قوله : ( باب اتباع الجنائز من الإيمان ) ختم المصنف معظم التراجم التي وقعت له من شعب الإيمان بهذه [ ص: 134 ] الترجمة لأن ذلك آخر أحوال الدنيا . وإنما أخر ترجمة أداء الخمس من الإيمان لمعنى سنذكره هناك . ووجه الدلالة من الحديث للترجمة قد نبهنا عليه في نظائره قبل .
قوله : ( المنجوفي ) هو بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم وبعد الواو الساكنة فاء نسبة إلى جد جده منجوف السدوسي ، وهو بصري ، وكذا باقي رجال الإسناد غير الصحابي . وروح بفتح الراء هو ابن عبادة القيسي ، وعوف هو ابن أبي جميلة بفتح الجيم الأعرابي بفتح الهمزة ، وإنما قيل له ذلك لفصاحته وكنيته أبو سهل ، واسم أبيه بندويه - بموحدة مفتوحة ثم نون ساكنة ثم دال مهملة - بوزن راهويه ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن هو ابن أبي الحسن البصري ، nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد هو ابن سيرين ، وهو مجرور بالعطف على الحسن ، فالحسن nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين حدثا به عوفا عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة إما مجتمعين وإما متفرقين ، فأما ابن سيرين فسماعه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة صحيح ، وأما الحسن فمختلف في سماعه منه ، والأكثر على نفيه وتوهيم من أثبته ، وهو مع ذلك كثير الإرسال فلا تحمل عنعنته على السماع ، وإنما أورده المصنف كما سمع ، وقد وقع له نظير هذا في قصة موسى ، فإنه أخرج فيها حديثا من طريق روح بن عبادة بهذا الإسناد ، وأخرج أيضا في بدء الخلق من طريق عوف عنهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة حديثا آخر ، واعتماده في كل ذلك على nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين . والله أعلم .
قوله : ( من اتبع ) هو بالتشديد ، وللأصيلي " تبع " بحذف الألف وكسر الموحدة ، وقد تمسك بهذا اللفظ من زعم أن المشي خلفها أفضل ، ولا حجة فيه لأنه يقال تبعه إذا مشى خلفه أو إذا مر به فمشى معه ، وكذلك اتبعه بالتشديد وهو افتعل منه ، فإذا هو مقول بالاشتراك ، وقد بين المراد الحديث الآخر المصحح عند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وغيره من حديث ابن عمر في المشي أمامها ، وأما أتبعه بالإسكان فهو بمعنى لحقه إذا كان سبقه ، ولم تأت به الرواية هنا .
قوله : ( وكان معه ) أي : مع المسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=15086وللكشميهني " معها " أي : مع الجنازة .
قوله : ( حتى يصلي ) بكسر اللام ويروى بفتحها ، فعلى الأول لا يحصل الموعود به إلا لمن توجد منه الصلاة ، وعلى الثاني قد يقال يحصل له ذلك ولو لم يصل ، أما إذا قصد الصلاة وحال دونه مانع فالظاهر حصول الثواب له مطلقا ، والله أعلم .
قوله : ( ويفرغ ) بضم أوله وفتح الراء ، ويروى بالعكس ، وقد أثبتت هذه الرواية أن القيراطين إنما يحصلان بمجموع الصلاة والدفن ، وأن الصلاة دون الدفن يحصل بها قيراط واحد ، وهذا هو المعتمد خلافا لمن تمسك بظاهر بعض الروايات فزعم أنه يحصل بالمجموع ثلاثة قراريط ، وسنذكر بقية مباحثه وفوائده في كتاب الجنائز إن شاء الله تعالى .
قوله : ( تابعه ) أي : روح بن عبادة ، nindex.php?page=showalam&ids=16546وعثمان هو ابن الهيثم وهو من شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فإن كان سمع هذا الحديث منه فهو له أعلى بدرجة ، لكنه ذكر الموصول عن روح لكونه أشد إتقانا منه ، ونبه برواية عثمان على أن الاعتماد في هذا السند على nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين فقط لأنه لم يذكر الحسن ، فكأن عوفا كان ربما ذكره وربما حذفه ، وقد حدث به المنجوفي شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مرة بإسقاط الحسن ، أخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريقه ، ومتابعة عثمان هذه وصلها أبو نعيم في المستخرج قال : حدثنا أبو إسحاق بن حمزة حدثنا أبو طالب بن أبي عوانة [ ص: 135 ] حدثنا سليمان بن سيف حدثنا عثمان بن الهيثم . . فذكر الحديث ، ولفظه موافق لرواية روح إلا في قوله : وكان معها فإنه قال بدلها " فلزمها " ، وفي قوله ويفرغ من دفنها فإنه قال بدلها " وتدفن " ، وقال في آخره " فله قيراط " بدل قوله فإنه يرجع بقيراط ، والباقي سواء . ولهذا الاختلاف في اللفظ قال المصنف " نحوه " وهو بفتح الواو ، أي : بمعناه .