قوله : ( سورة الزمر - بسم الله الرحمن الرحيم ) سقطت البسملة لغير أبي ذر .
قوله : ( وقال : مجاهد يتقي بوجهه يجر على وجهه في النار ، وهو قوله أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا [ ص: 410 ] يوم القيامة ) وصله تفسيرها الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ " قال : ويقول هي مثل قوله : " أفمن يلقى " إلخ " ومراده بالمثلية أن في كل منهما محذوفا ، وعند الأكثر " يجر " بالجيم وهو الذي في تفسير الفريابي وغيره ، وللأصيلي وحده " يخر " بالخاء المنقوطة من فوق ، وقال : عبد الرزاق أنبأنا ابن عيينة عن بشر بن تميم قال : نزلت في أبي جهل nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ، أفمن يلقى في النار أبو جهل خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة عمار . وذكر الطبري أنه روي عن ابن عباس بإسناد ضعيف قال : ينطلق به إلى النار مكتوفا ثم يرمى به فيها ، فأول ما يمس وجهه النار وذكر أهل العربية أن " من " في قوله : ( أفمن ) موصولة في محل رفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره أهو كمن أمن العذاب .
قوله : ( ذي عوج : لبس ) وصله الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري . أي ليس فيه لبس ، وهو تفسير باللازم لأن الذي فيه لبس يستلزم العوج في المعنى . وأخرج ابن مردويه من وجهين ضعيفين عن ابن عباس في قوله : " غير ذي عوج " قال : ليس بمخلوق .
قوله : ( خولنا أعطينا ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ وإذا خولناه قال : أعطيناه . وقال : أبو عبيدة : كل مال أعطيته فقد خولته . قال : أبو النجم " كوم الذرى من خول المخول " وقال : زهير " هنالك إن يستخولوا المال يخولوا " .
قوله : والذي جاء بالصدق : القرآن ، وصدق به : المؤمن يجيء به يوم القيامة زاد النسفي " يقول هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه " قال : عبد الرزاق عن ابن عيينة عن منصور ، قلت لمجاهد يا أبا الحجاج والذي جاء بالصدق وصدق به قال : هم الذين يأتون بالقرآن فيقول هذا الذي أعطيتمونا قد عملنا بما فيه . ووصله ابن المبارك في " الزهد " عن مسعر عن منصور عن مجاهد في قوله عز وجل والذي جاء بالصدق وصدق به قال : هم الذين يجيئون بالقرآن قد اتبعوه ، أو قال : اتبعوا ما فيه . وأما قتادة فقال : الذي جاء بالصدق النبي . والذي صدق به المؤمنون . أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه . وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : الذي جاء بالصدق لا إله إلا الله ، وصدق به أي صدق بالرسول . ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الذي جاء بالصدق جبريل ، والصدق القرآن ، والذي صدق به محمد صلى الله عليه وسلم . ومن طريق أسيد بن صفوان عن علي : الذي جاء بالصدق محمد ، والذي صدق به أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه . وهذا أخص من الذي قبله . وعن أبي العالية : الذي جاء بالصدق محمد ، وصدق به أبو بكر .
قوله : ( ورجلا سلما لرجل صالحا ) في رواية الكشميهني " خالصا " ، وسقطت للنسفي هذه اللفظة . زاد غير أبي ذر " مثلا لآلهتهم الباطل والإله الحق " وقد وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ولفظه في قوله رجلا سالما لرجل قال : مثل آلهة الباطل ومثل إله الحق ، وسيأتي تفسير آخر قريبا .
قوله : ( وقال : غيره متشاكسون : الرجل الشكس العسر لا يرضى بالإنصاف . ورجلا سلما ويقال سالما : [ ص: 411 ] صالحا ) سقط " وقال : غيره " لأبي ذر فصار كأنه من بقايا كلام مجاهد . وللنسفي " وقال : " بغير ذكر الفاعل ، والصواب ما عند الأكثر ، وهو كلام عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال : الشكس : العسر لا يرضى بالإنصاف ، أخرجه الطبري . وعن أبي عبيدة قال : في قوله تعالى : ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون هو من الرجل الشكس ، ورجلا سالما الرجل سالم وسلم واحد وهو من الصلح .
( تنبيه ) : قرأ ابن كثير وأبو عمرو " سالما " والباقون " سلما " بفتح أوله وفي الشواذ بكسره ، وهما مصدران وصف بهما على سبيل المبالغة أو على أنه واقع موقع اسم الفاعل وهو أولى ليوافق الرواية الأخرى ، وعليه قول أبي عبيدة المذكور أنهما واحد أي بمعنى . وقوله الشكس بكسر الكاف ويجوز إسكانها هو السيئ الخلق ، وقيل من كسر الكاف فتح أوله ومن سكنها كسر وهما بمعنى .
قوله : ( اشمأزت : نفرت ) قال : أبو عبيدة في قوله تعالى وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون : تقول العرب اشمأز قلبي عن فلان أي نفر ، وروى الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : اشمأزت أي نفرت ، ومن طريق مجاهد قال : انقبضت .
قوله : ( بمفازتهم : من الفوز ) قال : أبو عبيدة في قوله : وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم أي بنجاتهم وهو من الفوز ، وروى الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم أي : بفضائلهم .
قوله : ( حافين : أطافوا به مطيفين بحفافيه ) بكسر المهملة وفاءين الأولى خفيفة ، وفي رواية المستملي بجانبيه ، وفي رواية كريمة والأصيلي بجوانبه ، وللنسفي بحافته بجوانبه ، والصواب رواية الأكثر ، وهو كلام أبي عبيدة في قوله وترى الملائكة حافين من حول العرش طافوا به بحفافيه ، ورواية المستملي بالمعنى .
قوله : ( متشابها ليس من الاشتباه ولكن يشبه بعضه بعضا في التصديق ) قال : أبو عبيدة في قوله " متشابها " قال : يصدق بعضه بعضا . وروى الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله : كتابا متشابها قال : يشبه بعضه بعضا ، ويدل بعضه على بعض . ومن طريق سعيد بن جبير نحوه . وقوله : مثاني يجوز أن يكون بيانا لقوله متشابها لأن القصص المتكررة تكون متشابهة ، والمثاني جمع مثنى بمعنى مكرر ، لما أعيد فيه من قصص وغيرها
[ ص: 412 ] قوله : ( أن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخبرهم ، قال : يعلى ) أي : قال : قال : يعلى - و " قال : " تسقط خطا وتثبت لفظا ، ويعلى هذا هو ابن مسلم كما وقع عند مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في هذا الحديث بعينه بلفظ " أخبرني مسلم بن يعلى " >[1] وأخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية حجاج هذا لكن وقع عندهما " عن يعلى " غير منسوب كما وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وزعم بعض الشراح أنه وقع عند أبي داود فيه " يعلى بن حكيم " ولم أر ذلك في شيء من نسخه ، وليس في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من رواية يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سوى حديث واحد وهو من رواية غير nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن يعلى والله أعلم . ويعلى بن مسلم بصري الأصل سكن مكة مشهور بالرواية عن سعيد بن جبير وبرواية nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير عنه ، وقد روى يعلى بن حكيم أيضا عن سعيد بن جبير وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، ولكن ليس هو المراد هنا .
قوله : ( لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس أن السائل عن ذلك هو وحشي بن حرب قاتل حمزة وأنه لما قال : ذلك نزلت إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا الآية فقال : هذا شرط شديد ، فنزلت : " قل يا عبادي " الآية . وروى ابن إسحاق في " السيرة " قال : حدثني نافع عن ابن عمر عن عمر قال : " اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة nindex.php?page=showalam&ids=8861وهشام بن العاص أن نهاجر إلى المدينة " فذكر الحديث في قصتهم ورجوع رفيقه فنزلت قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية قال : فكتبت بها إلى هشام .