قوله : ( باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن ) كذا جمع بين السكينة والملائكة ، ولم يقع في حديث الباب ذكر السكينة ولا في حديث البراء الماضي في فضل سورة الكهف ذكر الملائكة ، فلعل المصنف [ ص: 681 ] كان يرى أنهما قصة واحدة ، ولعله أشار إلى أن المراد بالظلة في حديث الباب السكينة ، لكن ابن بطال جزم بأن الظلة السحابة وأن الملائكة كانت فيها ومعها السكينة . قال ابن بطال : قضية الترجمة أن السكينة تنزل أبدا مع الملائكة ، وقد تقدم بيان الخلاف في السكينة ما هي وما قال النووي في ذلك . قوله : ( وقال الليث إلخ ) وصله أبو عبيد في " فضائل القرآن " عن يحيى بن بكير عن الليث بالإسنادين جميعا .
قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد بن الهاد ) هو ابن أسامة بن عبد الله بن شداد بن الهاد .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم ) هو التيمي وهو من صغار التابعين ، ولم يدرك nindex.php?page=showalam&ids=14493أسيد بن حضير فروايته عنه منقطعة ، لكن الاعتماد في وصل الحديث المذكور على الإسناد الثاني ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : محمد بن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=14493أسيد بن حضير مرسل ، وعبد الله بن خباب عن أبي سعيد متصل . ثم ساقه من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن يزيد بن الهاد بالإسنادين جميعا وقال : هذه الطريق على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . قلت : وجاء عن الليث فيه إسناد ثالث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق شعيب بن الليث وداود بن منصور كلاهما عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد عن ابن أبي هلال عن يزيد بن الهاد بالإسناد الثاني فقط ، وأخرجه مسلم والنسائي أيضا من طريق إبراهيم بن سعد عن يزيد بن الهاد بالإسناد الثاني لكن وقع في روايته " عن أبي سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=14493أسيد بن حضير " وفي لفظ " عن أبي سعيد أن nindex.php?page=showalam&ids=14493أسيد بن حضير قال : " لكن في سياقه ما يدل على أن أبا سعيد إنما حمله عن أسيد فإنه قال : في أثنائه " قال أسيد : فخشيت أن يطأ يحيى . فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم " فالحديث من مسند nindex.php?page=showalam&ids=14493أسيد بن حضير ، وليحيى بن بكير فيه عن الليث إسناد آخر أخرجه أبو عبيد أيضا من هذا الوجه فقال : " عن ابن شهاب عن أبي بن كعب بن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=14493أسيد بن حضير " .
قوله : ( بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة ) رواية nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى عن nindex.php?page=showalam&ids=14493أسيد بن حضير " بينما أنا أقرأ سورة ، فلما انتهيت إلى آخرها " أخرجه أبو عبيد ، ويستفاد منه أنه ختم السورة التي ابتدأ بها . ووقع في رواية إبراهيم بن سعد المذكورة " بينما هو يقرأ في مربده " أي المكان الذي فيه التمر ، وفي رواية أبي بن كعب المذكورة أنه كان يقرأ على ظهر بيته ، وهذا مغاير للقصة التي فيها أنه كان في مربده ، وفي حديث الباب أن ابنه كان إلى جانبه وفرسه مربوطة فخشي أن تطأه ، وهذا كله مخالف لكونه كان حينئذ على ظهر البيت ، إلا أن يراد بظهر البيت خارجه لا أعلاه فتتحد القصتان .
قوله : ( فلما اجتره ) بجيم ومثناة وراء ثقيلة والضمير لولده أي اجتر ولده من المكان الذي هو فيه حتى لا تطأه الفرس ، ووقع في رواية القابسي " أخره " بمعجمة ثقيلة وراء خفيفة أي عن الموضع الذي كان به خشية عليه .
قوله : ( اقرأ يا ابن حضير ) أي كان ينبغي أن تستمر على قراءتك ، وليس أمرا له بالقراءة في حالة التحديث ، وكأنه استحضر صورة الحال فصار كأنه حاضر عنده لما رأى ما رأى ، فكأنه يقول : استمر على قراءتك لتستمر لك البركة بنزول الملائكة واستماعها لقراءتك ، وفهم أسيد ذلك فأجاب بعذره في قطع القراءة ، وهو قوله " خفت أن تطأ يحيى " أي خشيت إن استمريت على القراءة أن تطأ الفرس ولدي ، ودل سياق الحديث على محافظة أسيد على خشوعه في صلاته لأنه كان يمكنه أول ، ما جالت الفرس أن يرفع رأسه ، وكأنه كان بلغه حديث النهي عن رفع المصلي رأسه إلى السماء فلم يرفعه حتى اشتد به الخطب ، ويحتمل أن يكون رفع رأسه بعد انقضاء صلاته فلهذا تمادى به الحال ثلاث مرات . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى المذكورة " اقرأ أبا عتيك " وهي كنية أسيد .
قوله : ( دنت لصوتك ) في رواية إبراهيم بن سعد " تستمع لك " وفي رواية ابن كعب المذكورة " وكان أسيد حسن الصوت " وفي رواية يحيى بن أيوب عن يزيد بن الهاد عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أيضا " اقرأ أسيد فقد أوتيت من مزامير آل داود " وفي هذه الزيادة إشارة إلى الباعث على استماع الملائكة لقراءته .
قوله : ( ولو قرأت ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى أما إنك لو مضيت .
قوله : ( ما يتوارى منهم ) في رواية إبراهيم بن سعد " ما تستتر منهم " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى " لرأيت الأعاجيب " قال النووي : في هذا الحديث جواز رؤية آحاد الأمة للملائكة ، كذا أطلق ، وهو صحيح لكن الذي يظهر التقييد بالصالح مثلا والحسن الصوت ، قال : وفيه فضيلة القراءة وأنها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة . قلت : الحكم المذكور أعم من الدليل ، فالذي في الرواية إنما نشأ عن قراءة خاصة من سورة خاصة بصفة خاصة ، ويحتمل من الخصوصية ما لم يذكر ، وإلا لو كان الإطلاق لحصل ذلك لكل قارئ . وقد أشار في آخر الحديث بقوله " ما يتوارى منهم " إلى أن الملائكة لاستغراقهم في الاستماع كانوا يستمرون على عدم الاختفاء الذي هو من شأنهم ، وفيه منقبة nindex.php?page=showalam&ids=168لأسيد بن حضير ، وفضل قراءة سورة البقرة في صلاة الليل ، وفضل الخشوع في الصلاة ، وأن التشاغل بشيء من أمور الدنيا ولو كان من المباح قد يفوت الخير الكثير فكيف لو كان بغير الأمر المباح
[ ص: 683 ] قوله : ( باب من قال : لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما بين الدفتين ) أي ما في المصحف ، وليس المراد أنه ترك القرآن مجموعا بين الدفتين لأن ذلك يخالف ما تقدم من جمع أبي بكر ثم عثمان . وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيرا من القرآن ذهب لذهاب حملته ، وهو شيء اختلقه الروافض لتصحيح دعواهم أن التنصيص على إمامة علي واستحقاقه الخلافة عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ثابتا في القرآن وأن الصحابة كتموه ، وهي دعوى باطلة لأنهم لم يكتموا مثل " nindex.php?page=hadith&LINKID=891016أنت عندي بمنزلة هارون من موسى " وغيرها من الظواهر التي قد يتمسك بها من يدعي إمامته ، كما لم يكتموا ما يعارض ذلك أو يخصص عمومه أو يقيد مطلقه . وقد تلطف المصنف في الاستدلال على الرافضة بما أخرجه عن أحد أئمتهم الذين يدعون إمامته وهو nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب . فلو كان هناك شيء ما يتعلق بأبيه لكان هو أحق الناس بالاطلاع عليه ، وكذلك ابن عباس فإنه ابن عم علي وأشد الناس له لزوما واطلاعا على حاله .
قوله : ( عن عبد العزيز بن رفيع ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني عن سفيان " حدثنا عبد العزيز " أخرجه أبو نعيم في " المستخرج " .
قوله : ( دخلت أنا وشداد بن معقل ) هو الأسدي الكوفي ، تابعي كبير من أصحاب ابن مسعود وعلي . ولم يقع له في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ذكر إلا في هذا الموضع ، وأبوه بالمهملة والقاف ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في خلق أفعال العباد من طريق عبد العزيز بن رفيع عن شداد بن معقل عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود حديثا غير هذا .
قوله : ( أترك النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء ) ؟ في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " شيئا سوى القرآن " .
قوله : ( إلا ما بين الدفتين ) بالفاء تثنية دفة بفتح أوله وهو اللوح ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، بين اللوحين " .
قوله : ( قال : ودخلنا ) القائل هو عبد العزيز ، ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " لم يدع إلا ما في هذا المصحف " أي لم يدع من القرآن ما يتلى إلا ما هو داخل المصحف الموجود ولا يرد على هذا ما تقدم في كتاب العلم عن علي أنه قال : " ما عندنا إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة " لأن عليا أراد الأحكام التي كتبها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم ينف أن عنده أشياء أخر من الأحكام التي لم يكن كتبها . وأما جواب ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12691وابن الحنفية فإنما أرادا من القرآن الذي يتلى ، أو أرادا مما يتعلق بالإمامة ، أي لم يترك شيئا يتعلق بأحكام الإمامة إلا ما هو بأيدي الناس ، ويؤيد ذلك ما ثبت عن جماعة من الصحابة من ذكر أشياء نزلت من القرآن فنسخت تلاوتها وبقي حكمها أو لم يبق مثل حديث عمر " nindex.php?page=hadith&LINKID=891017الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة " وحديث أنس في قصة القراء الذين قتلوا في بئر معونة ، قال : فأنزل الله فيهم قرآنا " بلغوا عنا قومنا أنا لقد لقينا ربنا " وحديث أبي بن كعب " كانت الأحزاب قدر البقرة " وحديث حذيفة ما يقرءون ربعها يعني " براءة " ، وكلها أحاديث صحيحة . وقد أخرج ابن الضريس من حديث ابن عمر أنه " كان يكره أن يقول الرجل قرأت القرآن كله ، ويقول : إن منه قرآنا قد رفع " وليس في شيء من ذلك ما يعارض حديث الباب ، لأن جميع ذلك مما نسخت تلاوته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .