قوله : ( سورة الحجرات . بسم الله الرحمن الرحيم ) كذا لأبي ذر ، واقتصر غيره على الحجرات حسب . والحجرات بضمتين جمع حجرة بسكون الجيم والمراد بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قوله : ( وقال مجاهد : لا تقدموا : لا تفتاتوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يقضي الله على لسانه ) [ ص: 454 ] وصله عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ، ورويناه في كتاب " ذم الكلام " من هذا الوجه .
( تنبيه ) : ضبط أبو الحجاج البناسي " تقدموا " بفتح القاف والدال وهي قراءة ابن عباس وقراءة يعقوب الحضرمي وهي التي ينطبق عليها هذا التفسير ، وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون لو أنزل في كذا فأنزلها الله ، قال : وقال الحسن : هم ناس من المسلمين ذبحوا قبل الصلاة يوم النحر فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإعادة .
قوله : ( امتحن : أخلص ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه بلفظه ، وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : أخلص الله قلوبهم فيما أحب .
قوله : ( ولا تنابزوا : يدعى بالكفر بعد الإسلام ) وصله الفريابي عن مجاهد بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=890768لا يدعو الرجل بالكفر وهو مسلم " وقال : عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله : ولا تلمزوا أنفسكم قال : لا يطعن بعضكم على بعض ولا تنابزوا بالألقاب قال : لا تقل لأخيك المسلم : يا فاسق يا منافق . وعن الحسن قال : كان اليهودي يسلم فيقال له يا يهودي . فنهوا عن ذلك . nindex.php?page=showalam&ids=16935وللطبري من طريق عكرمة نحوه . وروى أحمد وأبو داود من طريق الشعبي حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال : " فينا نزلت ولا تنابزوا بالألقاب قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وليس فينا رجل إلا وله لقبان أو ثلاثة ، فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا : إنه يغضب منه ، فنزلت " .
قوله : ( يلتكم : ينقصكم ، ألتنا نقصنا ) وصله الفريابي عن مجاهد بلفظه ، وبه في قوله : وما ألتناهم من عملهم من شيء قال : ما نقصنا الآباء للأبناء .
( تنبيه ) : هذا الثاني من سورة الطور ذكره هنا استطرادا ، وإنما يتناسب ألتنا مع الآية الأخرى على قراءة أبي عمرو هنا فإنه قرأ " لا يألتكم " بزيادة همزة ، والباقون بحذفها ، وهو من لات يليت قاله أبو عبيدة ، قال : وقال : رؤبة :
وليلة ذات ندى سريت ولم يلتني عن سراها ليت
وتقول العرب : ألاتني حقي وألاتني عن حاجتي أي صرفني . وأما قوله : وما ألتناهم فهو من ألت يألت أي نقص .
قوله : ( تشعرون تعلمون ومنه الشاعر ) هو كلام أبي عبيدة .
قوله : ( حدثنا يسرة ) بفتح الياء الأخيرة والمهملة وجده جميل بالجيم وزن عظيم nindex.php?page=showalam&ids=17194ونافع بن عمر هو الجمحي المكي ، وليس هو نافع مولى ابن عمر ، ونبه الكرماني هنا على شيء لا يتخيله من له أدنى إلمام بالحديث والرجال فقال : ليس هذا الحديث ثلاثيا لأن nindex.php?page=showalam&ids=12531عبد الله بن أبي مليكة تابعي .
قوله : ( كاد الخيران ) كذا للجميع بالمعجمة بعدها تحتانية ثقيلة وحكى بعض الشراح رواية بالمهملة وسكون الموحدة .
( يهلكان ) كذا لأبي ذر ، وفي رواية " يهلكا " بحذف النون ؛ قال ابن التين كذا وقع بغير نون وكأنه نصب بتقدير " أن " انتهى . وقد أخرجه أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن نافع عن ابن عمر بلفظ " أن يهلكا " وهو بكسر اللام ونسبها ابن التين لرواية أبي ذر ، ثم هذا السياق صورته الإرسال لكن ظهر في آخره أن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة حمله عن عبد الله بن الزبير ، وسيأتي في الباب الذي بعده التصريح بذلك ولفظه عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة " أن عبد الله بن الزبير أخبرهم " فذكره بكماله .
قوله : ( رفعا أصواتهما حين قدم عليه ركب بني تميم ) في رواية أحمد " وفد بني تميم " وكان قدومهم سنة تسع بعد أن أوقع عيينة بن حصن ببني العنبر وهم بطن من بني تميم ، ذكر ذلك أبو الحسن المدائني
قوله : ( بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع ) الأقرع لقب واسمه فيما نقل ابن دريد فراس بن حابس بن عقال بكسر المهملة وتخفيف القاف ابن محمد بن سفيان بن مجاشع بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي ، وكانت وفاة الأقرع بن حابس في خلافة عثمان .
قوله : ( وأشار الآخر ) هو أبو بكر ، بينه nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في روايته المذكورة برجل آخر فقال : نافع : لا أحفظ اسمه ، سيأتي في الباب الذي بعده من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة أنه القعقاع بن معبد بن زرارة أي ابن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي . قال الكلبي في " الجامع " : كان يقال له تيار الفرات لجوده ، قلت : وله ذكر في غزوة حنين ، أورده البغوي في " الصحابة " بإسناد صحيح .
[ ص: 456 ] قوله : ( ما أردت إلا خلافي ) أي ليس مقصودك إلا مخالفة قولي ، وفي رواية أحمد " إنما أردت خلافي " وهذا هو المعتمد . وحكى ابن التين أنه وقع هنا " ما أردت إلى خلافي " بلفظ حرف الجر ، و " ما " في هذا استفهامية " وإلى " بتخفيف اللام ، والمعنى أي شيء قصدت منتهيا إلى مخالفتي . وقد وجدت الرواية التي ذكرها ابن التين في بعض النسخ لأبي ذر عن الكشميهني .
قوله : ( فارتفعت أصواتهما ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج " فتماريا " حتى ارتفعت أصواتهما .
قوله : ( فأنزل الله ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج " فنزل في ذلك " .
قلت : ولا مانع أن تنزل الآية لأسباب تتقدمها ، فلا يعدل للترجيح مع ظهور الجمع وصحة الطرق ، ولعل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري استشعر ذلك فأورد قصة nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس عقب هذا ليبين ما أشرت إليه من الجمع ، ثم عقب ذلك كله بترجمة " باب قوله ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم " إشارة إلى قصة جفاة الأعراب من بني تميم ، لكنه لم يذكر في الترجمة حديثا كما سأبينه قريبا ، وكأنه ذكر حديث ثابت لأنه هو الذي كان الخطيب لما وقع الكلام في المفاخرة بين بني تميم المذكورين كما أورده ابن إسحاق في المغازي مطولا .
قوله : ( فما كان عمر يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية حتى يستفهمه ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع في الاعتصام " فكان عمر بعد ذلك إذا حدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه " .
قلت : وقد أخرج ابن المنذر من طريق محمد بن عمرو بن علقمة أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق قال مثل ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا مرسل ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم موصولا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه ، وأخرجه ابن مردويه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب عن أبي بكر قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=890771لما نزلت لا ترفعوا أصواتكم الآية قال أبو بكر : قلت يا رسول الله آليت أن لا أكلمك إلا كأخي السرار " .
قوله : ( ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر ) قال مغلطاي : يحتمل أنه أراد بذلك nindex.php?page=showalam&ids=16414أبا بكر عبد الله بن الزبير أو nindex.php?page=showalam&ids=12531أبا بكر عبد الله بن أبي مليكة فإن أبا مليكة له ذكر في الصحابة .
قلت : وهذا بعيد عن الصواب ، بل قرينة ذكر عمر ترشد إلى أن مراده أبو بكر الصديق . وقد وقع في رواية الترمذي قال : " وما ذكر ابن الزبير جده " وقد وقع في رواية الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16862مؤمل بن إسماعيل عن nindex.php?page=showalam&ids=17194نافع بن عمر فقال في آخره " وما ذكر ابن الزبير جده يعني أبا بكر " وفيه تعقب على من عد في الخصائص النبوية أن أولاد بنته ينسبون إليه لقوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=889451إن ابني هذا سيد " وقد أنكره القفال على ابن القاص وعده القضاعي فيما اختص به النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأنبياء ، وفيه نظر [ ص: 457 ] فقد احتج nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر بأن عيسى نسب إلى إبراهيم وهو ابن بنته ، وهو استدلال صحيح ، وإطلاق الأب على الجد مشهور ، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق كما تقدم في المناقب .