قوله : ( قال : ابن عباس : ترجي : تؤخر ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به .
قوله : ( أرجه : أخره ) هذا من تفسير الأعراف والشعراء ، ذكره هنا استطرادا . وقد وصله ابن أبي حاتم أيضا من طريق عطاء عن ابن عباس قال : في قوله : أرجه وأخاه قال : أخره وأخاه .
قوله : ( حدثنا زكريا بن يحيى ) هو الطائي وقيل : البلخي ، وقد تقدم بيان ذلك في العيدين .
قوله : ( حدثنا أبو أسامة قال : هشام : حدثنا ) هو من تقديم المخبر على الصيغة وهو جائز .
قوله : ( كنت أغار ) كذا وقع بالغين المعجمة من الغيرة ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق محمد بن بشر عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة بلفظ " كانت تعير اللاتي وهبن أنفسهن " بعين مهملة وتشديد .
قوله : ( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) أي ما أرى الله إلا موجدا لما تريد بلا تأخير ، منزلا لما تحب وتختار . وقوله : ترجي من تشاء منهن أي تؤخرهن بغير قسم ، وهذا قول الجمهور ، وأخرجه الطبري عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وأبي رزين وغيرهم ، وأخرج الطبري أيضا عن الشعبي في قوله : ترجي من تشاء منهن قال : كن نساء وهبن أنفسهن للنبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل ببعضهن وأرجأ بعضهن لم ينكحهن ، وهذا شاذ ، والمحفوظ أنه لم يدخل بأحد من الواهبات كما تقدم . وقيل : المراد بقوله : ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء أنه كان هم بطلاق بعضهن ، فقلن له لا تطلقنا واقسم لنا ما شئت ، فكان يقسم لبعضهن قسما مستويا ، وهن اللاتي آواهن ، ويقسم للباقي ما شاء وهن اللاتي أرجأهن . فحاصل ما نقل في تأويل ترجي أقوال : أحدها : تطلق وتمسك ، ثانيها : تعتزل من شئت منهن بغير طلاق وتقسم لغيرها ، ثالثها : تقبل من شئت من الواهبات وترد من شئت . وحديث الباب يؤيد هذا والذي قبله ، واللفظ محتمل للأقوال الثلاثة . وظاهر ما حكته عائشة من استئذانه أنه لم يرج أحدا منهن ، بمعنى أنه لم يعتزل ، وهو قول الزهري : " ما أعلم أنه أرجأ أحدا من نسائه " أخرجه ابن أبي حاتم ، وعن قتادة أطلق له أن يقسم كيف شاء فلم يقسم إلا بالسوية .