[ ص: 485 ] قوله : باب تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر زاد غير أبي ذر الآية التي بعدها ، وهي التي تناسب قول قتادة المذكور فيه .
قوله : ( قال قتادة : أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة ) وصله عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بلفظه وزاد : " على الجودي " . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال : " أبقى الله السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة نظرا ، وكم من سفينة بعدها فصارت رمادا " .
قوله : ( عن الأسود ) في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه .
قوله : ( أنه كان يقرأ فهل من مدكر ) أي بالدال المهملة ، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة ، وهو منقول أيضا عن قتادة . ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة ، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد ، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ " مدكر " في الجميع واحد . وقد تكرر في هذه السورة قوله : فهل من مدكر بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا ، وقال في الأولى " وقال مجاهد : يسرنا : هونا قراءته " وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود : فهل من مدكر أو مذكر ؟ أي بمعجمة أو مهملة ، فذكر الحديث وفي آخره " دالا " أي مهملة . ولفظ الثالث والرابع كالأول ، ولفظ الخامس عن عبد الله " قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - من مذكر - أي بالمعجمة - فقال : فهل من مدكر " أي بالمهملة . وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد ، وقوله " مدكر " أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة ، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت ، وقوله في الطريق الرابع " حدثنا محمد حدثنا غندر " كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار بندار ، وقوله في الخامسة " حدثنا يحيى " هو ابن موسى .