بسم الله الرحمن الرحيم كتاب فضائل القرآن باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل
قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس المهيمن الأمين القرآن أمين على كل كتاب قبله
4694 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى عن nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة قال أخبرتني nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهم قالا nindex.php?page=hadith&LINKID=654596لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين
[ ص: 619 ] بسم الله الرحمن الرحيم 66 - كتاب فضائل القرآن ( كتاب فضائل القرآن ) ثبتت البسملة و " كتاب " لأبي ذر ووقع لغيره " فضائل القرآن " حسب .
قوله : ( باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل ) كذا لأبي ذر " نزل " بلفظ الفعل الماضي ، ولغيره " كيف [ ص: 620 ] نزول الوحي " بصيغة الجمع ، وقد تقدم البحث في كيفية نزوله في حديث عائشة " إن الحارث بن هشام سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يأتيك الوحي " في أول الصحيح ، وكذا أول نزوله في حديثها nindex.php?page=hadith&LINKID=3503213 " أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة " لكن التعبير بأول ما نزل أخص من التعبير بأول ما بدئ لأن النزول يقتضي وجود من ينزل به ، وأول ذلك مجيء الملك له عيانا مبلغا عن الله بما شاء من الوحي ، وإيحاء الوحي أعم من أن يكون بإنزال أو بإلهام ، سواء وقع ذلك في النوم أو في اليقظة . وأما انتزاع ذلك من أحاديث الباب فسأذكره إن شاء الله تعالى عند شرح كل حديث منها .
قوله : ( قال ابن عباس : المهيمن : الأمين ، القرآن أمين على كل كتاب قبله ) تقدم بيان هذا الأثر وذكر من وصله في تفسير سورة المائدة ، وهو يتعلق بأصل الترجمة وهي فضائل القرآن ، وتوجيه كلام ابن عباس أن القرآن تضمن تصديق جميع ما أنزل قبله ، لأن الأحكام التي فيه إما مقررة لما سبق وإما ناسخة - وذلك يستدعي إثبات المنسوخ - وإما مجددة ، وكل ذلك دال على تفضيل المجدد . ثم ذكر المصنف في الباب ستة أحاديث .
الأول والثاني حديثا ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة معا .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان ) هو ابن عبد الرحمن ، ويحيى هو ابن أبي كثير ، nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن .
قوله : ( لبث النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين ) كذا للكشميهني ، ولغيره " وبالمدينة عشرا " بإبهام المعدود ، وهذا ظاهره أنه - صلى الله عليه وسلم - عاش ستين سنة إذا انضم إلى المشهور أنه بعث على رأس الأربعين ، لكن يمكن أن يكون الراوي ألغى الكسر كما تقدم بيانه في الوفاة النبوية ، فإن كل من روي عنه أنه عاش ستين أو أكثر من ثلاث وستين جاء عنه أنه عاش ثلاثا وستين ، فالمعتمد أنه عاش ثلاثا وستين ، وما يخالف ذلك إما أن يحمل على إلغاء الكسر في السنين ، وإما على جبر الكسر في الشهور ، وأما حديث الباب فيمكن أن يجمع بينه وبين المشهور بوجه آخر ، وهو أنه بعث على رأس الأربعين ، فكانت مدة وحي المنام ستة أشهر إلى أن نزل عليه الملك في شهر رمضان من غير فترة ، ثم فتر الوحي ، ثم تواتر وتتابع ، فكانت مدة تواتره وتتابعه بمكة عشر سنين من غير فترة ، أو أنه على رأس الأربعين قرن به ميكائيل أو إسرافيل فكان يلقي إليه الكلمة أو الشيء مدة ثلاث سنين كما جاء من وجه مرسل ، ثم قرن به جبريل فكان ينزل عليه بالقرآن مدة عشر سنين بمكة . ويؤخذ من هذا الحديث مما يتعلق بالترجمة أنه نزل مفرقا ولم ينزل جملة واحدة ، ولعله أشار إلى ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من وجه آخر عن ابن عباس قال : " أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة وقرأ : وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث الآية " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070للحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الدلائل " فرق في السنين " وفي أخرى صحيحة nindex.php?page=showalam&ids=12508لابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم أيضا " وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ، فجعل جبريل ينزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - " وإسناده صحيح ، ووقع في " المنهاج للحليمي " : nindex.php?page=hadith&LINKID=3503214أن جبريل كان ينزل منه من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى السماء الدنيا قدر ما ينزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك السنة إلى ليلة القدر التي تليها ، إلى أن أنزله كله في عشرين ليلة من عشرين سنة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ، وهذا أورده ابن الأنباري من طريق ضعيفة ومنقطعة أيضا وما تقدم من أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم أنزل بعد ذلك مفرقا هو الصحيح المعتمد وحكى nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي في تفسير ليلة القدر أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة وأن [ ص: 621 ] الحفظة نجمته على جبريل في عشرين ليلة وأن جبريل نجمه على النبي - صلى الله عليه وسلم - في عشرين سنة ، وهذا أيضا غريب ، والمعتمد أن جبريل كان يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان بما ينزل به عليه في طول السنة ، كذا جزم به الشعبي فيما أخرجه عنه أبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة بإسناد صحيح ، وسيأتي مزيد لذلك بعد ثلاثة أبواب . وقد تقدم في بدء الوحي أن أول نزول جبريل بالقرآن كان في شهر رمضان ، وسيأتي في هذا الكتاب أن جبريل كان يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن في شهر رمضان ، وفي ذلك حكمتان : إحداهما تعاهده ، والأخرى تبقية ما لم ينسخ منه ورفع ما نسخ ، فكان رمضان ظرفا لإنزاله جملة وتفصيلا وعرضا وأحكاما . وقد أخرج أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في " الشعب " عن واثلة بن الأسقع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3503215 " أنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه ، والزبور لثمان عشرة خلت منه ، والقرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان " . وهذا كله مطابق لقوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ولقوله تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر فيحتمل أن تكون ليلة القدر في تلك السنة كانت تلك الليلة ، فأنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا ، ثم أنزل في اليوم الرابع والعشرين إلى الأرض أول اقرأ باسم ربك ويستفاد من حديث الباب أن القرآن نزل كله بمكة والمدينة خاصة ، وهو كذلك ، لكن نزل كثير منه في غير الحرمين حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر حج أو عمرة أو غزاة ، ولكن الاصطلاح أن كل ما نزل قبل الهجرة فهو مكي ، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني ، سواء نزل في البلد حال الإقامة أو في غيرها حال السفر ، وسيأتي مزيد لذلك في " باب تأليف القرآن " .