[ ص: 654 ] قوله : ( باب أصحاب الحراب في المسجد ) الحراب بكسر المهملة جمع حربة ، والمراد جواز دخولهم فيه ونصال حرابهم مشهورة ، وأظن المصنف أشار إلى تخصيص الحديث السابق في النهي عن المرور في المسجد بالنصل غير مغمود ، والفرق بينهما أن التحفظ في هذه الصورة وهي صورة اللعب بالحراب سهل ، بخلاف مجرد المرور فإنه قد يقع بغتة فلا يتحفظ منه .
قوله في الإسناد ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح ) هو ابن كيسان .
وحكى بعض المالكية عن مالك أن لعبهم كان خارج المسجد وكانت عائشة في المسجد ، وهذا لا يثبت عن مالك فإنه خلاف ما صرح به في طرق هذا الحديث ، وفي بعضها أن عمر أنكر عليهم لعبهم في المسجد فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - " دعهم " . واللعب بالحراب ليس لعبا مجردا بل فيه تدريب الشجعان على مواقع الحروب والاستعداد للعدو . وقال المهلب : المسجد موضوع لأمر جماعة المسلمين ، فما كان من الأعمال يجمع منفعة الدين وأهله جاز فيه .
وفي الحديث جواز النظر إلى اللهو المباح ، وفيه حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - مع أهله وكرم معاشرته ، وفضل عائشة وعظيم محلها عنده . وسيأتي بقية الكلام على فوائده في كتاب العيدين إن شاء الله تعالى .
قوله : ( في باب حجرتي ) عند الأصيلي وكريمة على باب حجرتي .
قوله : ( يسترني بردائه ) يدل على أن ذلك كان بعد نزول الحجاب ، ويدل على جواز نظر المرأة إلى الرجل . وأجاب بعض من منع بأن عائشة كانت إذ ذاك صغيرة ، وفيه نظر لما ذكرنا . وادعى بعضهم النسخ بحديث " أفعمياوان أنتما ؟ " وهو حديث مختلف في صحته . وسيأتي للمسألة مزيد بسط في موضعه إن شاء الله تعالى .
قوله : ( وزاد إبراهيم بن المنذر ) يريد أن إبراهيم رواه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس - وهو ابن يزيد - عن ابن [ ص: 655 ] شهاب كرواية صالح ، لكن عين أن لعبهم كان بحرابهم ، وهو المطابق للترجمة ، وفي ذلك إشارة إلى أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يقصد بالترجمة أصل الحديث لا خصوص السياق الذي يورده ، ولم أقف على طريق يونس من رواية إبراهيم بن المنذر موصولة ، نعم وصلها مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=12752أبي طاهر بن السرح عن ابن وهب ، ووصلها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أيضا من طريق عثمان بن عمر عن يونس وفيه الزيادة .