قوله : ( سورة " حم " الجاثية . بسم الله الرحمن الرحيم ) كذا لأبي ذر ، ولغيره " الجاثية " حسب .
قوله : ( جاثية : مستوفزين على الركب ) كذا لهم ، وهو قول مجاهد وصله الطبري من طريقه ، وقال : أبو عبيدة [ ص: 438 ] في قوله " جاثية " قال : على الركب . ويقال استوفز في قعدته إذا قعد منتصبا قعودا غير مطمئن .
قوله : ( نستنسخ نكتب ) كذا لأبي ذر ، ولغيره : وقال : مجاهد فذكره . وقد أخرج ابن أبي حاتم معناه عن مجاهد .
قوله : ( ننساكم نترككم ) هو قول أبي عبيدة ، وقد وصله عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله : اليوم ننساكم كما نسيتم قال : اليوم نترككم كما تركتم . وأخرجه ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أيضا ، وهو من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم ، لأن من نسي فقد ترك بغير عكس .
قوله : ( وأنا الدهر ) قال : nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر ، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها ، وإنما الدهر زمان جعل ظرفا لمواقع الأمور . وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر فقالوا : بؤسا للدهر ، وتبا للدهر . وقال : النووي : قوله " أنا الدهر " بالرفع في ضبط الأكثرين والمحققين ، ويقال بالنصب على الظرف أي أنا باق أبدا ، والموافق لقوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=890748إن الله هو الدهر " الرفع وهو مجاز ، وذلك أن العرب كانوا يسبون الدهر عند الحوادث فقال : لا تسبوه فإن فاعلها هو الله ، فكأنه قال : لا تسبوا الفاعل فإنكم إذا سببتموه سببتموني . أو الدهر هنا بمعنى الداهر ، فقد حكى الراغب أن الدهر في قوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=890748إن الله هو الدهر " غير الدهر في قوله " يسب الدهر " قال : والدهر الأول الزمان والثاني المدبر المصرف لما يحدث ، ثم استضعف هذا القول لعدم الدليل عليه . ثم قال : لو كان كذلك لعد الدهر من أسماء الله تعالى انتهى . وكذا قال : محمد بن داود محتجا لما ذهب إليه من أنه بفتح الراء فكان يقول : لو كان بضمها لكان الدهر من أسماء الله تعالى . وتعقب بأن ذلك ليس بلازم ، ولا سيما مع روايته " nindex.php?page=hadith&LINKID=890748فإن الله هو الدهر " قال : nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : يصوب ضم الراء من أوجه : أحدها : أن المضبوط عند المحدثين بالضم . ثانيها : لو كان بالنصب يصير التقدير فأنا الدهر أقلبه ، فلا تكون علة النهي عن سبه مذكورة لأنه تعالى يقلب الخير والشر فلا يستلزم ذلك منع الذم . ثالثها : الرواية التي فيها " nindex.php?page=hadith&LINKID=890748فإن الله هو الدهر " انتهى . وهذه الأخيرة لا تعين الرفع لأن للمخالف أن يقول : التقدير فإن الله هو الدهر يقلب ، فترجع للرواية الأخرى ، وكذا ترك ذكر علة النهي لا يعين الرفع لأنها تعرف من السياق ، أي لا ذنب له فلا تسبوه .
46 - سورة الأحقاف وقال مجاهد : تفيضون : تقولون . وقال بعضهم : أثرة وأثرة وأثارة : بقية من علم . وقال ابن عباس بدعا من الرسل [ ص: 439 ] لست بأول الرسل وقال غيره ( أرأيتم هذه الألف إنما هي توعد ، إن صح ما تدعون لا يستحق أن يعبد وليس قوله ( أرأيتم برؤية العين ، إنما هو : أتعلمون أبلغكم أن ما تدعون من دون الله خلقوا شيئا؟! .