الإجابة ، وأن من وكل أمره إلى الله عز وجل يسر الله له ما هو الأحظ له والأنفع دنيا وأخرى .